شمال وشرق سورية مقبرة للغزاة.. كيف ومتى؟
بوتيرة متزايدة، تتطور الأحداث الميدانية في الشرق السوري، فالصواريخ التي تطلقها المقاومة الشعبية ضد القواعد الأمريكية باتت تشكل عنصراً مهماً في حسم الوجود الأمريكي قرب الحدود مع العراق.
ترفع القواعد الأمريكية المنتشرة في الجزيرة السورية شرق البلاد، درجة تأهب عناصرها، بعيد استهداف قاعدتها في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي بعدة قذائف صاروخية، و ذلك بعد ساعات قليلة من سقوط أربعة صواريخ أخرى في قاعدة معمل كونيكو للغاز بالريف الشرقي ذاته قرب الحدود العراقية السورية، ما يرفع عدد الإستهدافات الموجهة ضد القواعد الأمريكية إلى أربعة خلال أقل من عشرة أيام.
وبحسب مصادر عسكرية سورية فان دقة الإصابة التي حققتها الصواريخ في قاعدتي كونيكو والعمر، دفعت القوات الأمريكية إلى تنفيذ تحليق مكثف للطيران في سماء بلدة معيزيلة والعزبة، محاولة الكشف عن مكان إطلاق الصواريخ.
موقف يتأزم بسرعة متتالية في وجه الأمريكيين بعد هجمات متتالية للمقاومة الشعبية أدت خلال الأسبوعين الماضيين لانفجار مستودعات ذخيرة قرب حقل العمر و أدت لتسجيل إصابات في صفوف القوات الأمريكية والأخرى الأوروبية الحليفة لها.
وبالتزامن مع الإستهدافات الصاروخية المتزايدة للمقاومة الشعبية ضد القوات الأمريكية، يستمر أبناء ريف دير الزور الشرقي بالخروج في مظاهرات منددة بالإحتلال الأميركي للشمال السوري ورافضة له، مطالبين بعودة سلطة الدولة السورية، ومتمسكين بخيار المقاومة، ومستبشرين بتجربة أفغانستان التي خرج الأمريكي منها خالِ الوفاض بعد عقدين من الزمن.
وثقول مراقبون للشأن الإقليمي ان تعرض المواقع الأمريكية في حقلي العمر النفطي و كونيكو الغازي لاستهدافات مستمرة خلط أوراق السيطرة الأمريكية في المنطقة الغنية بالنفط، فرغم الوجود الأمريكي فيها منذ عام 2017 إلا أن هذا التصعيد يتزامن مع معطيات و انسحابات قد تتسع و تشمل شرق الفرات.
أما مراقبون لإسترايتجية محور المقاومة فقد توقعوا أن تتخذ فصائل المقاومة التي لا تعرف الحدود في دحر المحتل من منطقة الشرق الأوسط أن تستخدم خطة طرد الأميركان من العراق في الشرق والشمال السوري، ذلك ينبئ بمستقبل خال من التصعيد والصراع في منطقة لطالما تكالبت على ثرواتها أعتى قوى الشر في العالم.