kayhan.ir

رمز الخبر: 132663
تأريخ النشر : 2021June13 - 20:28

خذوا التحذير على محمل الجد!

حسين شريعتمداري

 

1 ـ في اول مناظرة لمرشحي رئاسة الجمهورية ادعى السيد همتي انه من بين خمسة من مرشحي الجبهة الثورية، يمكن اعتبار واحدا منهم مرشحا حقيقيا وان الاربعة الاخرين "للتغطية"! مؤكدا انه ان لم يكن الامر كذلك، فليقسموا من الآن ان لا يتنازل احدهم لصالح الاخر! هذا الادعاء للسيد همتي وما طلبه من مرشحي الجبهة الثورية، ورغم انه طرح بشيء من العصبية الا انه يحكي عن سذاجة واضحة، حين يقيم الامور في هذا الاطار. فتصريحات همتي ينبغي تلقيها حسب المعادلة والمشروع الذي يعنتى به من قبل جبهة الاصلاح ورواد البناء وحكومة الامل والتدبير  لشق الاصوات التي يحصدها مرشحو الجبهة الثورية وبالتالي احراج هذه الجبهة في الانتخابات القادمة وفي الاقل الفوز بنسبة من الاصوات المتدنية جدا.

ولحسن الحظ فان الشواهد الحالية تعكس ان هذه الخطة عقيمة امام تقوى وشهامة مرشحي الجبهة الثورية، الا ان الاشارة لذلك وتداعيات المشروع  الذي يخطط له التيار المعني لا يخلو من فائدة لنقرأ !

2 ـ من البديهي انه من بين المرشحين السبعة الذين احرزوا الاهلية سيحصل  احدهم فرصة الخدمة بلبوس رئاسة الجمهورية. وهذه القاعدة تصدق على المرشحين الخمسة من الجبهة الثورية فيما سينفرد احدهم لملء كرسي الرئاسة الشاغر. من هنا سواء شئنا ام شاءوا او لم نشأ ولم يشاؤوا، فان المرشحين الاربعة سيودعوا مضمار  السباق. انه الحدث المؤكد الذي لا مفر منه يمكن ان يحصل قبل الانتخابات بانسحاب المرشحين الاربعة للجهة الثورية لصالح مرشح واحد، او بعد حضورهم بأكملهم وخوضهم التنافس الانتخابي، ومع الاعلان عن نتائج الانتخابات يتم اقصاء اربعة من مرشحي الجبهة الثورية! إلا ان ما يمكن الاشارة اليه بحزم هو من الخطأ ان يتنافس هؤلاء المرشحون الخمسة من الجبهة الثورية وعدم انسحاب  اربعة لصالح الخامس. كما ويمكن ان نصنف هذا الخطأ، وبالنظر لوسعة الاثر غير المناسب والخسارة التي ستتبعها، يصنف بانه خطيئة لا تغتفر. وبالضبط لهذا السبب لم يغب عن ناظر مرشحي الجبهة الثورية عواقبها، فالشواهد تحكي عن عزم بقاء احدهم في راس القائمة.

3 ـ دون شك يمكن القول ان خمسة من الجبهة الثورية، لاهلية الترشح مدى صلاحيتهم للتنافس على موقع مصيري وهو رئاسة الجمهورية، وبعكس ادعاء السيد همتي ليسوا كغطاء  وانما استحقوا الوصول ليتنافسوا في مضمار السباق، ويشغروا المنصب خدمة للشعب، ولكن من البديهي ان تتماهى واجبات وتكاليف اشخاص المؤمنين والثوريين مع الظروف التي يمرون بها حاليا، وليس مستغربا ان تتغير المهمة التي بعهدتهم بمجرد حصول تغييرات جديدة. وكما تفضل سماحة الامام ـ رضوان الله تعالى عليه ـ؛ "من قال ان تكون دعوى الرجل ملزمة عليه"؟ وكما قال سماحته، فان قرارات وبرامج شخص ورع  يخاف الله تتغير مع تغير الظروف والاحداث، وفي كل مرحلة يمكن تغيير الرأي واعادة النظر فيه حسب الظروف واقتضاء  الزمان والمستجدات الحاصلة.

4 ـ ومن دون شك فان المرشحين الخمسة المشار  اليهم ورغم ان معدل الاصوات التي جلبوها مختلفة وهي كثيرة في موارد  عديدة، الا انها ستحصد سلة من الاصوات مشتركة. ولذا فمن الطبيعي اذا حضر خمسة مرشحين في سباق الانتخابات سيقل نسبة كل منهم قياسا بمرشحي الجبهة الثانية، وبالتالي سيتعزز احتمال فوز مسببي الوضع  الكارثي الذي نعيشه اليوم، وهذا الامر اذا حصل سيوجه ضربة ثقيلة لجسد النظام، في الوقت الذي  ما يهم جميع مرشحي البجهة الثورية انقاذ السلطة التنفيذية للبلد من يدي الذين اقترفوا بحق الشعب لثمان سنوات كوارث ومئات المشاكل الصغيرة والكبيرة.

