العراق لا يزدهر مادام التواجد الاميركي
مهدي منصوري
الازمات الحادة والخانقة التي عاشها ويعيشها العراقيون على مدى اكثر من 17 عاما لايمكن ان تكون واقعية او حقيقية بل هي مفتعلة ومخطط لها وبدقة متناهية من اجل ان لا تقوم لهذا البلد قائمة وان لايقف على قدميه، ولذلك فانه ومن خلال المتابعة والذي لايمكن ان يصدق ان هذه الازمات تأتي تباعا الواحدة تلو الاخرى والتي وصفها احد الاعلاميين بانها تشبه علبة المحارم الورقية بحيث لم تخرج منها ورقة حتى تاتي الاخرى مباشرة ومن دون استئذان وهو ما حصل ويحصل اليوم في العراق.
والسؤال المهم في الامر هل يصدق ان بلدا كالعراق بثرواته الهائلة وطاقاته وعقوله البشرية لا يستطيع وبعد مرور هذه السنوات ان يكون كسائر بلدان المنطقة؟. ان لم يكن هناك امر ما والتي كشفته بعض فصول الاحداث المستمرة ابتداءا بالازمات الداخلية من نقص في الخدمات كالكهرباء وغيرها واستمرارا بادخال داعش الارهابي واعلان حرب دامية على مدى اربع سنوات وانتهاءا بخلق حالة من القلق والاضطرابات الامنية والاجتماعية والسياسية.
واليوم والعراق مقبل على انتخابات تشريعية مصيرية يتحدد فيها مسير الدولة العراقية بدأت تبرز الى السطح محاولات محمومة تقوم بها اميركا واسرائيل وبريطانيا والسعودية وغيرها من اجل ان لا تجري هذا الانتخابات والوصول بالعراق الى نفق مظلم، وواضح ان عدة عوامل مجتمعة ساهمت في هذه الاجواء خاصة بعد فشل ساحات الاعتصام التي امتدت لسنة او اكثر والتي كان ظاهرها المطالبات المشروعة الا انه تبين انها تخفي وراءها اهدافا سياسية بدأت تعلن عن نفسها وبصورة مكشوفة.
بطبيعة الحال فان الاعتصامات المفتعلة والمدفوعة الثمن اميركيا وخليجيا اريد لها ان تغرق العراق بالفوضى في الوصول الى حكومة الطوارئ وفرض حالة الاشراف الاممي ، الا ان هذا الامر لم يتحقق بل نمت الموافقة على بعض مطالب المعتصمين وهو تغيير بعض مواد قانون الانتخابات التي ظنوا انها ستحقق لهم هدفهم المنشود وتغيير مفوضية الانتخابات، ولكن في المحصلة وجدت اميركا وحلفاؤها انه وحتى مع هذه التغييرات لم تستطع ان تحقق اهدافها من ايصال عملائها للسلطة. فلذلك لم يتبق لها الا ان تخلق ازمات حادة مثل قطع الكهرباء وفي هذا الصيف اللاهب على الشعب العراقي ما عدا كردستان وبعض المناطق الغربية لاجل اثارة الشارع واعادة الفوضى من جديد لتكون سببا من الاسباب التي تعرقل اجراء الانتخابات الا ان والحمد لله فان الشعب العراقي وبقواه السياسية الوطنية ادركوا هذا الامر جيدا لذلك اخذت المطالبات بقطع يد اميركا وذلك بتطبيق قرار مجلس النواب باخراج قواتها من العراق وبالطرق الدبلوماسية اولا والا فان المقاومة العراقية البطلة قد حذرت الاميركان من انهم جاهزون وسيضعون يدهم على الزناد في الوقت المناسب لاخراجها ذليلة حقيرة لان كل ما عاناه ويعانيه العراقيون هو بسبب التواجد الاميركي ولايمكن لهذا البلد ان يزدهر ويستقر مادامت اميركا وعملاؤها وحلفاؤها جاثمين على صدر العراقيين.