kayhan.ir

رمز الخبر: 134631
تأريخ النشر : 2021July16 - 20:13

بأي مرمى سجلنا الهدف؟!

حسين شريعتمداري

1 ـ مرة اخرى اشار السيد روحاني الاربعاء الماضي في اجتماع مجلس الوزراء، كما كان يشير مئات المرات من قبل الى ما حققته حكومته الحادية عشرة من مفخرة خلال الاتفاق النووي، ليقول معاتبا؛ "حين يفوز فريقنا النووي في المفاوضات ويسجل ثلاثة اهداف، فلماذا نتثاقل ان نصفق له، ولماذا يصعب  علينا ان نقول له حييت، ولم يثقل علينا مباركة لاعبينا الاقوياء على مستوى الساحة الدولية، ولماذا...؟!

يا حبذا لو يوضح سيادة الرئيس للشعب في بضعة كلمات، بدل ثنائه ومديحه المستمر لخطة العمل المشتركة، يوضح ما الذي جناه الاتفاق النووي غير الكوارث الاقتصادية والسياسية وهدر الطاقات والامكانات لثمان سنوات؟!

وفي اي مرمى دخلت الاهداف الثلاثة التي يتحدث عنها؟! فهل كثير ما نطلبه من سيادته؟! واليس من حق الشعب ان يطلع على مآل خطة العمل المشتركة بعيداً عن كل الشعارات الفضفاضة؟! ويطلب من السيد روحاني او الاعضاء البارزين في الفريق النووي المفاوض لبلدنا، بدل استعراض التصريحات دون اي سند وشاهد، ان يجلسوا ولو مرة واحدة  للتحاور مع الخبراء  المنتقدين، موضحين تفاصيل الاجابة على الاسئلة التي هي اسئلة الشعب كذلك ـ سيان المؤيد او المعارض لخطة العمل المتشتركة ـ واضعين التصريحات العامة والتي لا اعتماد  عليها جانبا؟!  ليستطلع الجميع ما الذي  جلبته خطة العمل المشتركة او اي بلاء صبته على الرؤوس!

2 ـ وليست القضية بالمعقدة، فهي تختصر بوقفة  مختصرة وهي ان الهدف من المفاوضات النووية الغاء جميع العقوبات، ولكن ليس لم يتم الغاء اي نوع من العقوبات وحسب بل تمت اضافة مئات العقوبات الاخرى!

اليس الامر كذلك ؟! فان كان كذلك ـ ولم يكن غير ذلك ـ ما الذي تتوقعونه من الشعب، ان يصفق لكم ام يعرب عن أسفه لما اضعتموه من فرص وامكانات لثمان سنوات؟! ولنعتصر اللوم بانتظار الـ !

3 ـ في الرابع عشر من تموز /يوليو 2015 وبعد التوقيع على الاتفاق النووي بين ايران والدول 5+1، طل علينا السيد روحاني من شاشة التلفاز مستبشرا ان "تظافرت الاعياد ولتعاد علينا دوما!" قائلا: "لقد كنا بصدد اربعة اهداف في هذه المفاوضات. الهدف الاول، الابقاء على قدراتنا النووية والتقنية النووية وحتى النشاطات النووية داخل البلد. والهدف الثاني، الغاء العقوبات غير الصحيحة  والظالمة وغير الانسانية. والهدف الثالث الغاء جميع القرارات الصادرة من مجلس الامن الدولي والتي ومن وجهة نظرنا غير قانونية. والهدف الرابع اخراج الملف النووي الايراني من الفصل السابع لمجلس الامن  الدولي، وتوصلنا في اتفاق اليوم وفي هذا البرنامج (خطة العمل المشتركة) الى الاهداف الاربعة"!!

وهنا ينبغي توجيه السؤال للسيد روحاني بانه اي الاهداف الاربعة التي اشرت لها قد تحققت ؟!

4 ـ ان السيد روحاني الذي كانت نتائج المفاوضات التي اجراها لسنوات مضن "لا شيء تقريبا" حسب شهادة الحقائق على الارض، اعتبر  في حديثه الاربعاء الماضي، المصادقة على "المبادرة الستراتيجية لالغاء العقوبات" في مجلس الشورى الاسلامي، حائلا دون الغاء العقوبات! في الوقت الذي استبدل تصديق المشروع المسار الانفعالي للحكومة بالتعامل بحزم لحفظ مصالح النظام. فهذا المشروع الزم الحكومة بخفض معدل تعداتها حيال خطة العمل المشتركة، لاجل افحام اميركا واوروبا بانجاز تعهداتها، خلال عدة مراحل متتالية، فالخصم بشروعه لهذه الحركة وخفضه التدريحي لتعهداته حيال خطة العمل المشتركة، بدءا بالتهديد والوعيد وتخرصاته، وحين وجد الجمهورية الاسلامية الايرانية حازمة في قرارها، لجأ الى الوسائط! ومن هنا تشكلت مفاوضات فيينا. فان لم يكن هذا المشروع والزام الحكومة بتطبيقه، لاستمرت نفس الحالة الانفعالية للحكومة قبال الخصم، وبعبارة اخرى فان المجلس بمصادقته على هذا القرار، حال دون تفرد اميركا في السجال النووي، فخفضت ايران من تعهداتها قبال تفلت اميركا من التزاماتها، وهي حركة جارية. وهنا ينبغي ان نسأل السيد روحاني، اكان لمسار المفاوضات التي التزمتها سنوات اي مكسب ونتيجة اخرى، ليحول قرار مجلس الشورى في صده؟!

فقرار مجلس الشورى اوصل السجال النووي الى مفترق  طريقين مصيريين. ان تلتزم اميركا واوروبا بتعهداتهما  حيال الاتفاق وبغير ذلك ستتنصل ايران عن تعهداتها حيال خطة  العمل المشتركة. وهذا هو المسار القانوني المعروف في جميع المعهادات، وهو ما غفلت عنه الحكومة للاسف الشديد.