تقرير يستوجب بيانه!
حسين شريعتمداري
الف ـ لم يتبق سوى اسبوعين على نهاية مرحلة لثمان سنوات من حكومة السيد روحاني (الحكومة الحادية عشرة والثانية عشرة) وتدشين الحكومة الثالثة عشرة برئاسة السيد ابراهيم رئيسي.
والذي ينبغي عدم اغفاله في هذا التحول ولا يمكن ذلك، هو بأي شكل سيورث روحاني تركته للسيد رئيسي وما الذي فعله خلال ثمان سنوات متربعاً منصب رئاسة السلطة التنفيذية بجميع الامكانات والفرص وبيت المال؟
فهذا التقييم يستأهل ضرورته من حيث استحصال الشعب اضافة للرئيس المنتخب على سجل عمل حكومة لثمان سنوات تدير السلطة التنفيذية التي هي الاهم والاكثر خيرة والاخطر من بين السلطات الثلاث في البلاد. تاسيسا على ذلك يقترح ويستوجب ان يطلب السيد رئيسي من السيد روحاني كشفاً موثقاً يستند الارقام الحقيقية للظروف الالية والمكاسب او ما خسرته الحكومة. وينبغي ان لا تتنصل حكومة روحاني من هذا الطلب الطبيعي والمنطقي والقانوني، او تفسير على فقدان الثقة بحكومته! فهو مطلب أخوي يراد منه كل الخير.
باء ـ ولنلقي نظرة على نماذج من ادعاءات الحكومة الحالية وهي غيض من فيض؛
1 ـ خلال السنوات السبع التي خلت من عمر الحكومة عملنا باكثر ما وعدنا به الشعب. حيث كانت الوعود؛ الاعتدال، التعامل البناء مع العالم الغاء العقوبات وايصال الشعب لحقوقه الحقة. فكان الحق النووي المثال للحق القانوني للشعب الايراني، فكانت نشاطاتنا النووية منذ عام 2015 مشروعة، كما واعتقنا البلد من تداعيات معاهدة عدم نشر الاسلحة النووية PMD والظروف المعقدة للوكالة الدولية للطاقة الذرية (حديث رئيس الجمهورية في 15 ديمسبر 2020).
2 ـ وهكذا جاؤوا الى فيينا ليخوضوا جولان التفاوض ورضخوا لرفع جميع العقوبات الاساسية. وندخل الآن في التفاهم حول التفاصيل الجزئية اذ ان القضايا الاساس ومنها؛ حظر النفط والبتروكيماويات والعقوبات على الملاحة البحرية والتأمين والبنك المركزي وسائر البنوك، قد انتهينا منها، اي ان الخطوة الاساسية والكبيرة قدخطوناها وحصل الاتفاق الاساسي، وبالطبع هنالك مسائل نناقشها لنصل الاتفاق النهائي، فالحكومة انجزت عملها.
(رئيس الجمهورية في عشرين مايس 2021).
3ـ لقد صببت في الشهرين والثلاثة الاخيرة جل اهتمامي متسائلا هل بامكاننا وهذه الحكومة فعل شيء، اذ كنا بحاجة لمعولين، احدهما لضرب هامة وباء كورونا والاخر لدق عنق العقوبات. ولطالما آمنت بحصولنا على هاذين المعولين، وبالفعل حصلنا عليهما فضربنا بهما وحصلنا ما نريد!
(السيد روحاني في العشرين من مايس 2021)
4 ـ ما كنا نقوله بامكان حركة اجهزة الطرد المركزي وهكذا معائش الناس وخلال الاعوام 2015، 2016 وبدايات 2017 تراجع العجز لمستوى احادي وهي سابقة في بلدنا. كما وشهدنا عام 2015 نموا اقتصاديا بلغ الاعشار فكانت مرتبتنا الاولى عالميا. فهذه الانجازات الكبيرة وقعت في ظل المفاوضات والتعامل البناء، وكل من يقول غير ذلك فهو كاذب.
فالمائدة اليوم مُعدّة وينبغي ان يُفتح الباب ليدخل الناس عند المائدة. فالمائدة جاهزة والعمل مُعد! (رئيس الجمهورية في 14 تموز 2021).
5 ـ وبصفتي رئيسا للحكومة اعلن للشعب ان العقوبات انتهت واذا اتحدنا معا سترفع العقوبات سريعا، وتعلم الجهة الاخرى لاسبيل سوى العودة للقانون، والعهود واتفاقيات خطة العمل المشتركة! (روحاني في السادس من مايس 2021)
6 ـ لقد قمنا بادارة البلد دون الاعتماد على النفط. فلم نسمع احدا يقول للحكومة بوركت جهودك، اذ بعد مائة عام من كشف النفط في بلدنا انها المرة الاولى التي تدار ايران دون الحاجة لبيع النفط. (23 حزيران 2021).
7 ـ وفي قطاع الصناعة تم انجاز جيد وكبير وهي حركة صناعية تبعث على الفخر.
فحين نقول ان معدل استهدلاك الكهرباء ارتفع، ففيه شعور مفرح ، اذ حين يقال ان معدل استهلاك الكهرباء في قطاع الصناعة قد ارتفع لهو بالامر الذي يبعث على السرور اي ان قطاع الصناعة توسع. فحين يرتفع هذا العام معدل استهلاك الكهرباء للامور الصناعية 10% قياسا للعام الفائت فهذا يعني تطوير القطاع الصناعي وهو من دواعي الفخر.
