حوادث السفن التي لم تقع أصلاً.. مسرحية ركيكة الإعداد والإخراج والتمثيل
يبدو ان فشل الثلاثي التقليدي، الامريكي البريطاني الاسرائيلي، في الصاق الهجوم الذي تعرضت له سفينة "اسرائيلية" قبالة سواحل عُمان، بإيران، بهدف اظهارها ك"تهديد" لأمن الملاحة في الخليج الفارسي وبحر عمان، دفع هذا الثلاثي الى إطلاق إتهامات ب"الجملة" ضد إيران، حيث حملت "مصادره"!، إيران مسؤولية كل الحوادث التي تعرضت لها السفن يوم الثلاثاء قبالة سواحل الامارات، وهي بجملتها مفبركة، ومنها حالة "دوار البحر" الذي اصاب بحارتها!.
في البداية ذكرت "مصادر غربية" ، من بينها وكالة "رويترز" البريطانية!، ان غموضا يكتنف مسار 5 سفن -على الأقل!- "في المنطقة بين الإمارات وإيران"، بعد ان اظهر نظام التعريف الآلي لديها انها "ليست تحت القيادة"، وفقا لبيانات "هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية"! لتتبع السفن، وتشير مثل هذه الحالة عادة إلى أن السفينة غير قادرة على المناورة بسبب ظروف استثنائية.
بعد ساعات تقلص عدد السفن الى ثلاثة!، وفقا لذات "المصادر"، حيث أعلنت "هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية" ان سفينة تجارية تحمل علم دولة سنغافورة تعرضت إلى حادث، قرب ساحل الفجيرة الإماراتية في بحر عمان، حيث فقد طاقمها السيطرة، وتزامن ذلك مع فقدان السيطرة على ناقلة نفط ترفع علم فيتنام بالمنطقة!.
وبعد هذا النبأ بقليل، تقلص عدد السفن الى سفينة واحدة فقط!، إثر اعلان موقع "مارين ترافيك" إن الناقلة التي ترفع علم سنغافورة وتحمل مواد كيميائية، استأنفت التحرك إلى وجهتها بعد تشغيل المحركات!!، بينما السفينة التي تحمل علم فيتنام تعرضت لخلل فني في بحر عمان، وفقا لنفس الموقع!!.
اما قصة السفينة الوحيدة المتبقية من مجموع خمس سفن، فهي اغرب ما في قصص "المصادر الغربية" التي تحاول اتهام ايران في حوادث لم تقع اصلا، فهذه السفينة، التي كانت تحمل "الاسمنت"، وتم اختطافها من قبل "7 او 8"!!، رجال مدججين بالسلاح، وطلبوا منها الابحار صوب ايران! ،عندما كانت في طريقها من خورفكان بالإمارات إلى صحار بعمان!.
من الواضح، ان القائمين على هذه المسرحيات، الركيكة الاعداد والاخراج والتمثيل، ايقنو ان تهافت هذه المسرحيات ستتكشف سريعا لذلك نراهم يحاولون اللجوء الى مجلس الامن الدولي، لاستحصال ادانة ضد ايران، على حوادث لم تقع اصلا.
حتى لو افترضنا جدلا ان مثل هذه الحوادث وقعت فعلا، فهي بالتأكيد من صنع اعداء ايران وفي مقدمتهم الثلاثي المشؤوم، امريكا وبريطانيا و"اسرائيل"، فليس هناك من هو احرص من ايران على امن واستقرار منطقة الخليج الفارسي، فإي انعدام للامن في هذه المنطقة سيرتد سلبا على ايران اكثر من غيرها.
اخيرا، ما الذي سيصب في مصلحة ايران من وراء كل هذه الحوادث، التي في منطقتها حصرا، الخليج الفارسي وبحر عمان؟، ولماذا تؤلب ايران العالم ضدها في احداث لا تعود لها بالفائدة فحسب، بل تسيء اليها كثيرا؟، اليست "اسرائيل" الدخيل الوقح على المنطقة وحماتها، امريكا وبريطانيا، من اكثر المستفيدين من هذه الحوادث؟، وفي الختام نشير الى هفوة سقط فيها مؤلف مسرحية اختطاف سفينة الاسمنت من قبل ايران، وهي ان ايران لديها تخمة بإنتاج الاسمنت ومن اكبر مصدري هذه المادة الى العالم، ولا نعتقد انها بحاجة للاسمنت، واذا كان ضليعا في كتابة السيناريوهات لكان اختار السفينة لتي تحمل المواد الكيميائية، موضوعا للاختطاف وليس الاسمنت!!، واللافت ايضا دقة السيناريو الذي حدد عدد الخاطفين بين 7 و8 حصرا، وليس 6 او 9 ، وكان من الافضل ان يقدم كاتب السيناريو دليلا اخر يدعم روايته ما دام يمتلك كل هذه المعلومت "الدقيقة"!.