اميركا وماكنة تفقيس الدواعش في العراق
مهدي منصوري
مما لايختلف عليه اثنان ان التنظيمات الارهابية وخاصة الدواعش المجرمين انهم صناعة اميركا بامتياز وباعتراف كبار مسؤوليها ولذا فهي سعت ولازالت تسعى من اجل رعاية هذا التنظيم لتحقيق اهدافها الاجرامية خاصة في العراق.
ولايمكن لذاكرة العراقيين بالخصوص ان تنسى ماقدمته اميركا للدواعش وبالتنسيق مع عملائها داخل العراق من توفير الاجواء لهذا التنظيم الارهابي باحتلال ثلاث محافظات من ان تكون منطلقا لما اسموه بالدولة الاسلامية ولكن جاءتهم الضربة القاضية من حيث لايحتسبون وبعد الفتوى التاريخية للمرجعية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بالمرجع السيستاني والتي حشدت ابناء العراق الغيارى على سيادة واستقلال بلدهم من اجل الدفاع عن هذا البلد وفعلا تشكلت قوات الحشد الشعبي الضاربة التي استطاعت ان تهزم الجمع الداعشي وداعميه شر هزيمة بحيث حررت المحافظات من دنسهم والتي شكلت بدورها ضربة قاصمة ليس فقط للارهابييين بل للمشروع الاميركي الصهيوني الاقليمي المعادي لوحدة واستقلال العراق وشعبه.
ومن الواضح ايضا ان اميركا ومن خلال استراتيجتها التي وضعتها لاتريد الخروج من العراق وقد كانت داعش الشماعة التي تتكأ عليها في استمرار هذا البقاء ولكن وبعد ان زال خطر داعش العسكري وانهارت قواه في العراق فلم تكن هذه الذريعة تنفع الاميركان خاصة بعد اامطالبات الشعبية والرسمية من الحكومة العراقية بالعمل على اخراجها وباي طريقة كانت خاصة قرار مجلس النواب العراقي الذي الزم الحكومة للقيام بهذا الامر. والا فان الاميركان سبواجهون غضبة عراقية قوية لاخراجهم وبالطرق التي يفهمها الاميركيون قبل غيرهم.
ولكن اخيرا ذهبت اميركا الى خطة خبيثة واجرامية حاقدة على الشعب العراقي ومن اجل تحقيق هدفين اساسيين هما استمرار بقاء قواتها وزرع حالة الخوف والقلق لدى العراقيين ولذلك عمدت وكما اشارت الانباء انها اتفقت مع الحكومة العراقية وبصورة سرية ومن دون علم مجلس النواب العراقي والكتل السياسية على خطة اجرامية تفوق تواجد داعش العسكري الا وهو نقل عوائل داعش من مخيم ابو الهول في سوري الى مخيم الجدعة في الموصل وفعلا وصلت منهم مجموعة الى هذا المخيم والذي يبلغ تعدادهم بالالاف رغم الرفض الشعبي العراقي خاصة ابناء الموصل.
ومن المفارقة ايضا في الامر ان المجرم ماكنزي قائد القوات الاميركية قد صرح وبصريح العبارة والذي كان هو مهندس هذه الفكرة بان اطفال وشباب هذه العوائل ستكون مستقبلا قنابل موقوتة يصعب السيطرة عليها. ولابد ان نشير في هذا المجال ان اميركا قد فشلت في اقناع اربع دول اسكندنافية في ايوائهم واستقبالهم لرفضها القاطع.
السؤال المهم والذي يطرح نفسه لماذا وافقت الحكومة العراقية على استقبال هذه العوائل التي تحمل فكرا ظلاميا مبني على القتل والتدمير غلى اراضيها. ولماذا لم تخبر مجلس النواب والقوى السياسية وتصارح الشعب العراقي بذلك. ولماذا تريد بعملها هذا ان تجعل العراق ماكنة لتفقيس الدواعش بناء على رغبة اميركية ليس الا.
واخيرا لابد من القول ان تكون هناك وقفة قوية وجادة من ابناء العراق الغيارى على استقلال وسيادة بلدهم جادة وصارمة من اجل افشال هذا المشروع الاميركي الخبيث وايقاف دخول الدواعش المجرمين من جديد ليضيفوا للعراق ازمة جديدة تضاف الى ازماتهم الحالية والتي كانت اميركا السبب الاساس فيها.