متى يعتذر الأوربيون من الفلسطينيين؟
اعترفت ألمانيا للمرة الأولى في تاريخها، بأنّها ارتكبت "إبادة جماعية" ضدّ شعبي هيريرو وناما في ناميبيا خلال استعمارها هذا البلد قبل أكثر من قرن من الزمن، متعهّدة تقديم مساعدات تنموية للدولة الأفريقية تزيد قيمتها عن مليار يورو.
ورحب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان بتوصّل بلاده وناميبيا إلى "اتفاق"، بعد مفاوضات شاقّة استمرّت أكثر من خمس سنوات وتمحورت حول الأحداث التي جرت إبّان الاحتلال الألماني للبلد الواقع في جنوب غربي أفريقيا "1884-1915" وبين 1904 و1908 قُتل عشرات الآلاف من أبناء شعبي هيريرو وناما في مذابح ارتكبها مستوطنون ألمان، واعتبرها العديد من المؤرّخين أول إبادة جماعية في القرن العشرين.
وألقى ماكرون الخطاب بمناسبة زيارة رسمية إلى رواندا وصفت بأنها المحطة الأخيرة في تطبيع العلاقات بين البلدين بعد توتر استمر أكثر من 25 عاماً على خلفية دور فرنسا في الإبادة التي ذهب ضحيتها ما لا يقل عن 800 ألف شخص معظمهم من التوتسي بين إبريل/نيسان ويوليو/تموز 1994.
خطوة الدولتين الاوربيتين وان كانت غامضة لكنها تبشر بمستقبل ايجابي للدول التي كانت ومازالت ضحية لأجرام انظمة القمع الغربية في القرون الأخيرة ولعل الؤال يطرح نفسه، هل تخطو بريطانيا خطوة المانيا وفرنسا وتعترف بجريمتها النكراء في انشاء الكيان الصهيوني المحتل في منطقة الشرق الأوسط؟ وإن بادر البريطانيون بهكذا خطوة فانها ستكون بداية انهاء الخطوة المرجوة في استرجاع حق الفلسطينيين وعودة المحتلين الى أراضيهم والكف عن مخططاتهم المشؤومة التي دمرت فلسطين المحتلة والمنطقة بأسرها.