kayhan.ir

رمز الخبر: 131238
تأريخ النشر : 2021May17 - 21:41

هرولة لابعاد خطر الانهيار

في اليوم الثامن على التوالي من تصدى المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها في غزة الصمود للاعتداءات الصهيونية بدأ الصراخ الصهيوني ومن كافة المستويات والاوساط بالمطالبة لوقف العمليات العسكرية  التي قد تدفع بكيانهم باتجاه الانهيار مبكرا وهم يحملون نتنياهو وسياسته المتهورة مسؤولية هذا الانحدار الى المجهول وهذا ما بدا يلوح في الافق بسبب الخسائر الكبيرة التي طالت كافة القطاعات  الاسرائيلية دون استثناء جراء القصف الصاروخي الغير مسبوق في تاريخه حيث لا يتحمل هذا الوضع بالمطلق لذلك بات يستنجد بالوسطاء للدخول على خط الوساطة لايجاد مخرج لمآزقه القاتلة التي تلقي اليوم بكاهلها على هذا الكيان وهو غير معتاد على تحمل مثل هذه الاعباء الثقيلة  في حرب طويلة لان تداعياتها ستكون خطيرة وخطيرة جدا عليه واولها الهجرة المعاكسة من فلسطين المحتلة وهذا ما بات اليوم يدور في الافواه حيث انتشرت صيحات رجوع الاسرائيليين الى مواطنهم الاصلية هربا من الجحيم الذي يعيشون فيه ولا ننسى ان نشير الى احصائيات مراكز الدراسات الصهيونية التي نشرت بُعيد حرب تموز المجيدة من ان 000/200/1 يهودي قد غادروا "اسرائيل" واننا على ثقة تامة بأن الهجرة المعاكسة هذه المرة ستكون اضعاف ذلك لان هولاء المهاجرين جاؤوا بهم الى فلسطين المحتلة املاً بالعيش الرغيد والرفاه واذا بهم اليوم يعيشون في بؤرة الجحيم خاصة وان المقاومة الفلسطينية قد اعلنت منذ امس انها  سترد الصاع صاعين في التعامل بالمثل وان صلياتها الصاروخية قد تجاوزت الـ 3000 صاروخ حتى ظهر اليوم الثامن من المواجهات بين الطرفين.

فحالة الذعر والهلع الشديدين بات يتسع في المجتمع الصهيوني يوما بعد يوم خاصة وهو يشعر بخطورة الموقف وهذا ما اكدته الاوساط الاعلامية  والعسكرية الاسرائيلية بان بنك الاهداف التي كان يستهدفها نتنياهو قد نفذت ولم يبق في جعبته سوى المنشآت الحكومية والاهداف المدنية ان استمر بها سيدفع الثمن غاليا وستكون ردود الفعل اقوى مما يتصوره فضلا عما ستسبب له ضغوطا كبيرة وملاحقة قانونية في المحافل الدولية وهذا ما بدأ فعلا يُفعل عبر تقديم اول شكوى من قبل مراسلي بدون حدود الى المحكمة الجنائية بسبب استهداف  الكيان الصهيوني لثلاثة أبراج تضم 23 مكتبا لمؤسسات اعلامية محلية واقليمية ودولية، خاصة وان هذا العمل الجنائي كان متعمدا كي يمنع هذا القطاع من مواصلة مهمته الاعلامية لايصال الحقائق الى العالم وحجبه عما يجري في غزة من انتهاكات فظيعة وقصف ومجازر وحشية بحق المدنيين.

فالدخول الاميركي المباشر على خط الوساطة وتصريحات وزير خارجيته بضرورة وقف العمليات العسكرية ينبئ بخطورة قرب انهيار الكيان الصهيوني والتخوف على مستقبله اذا ما استمرت المعركة وبالطبع ليس حرصا على وقف سفك الدماء في فلسطين المحتلة.

فالصمود البطولي الذي سطره الشعب الغزواي رغم الجراح العميقة وسيل صواريخ المقاومة التي تنهمر ليل نهار على الصهاينة هو الذي دفع اميركا وغيرها من الوسطاء العرب وغير العرب للهرولة بذريعة وقف اطلاق النار لكن الحقيقة هي لمنع  اقتراب الكيان الصهيوني من الانهيار الحتمي الذي ينتظره لكن هذا هو وعد الهي لا مناص له وسيتحقق بالتاكيد ولتطمئن هذه الاطراف ان ما بعد عمليات "سيف القدس" البتارة ليس كما قبلها وما ذلك على الله ببعيد.