(رئيس الجمهورية في السابع من تموز 2021)
والعشرات ـ ولربما المئات ـ من النماذج الاخرى على هذا المنوال نسمع ادعاءات لرئيس الجمهورية المحترم. الا انها لا تتطابق والحقائق الملموسة والموثقة. من هنا لابد من التصديق على ذلك قبل نقل الحكومة، وينبغي تقديم برنامج سريع وتقرير موثق يعتمد الارقام الحقيقية من قبل الحكومة الحالية الى الحكومة القادمة.
ج ـ ان صندوق التنمية الوطنية قد انشئ لمهمتين اساسيتين. الاولى، ان يتم تحويل جزء من المداخيل الناجمة من تصدير النفط والغاز ومشتقات النفط الى ارصدة محفوظة، وتبعث على الانتاج وفرص العمل لتحفظ حصص الاجيال القادمة من هذه المصادر الالهية. والثانية لتتحر تدريجيا ميزانية الحكومات من هذه المصادر التي لها تداعيات ضارة في اطار المؤشرات والتارجح الاقتصادي الكبير. واعتمادا على هذه البيانات نستشرف جانبا مما استلته حكومة السيد روحاني من هذا الصندوق الستراتيجي والتي نشرتها وسائل الاعلام، لنقرأ !
ـ مشاريع السقي الحديثة بالضغط، 100 مليون يورو.
ـ ارواء وتخزين المياه، 100 مليون يورو.
ـ مواجهة الآثار الهدامة للاتربة، 20 ميليون يورو.
ـ اجهزة مختبرات وزارة العلوم ووزارة الصحة ما يصل الى 30 مليون يورو.
ـ مشاريع حديثة للجهاد الجامعي يصل الى 15 مليون يورو.
ـ مشاريع حديثة للمعاونية العلمية والتقنية لرئاسة الجمهورية يصل الى 70 مليون يورو.
ـ مؤسسة الاذاعة والتلفزيون في تنفيذ الماد 93 لقانون البرنامج السادس والتنمية الكمية والكيفية للبرامج الانتاجية، ولافلام الوثائقية والافلام والمسلسلات تصل الى 150 مليون يورو.
ـ مشاريع ايصال المياه للقرى والعشائر تصل الى 100 مليون يورو.
ـ الشركات المعرفية للمعاونية العلمية والتقنية لرئيس الجمهورية تصل الى 35 مليون يورو.
ـ مصانع حديثة للمعاونية العلمية والتقنية لرئيس الجمهورية تصل الى 25 مليون يورو.
ـ زيادة ميزانية الحكومة من صندوق ضمان الصادرات تصل الى 100 مليون يورو.
ـ مشروع تصريف المياه لمدينة اهواز تصل الى 50 مليون يورو.
فعلى الحكومة الحالية ان تقدم تقريرا مستدلا عن مصادر نفقات هذه المبالغ الضخمة. فعلى سبيل المثال ان تبين ما يختص حول المبالغ الضخمة لمشاريع ايصال المياه الى القرى (خوزستان مثالا)، وهو الشأن المهم لهذه القرى!
د ـ الغلاء المستفحل للسلع والخدمات الضرورية للشعب وهدر بيت المال واغلاق مئات المصانع ومراكز الانتاج. وتراجع عشرات الاضعاف لقيمة العملة الوطنية، تقرب الى السقوط. ونهب المفسدين لثلاثين مليار دولار من العملة الصعبة وستين طنا من الذهب وارتفاع اسعار المنازل ثمانية اضعاف، وتراجع اقتصاد البلد ست مراتب عالميا. وكسر رقم قياسي للعجز وشيوع الفقر والبطالة والتفاوت الطبقي.
ومن جانب آخر؛ وصلت المنشآت النووية للبلد الى حافة الانهيار وتوقف الرقي النووي. اذ كان من المقرر ان تلغى العقوبات في المفاوضات النووية، الا انه ليس لم تلغ وحسب بل اضيفت مئات اخرى بسبب سوء الادارة وتغلغل عملاء العدو والميل للتساوم.
والسيولة النقدية التي كان بامكانها ان تدخل مجال الانتاج وتتسبب في ايجاد فرص العمل، تصاعدت من 430 الف مليار تومان الى 3700 الف مليار تومان، فيما اصاب الانتاج والعمل الجمود الذي لا سابقة له.
كما وتحول انتاج القمح واللحوم الحمراء والطيور من الاكتفاء الذاتي الى استيراد هذه المفردات الضرورية لحياة الشعب.
وتم فتح اخذ الاتاوات للعدو لانتهاج دبلوماسية منفعلة، مما عرضوا امن واقتدار البلد لمغامرة خطرة و...
فمن اين نشأت حالات عدم التوازن الملوثة هذه، ولماذا حُمل الشعب هذه الاثقال القاصمة؟! و... انها من ضمن ما ينبغي على الحكومة المحترمة ان تقدمة كتقرير مستدل لرئاسة الحكومة المحترمة القادمة.
هاء ـ وبالتالي فان تقديم تقرير مفصل للادلة اعلاه ضروري جدا لحل العقد هذا اولا وثانيا ليس الامر بالصعب فهو يرجح على التصريحات الشمولية الغامضة والتي لا تنفع للتقييم، وثالثا؛ وسيسجل كوثيقة خالدة في تاريخ ايران الاسلامية.