5 ـ ولنرى الآن من ينبغي ان ينسحب ولاجل من؟!

وحسب مختلف الاستبيانات والمشاهدات الميدانية يمكن التوصل بوضوح الى انه اي من المرشحين الخمسة يتمتع بتوجه اكثر ويحصد الاصوات بامتياز؟ لاسيما اذا كانت الهوة واسعة بينه مع سائر المرشحين من حيث عدد الاصوات التي سيكسبها.

ومن الضروري بيان ان الاختلاف  الواسع بين احد المرشحين وسائر المرشحين الاربعة لا يعني بالضرورة ان سائر المرشحين يتمتعون باهلية اقل. ولكن ما في البيت وينبغي  لحاظه هو العلة في "كسب الاصوات". فهذه العلة واحدة من اهم العوامل المحددة والمؤثرة في الوصول الى نتيجة مرغوبة. من هنا وحسب المنطق والعقل ومصلحة النظام. من الضروري ان يقيم كل واحد من المرشحين بعد انتهاء المرحلة الثالثة من المناظرات (اول امس)  معدل الاصوات التي سيحصل  عليها بعيدا عن الشعارات والاحتمالات غير العلمية ومنها الحسابات الميدانية، ويتم انتخاب المرشح الذي  يضع في سلته اصواتا اكثر كمرشح هذه الجبهة، وليس ان ينسحب لصالحه وحسب  بل ان يقوم بالدعاية له ويشرح للشعب قدرات هذا المرشح.

6 ـ وتاسيسا على ذلك ينبغي القول ان تصريحات  السيد همتي في المرحلة الاولى من المناظرات وهو ما تكرر في المناظرات اللاحقة، هي المخطط المدروس من قبل ادعياء الاصلاح،  لاستمرار الوضع الكارثي لثمان سنوات الماضية، وعن طريق خلق هوة بين القوى الثورية يتم تقطيع الاصوات.

ان السيد همتي ـ وقل المجموعة المشار اليها بداية المقال ـ يصر على ابعاد مرشحي الثورة وتفريقهم بتهمة مرشحو التغطية لجعلهم يتواجهون فيما بينهم  وعدم الاتفاق على احدهم!

ولنلتفت الى الوثيقة الآتية؛

7 ـ احد ادعياء الاصلاحات والعضو في الدائرة المركزية للحزب المنحل (مشاركت) قال خلال حديث لنشرة "صدا":

"ان اهم هدف للاصلاحيين، تعزيز الهوة في النظام. وان اهم عامل سيدخل في ظل الظروف  الآتية ضمن العوامل المؤثرة الفاعلة، هو الحؤول دون توحد الاصوليين المتشددين مع سائر الاصوليين، وانهاء تشرذم التيار الحاكم، وهو مهم من الوجهة التاريخية. وينبغي ان يلعب الاصلاحيون دور العصي بين الدولاب ليصل الشق الى انقسام كامل. فحكومة روحاني وبسبب الظروف المستجدة، يمكنها ان تلعب هذا الدور افضل حتى من الاصلاحيين".

ان ما اورده المتحدث  على لسانه ليس من عندياته.

انه نهج الدائرة المركزية لادعياء  الاصلاح والذي رشح على لسانه، ويبدو انه تلقى توبيخا من المركز!

وقد وصلتنا اخبار موثقة تقول ان العديد من ادعياء الاصلاح وبلبوس منبوذين من الاصلاحيين قد حضروا في الدوائر  الانتخابية لبعض مرشحي الجبهة الثورية، وبتقديمهم معلومات خاطئة حول معدل الاصوات التي سيكسبها هذا المرشح، يسعون للالقاء في ذهن المرشح عدم انسحابه لصالح الآخرين!

8 ـ واخيرا فان التذكير باحدى مجالس قضاء امير المؤمنين عليه السلام سيكون درسا نستفيده للقضية التي تواجهنا، اذ ان خدمة الاسلام والثورة هو ما يختلج في صدر المرشحين الخمسة من الجبهة الثورية. وهي قصة امرأتين كل منهن تدعي ولداً هو ابنها، وتصران على ادعائهما، ولما لم تنفع نصائح امير المؤمنين عليه السلام، وشهد مدى تمسكهن بالولد، تظاهر امير المؤمنين (ع) انه يريد ان يقسم الولد الى قسمين بسيفه، ويعطي كل واحدة نصف الجثة! فانبرت الام الحقيقية للولد والتي تحب ابنها من اعماق قلبها، تقول لامير المؤمنين (ع) انا تنازلت عن ادعائي وارجوا ان تعطي الطفل للمرأة الاخرى.