خباثة اميركية جديدة
حميد حلمي البغدادي
من السخرية بمكان ان تدعي الادارة الاميركية ان ثمة خطرا نوويا يمكن ان يهدد الولايات المتحدة. وعلى هذا الاساس اصدر "البنتاغون" وثيقة تزعم "ان الخصوم المحتملين لواشطن لم يخفضوا دور الاسلحة النووية في استراتيجياتهم الامنية وازاء ذلك اجرى البنتاغون تحديثا على عقيدته العسكرية محورها ارتفاع معدلات احتمال استخدام الاسلحة النووية في صراعات إقليمية او عالمية مقبلة".
واشارت الوثيقة الى التهديدات النووية التي يمكن ان تظهرها كوريا الشمالية وتعاظم قدرات القطبين الروسي والصيني، كما المحت الى ما اسمته "المخاطر الايرانية" موضحة انها تتمثل بتطوير الجمهورية الاسلامية صواريخها البالستية.. الخ.
لقد واجه العالم اكاذيب كثيرة اختلقتها اميركا في مجال السياسات الاستراتيجيات العسكرية لصناعة اعداء وهميين للولايات المتحدة، لكن واشنطن هي كالنعامة تخفي رأسها في التراب ظنا منها ان البشرية تجهل الحروب والغزوات والجرائم التي اقترفتها الولايات المتحدة في انحاء العالم.
من المؤكد ان اميركا هي زعيمة الارهاب بحق الانسانية كافة وان جرائمها لا تعد ولا تحصى منذ فترة الاربعينيات من القرن المنصرم وحتى يومنا هذا.
ان الارهاب النووي مظهر من مظاهر العقيدة العسكرية الاميركية، فواشنطن هي اول من استخدم القنبلة الذرية في اليابان.
كما ان اسلحتها الحربية الحديثة مشبعة باليورانيوم المنضب وقد تركت امراضا قاتلة في افغانستان والعراق.
من هنا فان وثيقة البنتاغون لم يأت بجديد عل مستوى تحديث العقيدة العسكرية الاميركية لان الوثائق والأدلة الموجودة تؤكد ان استخدام السلاح النووي من قبل واشنطن كان ولازال وسيبقى عنصرا اساسيا في الاستراتيجيات الحربية الاميركية.
ولا يختلف اثنان في ان الطرف الوحيد الذي يخاف من رعونته العسكرية هو اميركا التي اغرقت الشرق الاوسط وجنوب غرب آسيا في بحور من الدماء نتيجة لحروبها وغزواتها وجرائمها الارهابية التي يندى لها الجبين.
ويمكن ان نخرج من هذا العرض بأن الوثيقة العسكرية الاميركية تمثل احدث السيناريوهات الساخرة التي تعبر عن شيطنة سياسية تحاول الولايات المتحدة من خلالها خلط الاوراق والتنصل عن مسؤولياتها في ما خلقته من اوضاع كارثية وتدميرية في المنطقة.
واذا كانت اميركا تحاول في وثيقتها إخافة الجمهورية الاسلامية من امكانية استخدام اسلحة نووية ضدها فانها خاطئة تماما لان الشعب الايراني المؤمن وقيادته الربانية محصنون بالقيم الالهية التي حددت للانسان المسلم الفوز باحدى الحسنيين، اما النصر او الشهادة.
ويهمنا هنا تكرار مقولة خالدة لسيدنا الراحل الامام الخميني (قدس سره الشريف) ذكر فيها ان (اميركا لن تجرؤ على ارتكاب اية حماقة) ضد الجمهورية الاسلامية. كما ان لدى ايران من الخيارات الاستراتيجية ما تستطيع بها لجم الغطرسة الاميركية وكبح جماح تهورها في اية رعونة محتملة.