خطباء المساجد: لبنان انهار ومن هم في سدة المسؤولية يتفرجون
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة بيروت امس، اعتبر فيها أن اعتذار اسعد الحريري لا شك أنه أمر كارثي، ووضع البلد أمام عاصفة سياسية نسأل الله ألا تكون مدمرة، والمحزن أن البلد بعد اعتذار الرئيس المكلف دخل في المجهول.
واضاف نحن لا نملك إلا النصيحة لأهل السياسة والمعنيين، لأن يبادروا إلى إنقاذ البلد بأسرع ما يمكن، لأن ما صرنا إليه غير طبيعي، ولم يعد يطاق، ولا يمكن أن يكون مقبولا بأي شكل من الأشكال، وهذا يحتاج إلى مجموعة عقلاء وحكماء ووطنيين بامتياز، يعملون بصدق وبجدية مطلقة، بعيدا عن الحسابات والغايات، على إنجاز تسوية تاريخية تخرج لبنان واللبنانيين من هذه المحنة الكبرى، وتضع حدا لهذه العصفورية السياسية التي لم يعد لها ما يبررها على الإطلاق، وتجنبنا الوقوع في الكارثة الكبرى، فالوقت ليس لصالحنا، إذ كلما تأخرنا بعملية الإنقاذ كلما عجلنا بأسباب الفوضى ووقوع الخراب.
وأكد المفتي قبلان أن الحل يبدأ من الداخل، ومن صنع أيدينا، فنحن أدرى بشعاب بلدنا، وكل من يراهن على الحلول المعلبة من الخارج واهم، لأن الخارج يبحث عن مصالحه، وكل الوصفات الخارجية المستوردة لا تخدم المصلحة الوطنية. وبالتالي لن تكون صالحة لإخراجنا مما نحن فيه، لأننا مجرد ساحة وملعب، واللاعبون كثر، وبخاصة أميركا التي تلعب بالمنطقة وتستغلها وتبتزها وتنتقل بها من مأساة إلى أخرى، وتدعي أنها تدعم استقلالها واستقرارها وسيادتها.
وأشار إلى أن أميركا خربت المنطقة ودمرتها ومزقت شعوبها وخذلت كل من راهن عليها ومشى في ركابها، فكل بلاءاتنا ومآسينا وفقرنا وبؤسنا مصدره وسببه السياسة الأميركية المنحازة لإسرائيل. فلنغير الاتجاه، ولنوقف هذا الرهان، ونحن لا نقول بالعداء لأحد، ولكن نخاطب كل من يسمع في هذا البلد أن فتشوا عن مصلحة لبنان أولا، ابحثوا عما يفيد بلدنا وينقذ شعبنا، فبلدنا ينهار، وشعبنا يجوع، ودولتنا تتهاوى، مؤسساتنا، مستشفياتنا، صيدلياتنا، مدارسنا، تجاراتنا، صناعاتنا، مزارعنا، كل شيء في هذا البلد آيل إلى الانهيار، بل انهار، وهناك من هم في السلطة وفي سدة المسؤولية يتفرجون.