kayhan.ir

رمز الخبر: 135542
تأريخ النشر : 2021August06 - 20:04

"اسرائيل" ومغبة اللعب بالنار

 

مهدي منصوري

الاحداث  الجارية على الحدود اللبنانية الاسرائيلية لم تكن وليدة الصدفة بل ان الكيان الصهيوني الغاصب للقدس قد مهد لها ومنذ فترة طويلة من خلال وسائل اعلامه المضللة وتقارير خبرائه ومحلليه العسكريين والسياسيين، والملاحظ ايضا والذي يحظى بالاهمية هو ان "اسرائيل" كانت تراقب ما ستؤول اليه الاوضاع السياسية وكيف تسير دفة الامور هناك وقد كانت  توقعاتهم ان يتمكن اللوبي الصهيوـ اميركي الخليجي من تشكيل حكومة لبنانية جديدة على مقاساتهم لتستطيع ان تبعد حزب الله من المسار السياسي القائم. ولكن الرياح جرت كما يقال بما لا تشتهي السفن خاصة بعد اعتذار الحريري من تشكيل الوزارة وبذلك خسروا رهانا كبيرا.

ومن هنا فلم يتبق  للكيان الغاصب الا ان يعمد الى اسلوب الايذاء  واستفراز حزب الله واثارته من خلال القيام بالاعتداء على الاراضي اللبنانية في كفر شوبا وشبعا وغيرها، وبنفس الوقت فان المعلومات المتوفرة والتي كشفتها بعض وسائل الاعلام ان هناك تحركا عسكريا كبيرا للجيش السوري  والقوات المتحالفة للقيام بعمليات عسكرية واسعة لتحرير الجولان من دنس الصهاينة والذي وضع الادارة الصهيونية في حالة من القلق والارباك ولذا فان ما تقوم به "اسرائيل" من قصف للاراضي اللبنانية هو توجيه البوصلة نحو لبنان ومحاولة نسيان الجولان.

ولكن الكيان الغاصب للقدس يدرك جيدا ومن خلال تجربة مرة وقاسية مع المقاومة اللبنانية والفلسطينية ومن خلال عدوانين غادرين لم تحصد منه "اسرائيل" الا الخسران بحيث خلقت قناعة لدى الساسة والقادة العسكريين ان اي مواجهة مع المقاومة اللبنانية محسومة نتائجها لصالح المقاومة، ولذلك فان قيادات عسكرية حذرت المجرم نتنياهو من قبل بان لايسعى  اشعال النار مع المقاومة لانه سيحرق بها كيانه الهش، وبطبيعة الحال فان الصهاينة المجرمين يدركون جيدا ان قدرات حزب الله اليوم هي ليست كالامس وذلك ما كشفته تقارير خبراؤهم للصحافة الصهيونية.

 اذن وفي نهاية المطاف فالكيان الصهيوني قد يستطيع ان يشعل النار ولكن عليه ان يدرس كيف يطفئها لانها لو اتسعت اوارها فانه مستحرقهم قبل غيرهم ولن ينفعهم صراخ الاستغاثة وطلب  التدخل سواء كان من الامم المتحدة او الدول الاوروبية.

وعلى نفس المنوال ان قادة الكيان الصهيوني يدركون جيدا هشاشة جيشهم وضعف قوانه ولا يقوى على الاستمرار في المعركة، ويعتقد ان معركة سيف القدس لازالت مائلة في اذهانهم بحيث جعلتهم مثل الجرذان يبحثون عن ملجأ يأوون اليه خوفا من نيران رشقات الصواريخ التي امطرت مستوطناتهم ولم تنفعهم القبة الحديدية وغيرها.

 واخيرا فعلى الكيان الصهيوني ان يرعوي قليلا وان يحفظ نفسه من الانهيار والزوال لان حزب الله المقاومة لم يكن وحده في الميدان واذا كانت المقاومة الاسلامية الفلسطينية ارعبتهم برشقات من الصواريخ فان المقاومة اللبنانية ستجعل من الصواريخ زخات المطر التي لا يمكن الفرار منها او تحاشيها. وان لجوء الكيان الصهيوني لهذا الاسلوب الاحمق والاهوج لا يمكن ان يغير من المعادلة السياسية في لبنان وستكتب لصالح حزب الله شاؤوا ام ابوا.