kayhan.ir

رمز الخبر: 135203
تأريخ النشر : 2021July31 - 20:47

لبنان عصي على المشاريع الاميركية

 

بعد تسعة اشهر من الجزر والمد بين الرئيسين عون والحريري لتشكيل الحكومة اضطر الحريري في النهاية الانسحاب من ساحة تشكيل الحكومة غير ان الامر لم يكن مرتبط بالداخل بقدر ما كان مرتبطاً بالخارج بشكل مباشر أو غير مباشر. لكن تفاقم الامور والاقتراب من انهيار الدولة اللبنانية جازف الرئيس ميقاتي بمستقبله واعلن استعداده لتشكيل الحكومة وقد حصل على دعم اغلبية الكتل النيابية مما دفع بالرئيس عون تكليف الرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة القادمة وقد بدأ فعلا مشاوراته لتأليف الحكومة، لكن السؤال المطروح هل يستطيع الرئيس ميقاتي تفكيك العقد الموجودة خاصة بعد ان عبئ الشارع المسيحي والسني ورفع السقف الى ادنى مستواه مما تعذر على الحريري تشكيل الحكومة؟

لكن ما يدعو الى التفاؤل نسبيا ان علاقات ميقاتي مع الرئيس عون والتيار الوطني الحر بقيادة باسيل هي أحسن من علاقات الحريري بهما. غير أن المشكلة لم تنحصر في هذا المجال فقط، لأن التاثير الخارجي على هذا الملف لا يمكن انكاره خاصة موقف اللامبالات التي تبديانه كلاً من اميركا والسعودية تجاه ميقاتي بهدف الضغط عليه لإبعاد حزب الله من التشكيلة الوزارية القادمة لان هذين الطرفين أقسما على محاصرة الشعب اللبناني وتجويعه للوصول الى مآربهما والقاء تبعة ذلك على حزب الله لكن هل يوفقا لذلك هناك شكوك كثيرة وقد ينقلب السحر على الساحر ويضطر حزب الله للنزول الى الساحة والامساك بزمام الامور ويتبعه في ذلك الشعب اللبناني ومن جميع الطوائف لانقاذ لبنان ومنعه من السقوط التي تدفع به الجهات المعادية للبنان وعلى راسها الثنائي الاميركي ـ السعودي اللذان ينصبان العداء للمقاومة الاسلامية لما تشكلها من خطورة على العدو الصهيوني، وهذا هو بيت القصيد في كل ما يدور في المنطقة.

فبعد ان فشلت اميركا في استخدام القوة وعبر الكيان الصهيوني لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير واخضاع المقاومة الاسلامية اعدت هذه المرة خطة استراتيجية تضم عدة مراحل لتحميل حزب الله مشكلة التدهور الاقتصادي والعملة اللبنانية وانفجار مرفأ بيروت ومنها؛

_ منع تشكيل اي حكومة لبنانية تضم حزب الله والاطراف المؤيدة له.

_ تهيئة الشعب اللبناني وجره الى الشارع بهدف أثارته للقيام بعمليات تخريبية لزعزعة الامن والاستقرار في هذا البلد.

_ توزيع بعض الفتات من خلال بعض المنظمات التي تسمى بالمجتمع المدني  والمرتبطة باميركا بهدف تحسين صورتها في الاوساط اللبنانية على حساب الدولة.

_ دعم الجيش اللبناني لكن بحدود على انه الطرف الوحيد الذي يشكل صمام الأمان لبنان وهذا ما يضعف قدرة حزب الله على حد تصورهم الواهي.

_ تهيئة الاجواء لانتخابات مبكرة الهدف منها ايصال عملاء اميركا الى البرلمان لتغيير المعادلة فيه.

ووفقاً لبعض المصادر السياسية ان هذه الاستراتيجية طرحت عدة مرات في الكونغرس الاميركي لتنفيذه في الساحة اللبنانية الا ان السؤال الذي يطرح نفسه هل توفق اميركا في تنفيذ مشروعها المدمر للبنان ان يشهد النور؟ لا والف لا، فكل التوقعات ذاهبة الى ان اميركا التي فشلت في تحقيق مشاريعها السابقة ستفشل هذه المرة ايضا.