الانتقام من الاميركان قادم في العراق
مهدي منصوري
الجرائم الاميركية ضد الشعب العراقي لا تعد ولا تحصى وامتدت هذه الجرائم لاكثر من ثلاثة عقود قبل سقوط الطاغية من استهداف العراق والعراقيين من خلال القصف الجوي العشوائي والذي هدم كل البنى التحتية وامتدادا الى ما بعد سقوط صدام المجرم من خلال غزوها الغاشم الذي منحها السيطرة على كل مقدرات العراق المادية والبشرية بحيث اوصلت فيه البلاد ومن خلال سياستها الممنهجة الى ان أصبح هذا البلد الغني بثرواته الطبيعية وطاقاته البشرية ان يعيش في حالة من البؤس والشقاء.
ولذلك فان اميركا المجرمة وكما ادرك العراقيون قبل غيرهم انها لم تجلب لهم سوى الدمار من خلال تجنيد المرتزقة والقتلة ضمن تنظيم "داعش" الارهابي وكذلك القيام بدعم بعض العملاء والاجراء وخونة الوطن من السياسيين وغيرهم لان يكونوا معولا بيدها تهدم به ما تريد وتفشل كل مشروع يمكن ان يضع العراق في مصاف الدول المتقدمة، ولم تكتف واشنطن بذلك بل اخذت تتدخل في الشأن الداخلي العراقي وبصورة خرجت عن الحد المسموح لها خاصة في قراراته السيادية، وبطبيعة الحال فان مثل هذه الحالة لايمكن ان يقبل بها كل عراقي وطني شريف.
لذلك وامام هذه التجاوزات والتدخلات فان ابناء المقاومة العراقية وبعد ان تمكنوا من كسر ذراع الدواعش القتلة وافشلوا تحقيق المخطط الاميركي الصهيوني في العراق وجدوا ان واجبهم الشرعي والوطني ان يواجهوا التواجد الاميركي بكل اشكاله وعناوينه، ولا يخفى ايضا ان نذكر هنا ان ماكينة الاعلام الاميركية والماجورة في المنطقة و العراق قد وجهوا بوصلتهم العدائية ضد ابناء المقاومة الباسلة و ذلك بالصاق التهم الكاذبة وخلق بعض الفبركات الاعلامية المقروءة والمسموعة لتشويه صورة المقاومة واخراجها من وطنيتها باتهامها بالولاء لايران لخلق حالة من الهوة والشقاق بين الشعب العراقي ومقاومته التي دافعت عن الارض والعرض ، ولابد هنا من الاشارة الى ما صرح به سيد المقاومة حسن نصر الله بالامس الاول في خطابه متناولا هذا الموضوع من خلال قوله: "اليوم المقاومون في العراق يصفونهم بالذيول في شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام العراقية المعادية لايران، خاصة عندما تكون مقاوما مجاهدا تريد سيادة واستقلال وحرية العراق. وان يكون نفط العراق للشعب العراقي فانت ذيل اما عندما تكون عميلا واجيرا لدى السفارة الاميركية وحارسا عند ابوابها فانت وطني".
ولذا فان المقاومة الباسلة العراقية وبعد ان تمادت اميركا خاصة سفارتها في العراق وتجاوزت عن مهامها الدبلوماسية المناطة بها حذرت وعلى لسان مسؤول تنسيقيات المقاومة من انهم مستعدون لمواجهة اميركا برا و بحرا وجوا في العراق والخارج وانها لن تسكت ولن يهدأ لها بال حتى تنتقم لدماء الشهداء الذين سقطوا خلال الاعتداءات الاميركية المتكررة مما عدته اوساط سياسية اعلامية انه تحذير قد يذهب الى المواجهة مع اميركا في اي لحظة، فلذا فما على الاميركان بالدرجة الاولى الا ان يفكروا جديا في هذا الامر وان يسارعوا في اخراج قواتهم وقبل فوات الاوان، وكذلك يفرض على الحكومة العراقية ان تاخذ تحذير المقاومة بجدية وتسارع في تطبيق قرار مجلس النواب العراقي القاضي باخراج القوات الاميركية وباسرع وقت ممكن، لان ابناء المقاومة الباسلة لايمكن في يوم من الايام ان يبقوا او يكونوا لقمة سائغة لعنجهيات اميركا المجرمة والتي ادركت ان بقاءها لم يدم طويلا لا في العراق ولا في المنطقة.