الكيان الصهيوني يماطل باتفاق التهدئة والمقاومة الفلسطينية تمنح الوسطاء الفرصة
* اشتباكات بين الفلسطينين وقوات الاحتلال الصهيوني في الخليل وطوباس والبيرة، والعدو يستخدم قنابل الغاز السام والرصاص المطاطي
كيهان العربي – خاص:- اقتربت هدنة معركة "سيف القدس" من نهاية أسبوعها الأول، وسط حراكات سياسية دولية وإقليمية من أجل إبرام اتفاق تهدئة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني برعاية أطراف عدة.
وردّت المقاومة الفلسطينية على اعتداءات قوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح بقصف المدن والقرى المحتلة في معركة استمرت أحد عشر يوماً أدت الى مقتل أكثر من 100 من الصهاينة واصابة المئات وفق وسائل اعلام العدو الصهيوني، الى جانب ارتقاء أكثر من 250 شهيداً، وأصيب قرابة ألفي فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، وسط عجز الاحتلال عن تحقيق أي أهداف عسكرية توقف أو تخفف من إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
ومع انقضاء الأسبوع الأول لوقف العدوان الصهيوني على القطاع لا تزال استفزازات المستوطنين وقوات الاحتلال ضد الفلسطينيين مستمرة في القدس والضفة الغربية وحتى الداخل المحتل، رغم ذلك قرر ت المقاومة الفلسطينية منح الوسطاء الفرصة.
بالإضافة الى سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها قوات الاحتلال ضد قطاع غزة بإغلاق المعابر إغلاقًا شبه كامل، ومنع الصيد وإدخال الوقود، في محاولة من الاحتلال لاستخدام هذه الإجراءات كورقة للضغط على المقاومة الفلسطينية من أجل التنازل عن شروطها للتهدئة.
كما هاجمت قوات الاحتلال الصهيوني امس الأربعاء مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة طوباس (شمالي الضفة الغربية المحتلة)، بقنابل الغاز السام والمدمع، وأصابت عددا من المسعفين بالاختناق.
وقالت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني"، في بيان لها: إن قوات الاحتلال الاجرامي أطلقت 29 قنبلة غاز صوب المقر، ما أدى لإصابة بعض أفراد الطاقم بالاختناق.
ولفتت الى أن الاستهداف تسبب في حدوث بعض الحرائق في محيط مبنى الجمعية.
وشدد البيان على أن الحادثة تمثل خرقا واضحا للقانون الدولي الإنساني الذي يوجب حماية الطواقم الطبية والمباني الخاصة بها.
وعدّت الجمعية أن ما حدث هو "عقاب لأفراد الجمعية على دورهم البطولي البارز في القيام بواجباتهم تجاه أبناء شعبهم والتصدي للاحتلال الوحشي.
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني اقتحمت مدينة طوباس صباح امس الاربعاء، حيث اندلعت مواجهات مع عشرات الشبان، استخدمت خلالها الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، واعتقلت عددًا من الشبان.
من جهة اخرى قررت محكمةٌ للاحتلال الصهيوني في القدس المحتلة إرجاء البت في قضية ترحيل عائلات من حي بطن الهوى في حي سلوان في البلدة القديمة.
واعتدت قوات الاحتلال على عدد من المشاركين في وقفةٍ تضامنية، من أجل التصدي لمحاولات تهجير سكان الحي والاستيلاء على منازلهم لصالح جمعيات استيطانية.
واعتقل الاحتلال أحد الشبان المشاركين، بعد الاعتداء عليه وإصابته بجروح كبيرة في وجهه.
وتترقب 86 عائلة فلسطينية في بلدة سلوان المقدسية، القرار النهائي للمحكمة المركزية في القدس حيال طلبات الاستئناف التي تقدّمت بها 7 عائلات، رفضاً لإخلاء 100 من منازل حيّ بطن الهوى تضمّ حوالى 800 شخص.
وفيما نشرت قوات الاحتلال تعزيزاتٍ عسكريةً في محيط المحكمة، نصب الأهالي خيمة تضامن في الحي، ودعوا أبناء الشعب الفلسطيني إلى مؤازرتهم كي لا يتكرر سيناريو تهويد الحي عبر طرد الأهالي من منازلهم، كما سبق أن حصل في حي الشيخ جرّاح.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أصدرت قبل أشهرٍ قرارات إخلاءٍ بحقّ سكان حيّ بطن الهوى، بزعم أن الأراضي التي أقيمت عليها المنازل تعود ملكيتها لمستوطنين.
وكان قرار مماثل بإخلاء منازل الفلسطينيين في حي الشيخ جرّاح المقدسي، قد تسبب بموجة من الاحتجاجات بين الأهالي، وما لبث أن انتقلت هذه المواجهات إلى داخل المسجد الأقصى، وتطورت إلى مواجهات تدخلت فيها فصائل المقاومة في غزة نصرةً للقدس، مما تسبب في مواجهة عسكرية وعدوان إسرائيلي استهدف القطاع لـ11 يوماً، انتهى باتفاقٍ لوقف إطلاق النار بين الجانبين بعد وساطة مصرية، وبشروطٍ يبدو أن الجانب الصهيوني بدأ يتهّرب من الالتزام بها منذ الأيام الأولى.
في سياق متصل، داهمت قوات الاحتلال الصهيوني عدّة منازل في مدينة البيرة بعدما اقتحمت حيّ البالوع في المدينة.
أما في الخليل، فقد تصدّى شبّانٌ فلسطينيون لقوات الاحتلال في منطقة راس الجورة، وقام جنود الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز على الشبّان وأهالي المنطقة، كما اقتحم الجنود منطقة أبو ديس في القدس المحتلة.