kayhan.ir

رمز الخبر: 133223
تأريخ النشر : 2021June22 - 20:19

لا تستبدلوا شاشات العرض!

حسين شريعتمداري

 

1 ـ نكث طلحة والزبير خلال حرب الجمل العهد الذي الزماه على نفسيهما بالوفاء لبيعة امير المؤمنين عليه السلام، واصطفّا في جبهة مواجهة الامام علي(ع)، يقودان الحرب عليه بتحريك من معاوية ثأرا لدم عثمان.

ان طلحة والزبير في الوقت الذي طلبا دم عثمان من الامام علي (ع)، يشهد التاريخ ومن كان حاضرا على هجومهما على بيت الخليفة الثالث وقتلهما لعثمان، وفي الجانب الاخر للقضية ـ كذلك بشهادة التاريخ ـ كان الامام علي(ع) قد ارسل ولديه الامام الحسن والامام الحسين عليهما السلام للدفاع عن عثمان، فتمكنا من كسر الحصار على البيت وايصال الماء والطعام لاهل الدار ودفع المهاجمين الا ان المهاجمين الذين كان طلحة والزبير من قادتهم الاساسيين تمكنوا من الدخول للبيت وقتل الخليفة الثالث. امير المؤمنين عليه السلام قال بحق طلحة والزبير وما تذرعا به لاثارة حرب  الجمل: "إنهم ليطلبون حقا هم تركوه ودما هم سفكوه"!

إن بعض ادعاء الاصلاحات هذه الايام ولا سيما زعماء هذا التيار، فهم وكأنما غاب عن ذهن الشعب ماضيهم، فاستبدلوا شاشات العرض مطلقين شعارات ضد المشاكل والمساوئ، التي هم باعثوها. ان هؤلاء ومن غير ان يشعروا الخجل من البلايا والمشاكل الجمة التي حمّلوها على الشعب، يصرون على عكس معدل المشاركة الاقل في الانتخابات الرئاسية لعام (1400) لوجود هوة بين الشعب والنظام! لابد من القول؛

2 ـ ان لمعدل المشاركة الاقل في الانتخابات الاخيرة عدة اسباب، سيتم بحثها في مظانها، ولكن ما يمكن ذكره دون تردد هو المشاكل الحياتية الكثيرة والضغوط الهائلة التي انزلتها الحكومة خلال ثمان سنوات على الشعب، هي واحدة من اهم الاسباب في تراجع معدل المشاركة الشعبية في الانتخابات الرئاسية. المشاكل التي ليست غير مسبوقة على طول عمر الثورة لـ 42 عاما وحسب بل هي شاهد على ارقام واحصاءات غير مسبوقة.

إن الغلاء الفاحش وارتفاع اسعار السلع والخدمات الضرورية للناس، وافلاس بيت المال واغلاق مئات المصانع ومراكز الانتاج. وتراجع قيمة العملة الوطنية عشرات الاضعاف، وتسلط المنتفعين وحيتان الفساد لثلاثين مليار دولار من العملة الصعبة وستين طنا من الذهب، وتصاعد سعر منازل السكن ثمانية اضعاف، وتراجع مرتبة ايران الاقتصادية ست درجات مقارنة بمرتبتها الـ 18 عالميا، وكسر الرقم القياسي لمعدل التضخم، العجز والبطالة وانتشار الفقر والتفاوت الطبقي. ايصال المنشآت النووية الى الانهيار وايقاف اي نشاط نووي في البلاد. وكان مقررا ان تلغى العقوبات كمخرجة للمفاوضات النووية، ولكن ليس لم تلغ اي من العقوبات وحسب بل تم اضافة مئات العقوبات الاخرى جراء سوء الادارة وتغلغل عملاء الاجنبي والجنوح الى التسليم. كما ان السيولة النقدية التي كان من المفترض  ان تدخل مجالات الانتاج وتؤدي  الى خلق فرص العمل، تصاعدت من 430 الف مليار تومان 3700 الف وغير مسبوق. كما تحول البلد من حالة الاكتفاء الذاتي في انتاج الحنطة واللحوم الحمراء والطيور الى مستورد لهذه المفردات الضرورية لحياة الشعب.

وبسبب الدبلوماسية الانفعالية فتحوا الطريق لاستبداد الاعداء ما تسبب في تعرض امن واقتدار البلد الى المجازفة.

3 ـ نتساءل من وراء الحكومة الحالية التي همرت كل هذه المشاكل والمساوئ على عاتق الشعب ضاربة عرض الحائط جميع  تحذيرات الخبراء والمعنيين؟!

فأحد الزعماء الاساس لجبهة الاصلاح والذي يفتخر بحضه الشعب اسناد الحكومة الحالية، يصدر بيانا يتساءل فيه؛ "ان عدم تجاوز سقف المشاركة الشعبية في الانتخابات الرئاسية الخمسين بالمائة ووجود نسبة مئوية عالية من الاصوات الباطلة، ان لم يكن دليل برود وياس الشعب وابتعاده عن نهج الحكومة، فإلى ماذا يشير"؟

وهنا لابد من التساؤل؛ أليست المشاكل التي تواجه الشعب هي رشح الحكومة المدعومة من قبلكم؟! فما تدعيه من برود الشعب لهو دليل عدم ثقة الشعب بكم وبحزبكم وتياركم. فهل تريد دليلا على ذلك؟ فاي دليل وسند افصح من سعيكم وامكاناتكم لدعم مرشحكم ولكنه قوبل بترحيب شعبي ضئيل! اليست هذه الحقيقة الملموسة دليل بلوغ قلوب الشعب حناجرهم من فعلكم ومن حزبكم وحواشيكم؟! فان لم كذلك اذن ـ وكما تقولون ـ دليل على اي شيء؟!

4 ـ وبالنسبة لمعدل المشاركة الاقل في الانتخابات الرئاسية، فاضافة للمشاكل القاهرة خلال السنوات الثمان الاخيرة المفروضة من قبل الحكومة على الشعب، فهناك اسباب اخرى سنتطرق لها. فالاحصاء الموثق لهذه الاسباب يعكس بوضوح ان انتخباات عام (1400) وما رشح عنها من اختيار سليل نخبة الثورة وخريج مدرستها والمواكب لمسيرتها، هي واحدة من كبريات المكاسب، فيما سجل الشعب ملحمة خالدة رغم العقبات التي اشرنا اليها سلفا.