على العدو ان يذعن قبل فوات الاوان
مرت بالامس الذكرى السنوية الـ 39 لاختطاف الدبلوماسيين الاربعة الايرانيين في بيروت دون ان نشهد في الافق اي بصيص أمل لمعرفة مصير هؤلاء الدبلوماسيين الذين اختطفوا في الرابع من تموز 1982 ظلما وعدواناً وفي خطوة ارهابية جبانة على ايدي ميليشيات المدعو سمير جعجع عند حاجز "بربارة" اثناء عودتهم الى بيروت من طرابلس وبعد أعوام من هذه الحادثة الارهابية وأثر قرار السلطات اللبنانية عام 1990 بحل الميليشيات المسلحة أقدم جعجع على تسليم الدبلوماسيين الاربعة المخطوفين الى الكيان الصهيوني الذي كان يأتمر بأوامره.
وفي كل عام تكرر الخارجية الاسلامية نداءاتها للمنظمات الدولية الحقوقية والانسانية منها العمل بمسؤولياتها لملاحقة هذا الملف الانساني والقانوني للكشف عن مصير هؤلاء الدبلوماسيين من خلال الضغط على الكيان الصهيوني الذي يتحمل اولا واخيرا مسؤولية الحفاظ على ارواحهم وبالتالي اطلاق سراحهم لكن هذا الكيان اللقيط والمدلل والخارج على القانون الدولي نتيجة الدعم المفرط واللامحدود الذي يتلقاه من الغرب وخاصة اميركا يتنصل عن المسؤولية ويتهرب من تبعات احتجازه لهؤلاء الدبلوماسيين المصونة حقوقهم وحياتهم وفقا للقانون الدولي واليوم تمر على هذه الحادثة ما يقارب الاربعة عقود دون ان نشهد أي تحرك جاد أو مسؤول من قبل المنظمات الدولية التي تدعي الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان للكشف عن مصير هؤلاء الدبلوماسيين المخطوفين مع ان ايران كررت مراراً اقتراحها بتأسيس لجنة مشتركة لتقصي الحقائق من قبل منظمة الصليب الاحمر الدولي لمعرفة ملابسات هذا الحادث الذي يثقل كاهل الجمهورية الاسلامية وعوائل هؤلاء الدبلوماسيين.
فما أقره الأمين العام السابق للامم المتحدة وما اشاره اليه رئيس الوزراء اللبناني عام 2008 بأن الاختطاف قد تم على الاراضي اللبنانية وما ثبت لاحقا وعبر تقارير موثقة بوجود هؤلاء الدبلوماسيين الاربعة الايرانيين في السجون الاسرائيلية، يتطلب من الأمين العام الحالي للامم المتحدة وجميع المنظمات الدولية والحقوقية والانسانية التحرك الجاد والاهتمام البالغ للكشف عن مصير هؤلاء الدبلوماسيين المضطهدة حقوقهم والتي هي اولوية انسانية وقانونية وسياسية تحتم على الجميع العمل بواجباتهم القانونية للضغط على الكيان الصهيوني المنفلت للالتزام بالاعراف والقوانين الدولية واحترام حقوق البعثات الدبلوماسية والعمل على اطلاق سراحهم في اسرع وقت وان أي مماطلة لعرقلة الجهود المبذولة في هذا المجال أو أطالة أمد أحتجازهم كرهائن يزيد من تعقيدات الوضع ويكلف العدو الصهيوني المزيد من المتاعب ودفع الاثمان، لان ايران تجيد اللغة التي يفهمها العدو الصهيوني وما اكثر الرسائل التي بعثتها لهذا العدو الجبان والخائب الذي قرب من نهايته المحتومة.
اما الجانب اللبناني الذي تم الاختطاف على أراضيه والذي يتحمل المسؤولية الانسانية والاخلاقية وهو مشكور على تعاونه لحد الان، ان يأخذ بنظر الاعتبار المقترحات المقدمة من الجمهورية الاسلامية في هذا المجال بجدية أكبر لتشكيل لجنة مشتركة بهدف تنسيق المواقف والبيانات للكشف عن الابعاد الخفية لهذا الحادث ووضع الكيان الصهيوني في الزاوية الحرجة للاذعان للحق والقانون الدولي في الاسراع لاطلاق سراح هؤلاء الدبلوماسيين المختطفين منذ عام 1982.