ألم يصطف الشعبُ خلفَه وقد نسيَ خلافاتِه وتحقق النصر ببركة هذه الفتوى ؟ فلو أفتى ضدَّ الفاسدين فسوف تكون النتيجة لصالح الشعب !
إلى من يسأل..
السيد السيستاني ... لماذا لا يفتي ضدَّ الفاسدين ؟!
كثيراً ما نقرأ أو نسمع سؤالاً - فيه شيءٌ من الاستنكار - مفادُهُ :
لماذا لا يُفتي السيد السيستاني ضدَّ الفاسدين الذين دمّروا العباد والبلاد كما أفتى ضدَّ داعش ؟؟؟
ونحن في معرض الإجابة نسأل صاحب هذه المقولة أيضاً :
س١/ أيُّ فتوى تريد بالضبط ؟ هل فتوى بتحريم الفساد ؟ أو فتوى بتحريم انتخابهم ؟ أو فتوى بالحرب عليهم ؟
س٢/ مَنْ هم الفاسدون الذين يُفتي ضدَّهم السيستاني ؟ هل هم مَنْ برأسِك ؟ أو الذين برأس زيد ؟ أو الذين برأس غيرِكما ؟
هل أنتم متفقون على تشخيص الفاسدين ؟ أو أنّ كلَّ مجموعة تدَّعي أنّ الفساد في غير مَن توالي ؟؟ وأنّ الذي تُواليه منزَّهٌ من كلِّ عيب ؟!
فلْنُناقش سويّةً السؤال رقم (١) ونقول :
إذا كان المطلوب هو الفتوى بتحريم الفساد ، فاطمئن - وحديثنا مع صاحب السؤال الإستنكاري - إنّ الفاسد يعلم بحرمته ، ولا يحتاج فتوى ... مع أنّ فتوى التحريم قد صدرت مراراً وتكراراً ، وأزيدك علماً أنّ رواتب الدرجات الخاصة غير مُرخّصة ، وقد طالبت المرجعيّةُ بتخفيضها مراتٍ ومرات .
وإذا كان المطلوب هو الفتوى بتحريم انتخابهم ، فقد أفتت المرجعية بحرمة انتخاب الفاسدين ، الذين لم يجلبوا الخير لهذا البلد ، وأكّدت مراراً - وقبل الإنتخابات التشريعية - على أن المجرّب لا يُجرّب ، وكان ذلك عبر مكبرات الصوت في خطبة الجمعة ، والشاهد هو الحسينُ الشهيد (ع) بعد الله تعالى ، فذهبتم وأعدتم انتخاب المجرَّب - ومن كل الكتل - وبأصواتٍ لم يتوقّع الحصول عليها الفاسدون أنفسُهم !!!!
وإذا كان المطلوب هو فتوى بالحرب على الفاسدين ، فهنا يأتي السؤال رقم (٢) ...
من هو الفاسد الذي تريد من المرجعية أن تفتي بالجهاد ضدّه ؟
هل هو صاحبُك ؟ أو صاحبُ زيد ؟ أو صاحبُ غيرِكما ؟
الفتوى حكمٌ شرعي ... يُنَفَّذ على موضوعٍ خارجي وهو الفاسد ، فإذا كنتم مختلفين في تشخيص الفاسد .. فالفتوى حينئذٍ تُصبح كارثيّة !
هل عرفتَ لماذا كارثيّة ؟
لأنّك ستفسّر الفتوى بأنها تستهدف الفاسد الذي يواليه زيد ، وزيد يفسّر الفتوى بأنها تستهدف من تواليه أنت ، وهكذا .. وبالطبع ستخرج أنت ومن معك لتُدافعوا عن صاحبكم "النزيه" ، ويخرج زيد ومن معه ليدافعوا عن صاحبهم "النزيه" أيضاً ، وهكذا ... فتنشب معركةٌ أهليةٌ طاحنة !!!
فإذا كانت ذمّتُك تتحمّل هذه الدماء ، فذمّةُ السيستاني لا تتحمّل .
فقياس الفتوى ضدّ الفاسدين على الفتوى ضدّ داعش قياسٌ مع الفارق .... لأن الشعب كلّه - وخصوصاً الشيعة - متفقون على أنّ داعش عدوّ ، ولكن هل الشعب متّفق على تشخيص الفاسد ؟؟؟!!!
وبعد هذا البيان هل تريد إصدار الفتوى أم عدلت عن رأيك ؟!
وهذا لا يعني أنّ الفاسدين في مأمنٍ من مكر الله ..
أقول : أيها الأحبّة اعرفوا أيَّ حكيمٍ بين أظهركم ... فلا تُكثروا عليه الاعتراضات فيشكوا لله يوم يلقاه ..!!!