kayhan.ir

رمز الخبر: 132923
تأريخ النشر : 2021June18 - 20:02
امريكا وراء كل مصيبة تحل بالعراق..

منع شركة سيمنز من حل مشكلة الكهرباء لن تكون أخر مؤامرات الشيطان الأكبر

فاطمة عواد الجبوري

لعب المنخب العراقي مباراة قوية مع منتخب إيران، وعلى الرغم من أنّ نسور العراق لعبوا بقوة خلال المباراة إلا أنهم خسروا المباراة لهدف مقابل لا شيء. إلا أن الفريقين الجارين تأهلا معاً إلى تصفيات كأس العالم. ليست المرة الأولى التي يلعب فيها الفريقان مع بعضهما البعض إلا أن المهم هو مدى التجييش الذي سبق هذه المباراة ومدى مستوى الحقد والكراهية التي نشرته بعض وسائل الإعلام في محاولة لتخريب علاقة البلدين. ولكن مثل كل مرة يثبت الشعبين الجارين الذين تغلبا معاً على داعش وأخواتها ودحروا الاحتلال الأمريكي، معاً بأن المغرضين لا مكان لهم بين الأخوة.

جاءت هذه الأحداث بعد أيام قليلة فقط من الذكرى المؤلمة لمجزرة “سبايكر” والتي راح ضحيتها أكثر من 700 شهيد عراقي. أولئك الذين سعوا ويسعون في الليل والنهار لتخريب العلاقة بين البلدين يتناسون تماماً الدور التخريبي الذي لعبته الولايات المتحدة في العراق الحبيب منذ احتلاله عام 2003. الولايات المتحدة التي روجّت لحملتها وغزوها للعراق بعبارات برّاقة كالحرية والديمقراطية للشعب العراقي وغيرها من العبارات الكاذبة لم تجلب للعراق سوى الموت والقتل والتشرد والفقر ومجموعات إرهابية تابعة للولايات المتحدة تحت تسميات عديدة.

كل تلك الوعود الرنانة لم يتحقق منها أي شيء، بل تعمل الولايات المتحدة كل يوم على تقويض العراق ومنعه من الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة. فبعد أن تغلب الشعب العراقي الباسل بقوات جيشه والحشد الشعبي والدعم العسكري واللوجستي والمالي من الجمهورية الإسلامية على داعش وبذلوا في ذلك أغلى الأثمان من دماء الشهداء الشباب والشهداء البواسل كأمثال الشهيد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس. انزوت الولايات المتحدة في العراق وتقلص دورها بشكل كبير. إلا أن هذه الأفعى لا تقبل بأقل من القضاء على العراق، وعليه بدأت هذه الأفعى بنهب ثروات الشعب العراقي ومصادرة ثرواته. فكم من بئر نفط في العراق يخضع لسيطرة القوات الأمريكية، وكم هي الميزانيات التي يدفعها الشعب لتغطية الوجود الأمريكي في العراق. ولم تكتفي هذه الأفعى بهذه الأفعال فحسب، بل جعلت العراق مرتعاً لبضائعها السيئة. فهاهم يروجون يوما بعد يوم لتصدير منتاجاتهم السيئة والمعدلة جينيا من قمح وأرز إلى العراق. في الوقت الذي يمكن شراء أفخر أنواع الأرز من الجارة باكستان (هنا لم أقل الجمهورية الإسلامية كي لا يتهمني البعض بالترويج لأحد على الرغم من أن الأرز الإيراني معروف في العالم بجودته ورخص سعره). إلا أن الحكومة العراقية تتماشى مع السياسات الأمريكية وتمهد لها الطريق لتصريف بضائعها الكاسدة السيئة. وها هم مرة أخرى يتجهون نحو ضرب الاستقلال السيادي للعراق الحبيب ويحاولون السيطرة على طباعة الدينار العراقي بحجة أنه لا يوجد شركات منافسة لطباعة العملة العراقية، وهذا كله كذب وافتراء فهناك شركات صينية وألمانية فاعلة ومحترفة لها باع طويل في هذا المجال ويمكن الاعتماد عليها في ذلك. إن التغاضي عن هذه المواضيع يعرض أمن البلاد للخطر وعلى الحكومة والشعب العراقي أن يفضحان هذه المؤامرات الخبيثة للاحتلال الأمريكي.

ومن ينسى أزمة الكهرباء في العراق الذي يعاني هذه الأيام من درجات حرارة مرتفعة للغاية وسط انقطاع للتيار الكهربائي في أغلب المحافظات العراقية. فعلى الرغم من أنّ شركة “سيمنز” الألمانية قالت على لسان رئيسها التنفيذي بأن الشركة قادرة على انهاء مشكلة العراق بشكل نهائي، إلا أن الولايات المتحدة ترفض للمرة الثانية دخول الشركة للعراق. المرة الأولى كانت في عهد الرئيس ترامب والمرة الثانية كانت في عهد بايدن.

خلاصة ما يجب قوله، هو أنه لا فرق بين رئيس ديمقراطي أو رئيس جمهوري، فكلا الحزبين يسعيان إلى السيطرة على اقتصاد العراق ومنعه من التطور والتقدم. فهم من يمنعون حل مشكلة الكهرباء في العراق وهم من يصدرون مواد غذائية سيئة للعراق وهم من يحاولون إفساد علاقات العراق بجيرانه.