ليس للاميركان المحتلين الا الرحيل
تصريح مساعد الخارجية الاميركية الذي طلب فيه من المقاومة العراقية ان يتركوا الاميركان في العراق وشأنهم وهم في المقابل يتركون المقاومة وشأنها هذا التصريح المتناقض والذي لا يستند الى اي قاعدة قانونية أو شرعية أو اخلاقية أثار استغراب واستهجان المراقبين بحيث فسرته بعض الاوساط السياسية والاعلامية العراقية انه اعتراف صريح وواضح في حالة العجز والضعف الاميركي الذي يعيشه في العراق فضلا عن المنطقة خاصة بعد الضربات المتلاحقة والمتوالية لقواعدها وارتالها العسكرية والتي كانت بدقة متناهية بحيث كلفتهم المزيد من الخسائر البشرية واللوجستية.
وبنفس الوقت اخذت تصدر تصريحات القادة الاميركيين خاصة داخل هذه القواعد من ان المقاومة قد سلبتهم راحتهم وسببت لهم اذى كبيرا لا يحتمل ولا يطاق. ولذلك فان تصريح مساعد الخارجية الاميركية تعكس هذه الصورة الماساوية التي تعيشه القوات الاميركية داخل العراق.
ولكن عند مناقشة تصريح المسؤول الاميركي الذي يطلب من المقاومة ان تتركهم وشأنهم يعني ان تفتح لهم الاجواء والابواب مشرعة في ان يفعلوا ما يحلو لهم في هذا البلد بحيث وصل الامر وفي حماقة السفير الاميركي دوغلاس سليمان الى اطلاق تصريح من ان "العراق لايمكن ان يرى الاستقرار الا باغتيال أو موت المرجع الكبير آية الله السيستاني" اي انهم وبعبارة اوضح ان المرجع الاعلى وماله من تاثير كبير في الشارع العراقي بحيث شكل عقبة كأداء امام تنفيذ مشاريعهم في هذا البلد. لكنه في نفس الوقت يعترف السفير الاميركي بعظمة لسانه بأن من يعرقل فرض هيمنتنا على العراق هي المرجعية الدينية والهوية الشيعية والحشد الشعبي.
اذن عبارة مساعد الخارجية الاميركية قد اتضح هدفها البعيد للادارة الاميركية فيما تريد ان تفعله في العراق من خلق حالة من الفوضى والارباك بالوصول الى الاحتراب الداخلي بين ابناء الشعب وذلك باغتيال القادة الدينيين والسياسيين كمرحلة اولى لاشعال نار هذه الفوضى.
ولكن تدرك اميركا جيدا ان المقاومة الباسلة لايمكن ان تساوم او ترضخ او تستسلم للرغبات الاميركية التي تريد ان تضع العراق وشعبه اسيرا لهذه الرغبات الجنونية خاصة وانها تعيش اليوم حالة من الانهزام والانهيار بحيث تريد التخلص من ازماتها الخانقة سواء في الداخل او الخارج.
ولذا جاء رد المقاومة على تصريحات مساعد الخارجية الاميركية صاعقا بقولها ان العراق بلدنا وارضنا وانتم غرباء ومحتلون فلذلك عليكم ان تفكروا بكيفية الرحيل عن العراق وباسرع وقت وقبل فوات الاوان خاصة وان المقاومة قد اتخذت قرارها بالمواجهة مع المحتل الاميركي حتى اخراجه ذليلا حقيرا وقد اثبتت قدرتها خلال الايام الماضية من خلال استهداف القواعد والارتال اللوجستية.