kayhan.ir

رمز الخبر: 133139
تأريخ النشر : 2021June21 - 20:19

هل حان وقت عودة أوروبا إلى سوريا؟

تقاطع الدول الأوروبية سوريا من بداية الأزمة لذرائع واعتبارات سياسية تدفعها لتجاهل الحقيقة على الأرض، ما يحرمها من فرص كبيرة تبدأ بإمكانية معالجة التحديات الكبرى وتحقيق النفوذ والحصول على معلومات استخباراتية بالإضافة إلى عائدات إعادة الاعمار.

وفي هذا السياق، رأى الكاتب نامان كارل توماس هابتوم في مقالة نشرها موقع "ناشيونال انترست" أن "الحكومات الأوروبية تواصل تجاهل الحقيقة على الأرض في سوريا، التي تتمثل ببقاء الحكومة السورية على مدى المستقبل المنظور"، مشيرا إلى "غياب السفارات الأوروبية في دمشق في وقت تتسابق فيه دول اخرى على إعادة فتح سفاراتها هناك"، مسميًا دولاً مثل الامارات والكويت والبحرين.

الكاتب الذي يتولى منصب نائب رئيس منتدى الشرق الأوسط وشمال افريقيا في جامعة "كامبريدج"، ذكر أن "العديد من الأطراف الأوروبية ترغب في إعادة إقامة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا"، لافتا إلى "تعيين اليونان موفدًا خاصًا لملف سوريا في شهر أيار/مايو عام ٢٠٢٠، وقيام قبرص باستئجار عقار من أجل تحويله إلى سفارة جديدة لها في دمشق".

كما قال إن "جمهورية التشيك لم تقم بسحب سفيرها من سوريا طوال فترة الحرب، فيما ألمحت دول مثل المجر وبولندا والنمسا وإيطاليا إلى انها راغبة في تبني سياسة جديدة دون ان تعيد تطبيع العلاقات بالكامل مع سوريا". 

وقال الكاتب إنه "لم يعد هناك من يشكل تهديدا وجوديا للدولة السورية، حتى أن "المنظمة غير الحكومية الأفضل تسليحًا" وهي "قوات سوريا الديمقراطية" بدأت تسعى إلى التقارب مع الحكومة السورية"، على حد قوله.

وشدد الكاتب على "ضرورة إقامة علاقات دبلوماسية مع دمشق، إذا ما ارادت الأسرة الدولية معالجة التحديات الكبرى التي تواجهها منطقة شرق المتوسط"، مضيفًا أن "وجود السفراء على الأرض يمكن ان يشكل فارقا كبيرا في ملفات عدة، مثل عودة اللاجئين وحملات التلقيح وضمان استقرار لبنان ومحاربة الإرهاب".

في المقابل، قال هابتوم إن "الغياب الأوروبي في دمشق أدى إلى تقليص النفوذ والمعلومات الاستخباراتية وصولا إلى التهميش"، مؤكدا أن "إعادة فتح السفارات يجب ان لا يكون هدفًا بحد ذاته، بل خطوة أولى نحو المساهمة في انماء سوريا بعد الحرب"، وأشار إلى أن "ذلك يعد في غاية الأهمية ليس فقط للمواطنين السوريين المتضررين بل ايضاً للشرق الأوسط وأوروبا".

وتابع الكاتب أن "سوريا قد تشكل ساحة اختبار هامة لنوع جديد من إعادة الاعمار"، موضحًا ان "أي دولة لا تستطيع وحدها تحمل تكلفة هذه المهمة، وبالتالي فإن سوريا تشكل فرصة للمسعى الدولي الذي قد يجمع مختلف الدول التي دعمت أطرافا متحاربة في الحرب".

وشدد الكاتب على أن "الحكومات الأوروبية ستضطر إلى مواجهة انتقادات من واشنطن إذا ما قامت بإعادة فتح سفاراتها في دمشق"، مشيرا إلى أن "تحمل الانتقادات لبضعة أيام هو أفضل من تكرار الفشل الدموي".