kayhan.ir

رمز الخبر: 130979
تأريخ النشر : 2021May14 - 19:36

الابعاد السياسيّة لصواريخ غزّة

د. جواد الهنداوي

من ناحية جغرافية هي صواريخ غزّة ، لكن ،من ناحية سياسية و عقائدية هي صواريخ محور المقاومة .

هي صواريخ القسّام وحماس والجهاد الاسلامي و الجبهة الشعبية وكل الفصائل الفلسطينية المقاومة ، وهي ،في ذات الوقت ،صواريخ الشهيد سليماني و الشهيد عماد مغنيّة ، وصواريخ حزب الله وصواريخ فيلق القدس

هي صواريخ حركات و فصائل مقاومة وليس صواريخ دول عربيّة ، صواريخ بعض العرب و اسلحتهم توجّه صوب اليمن وتُسّلمْ لداعش وللجولاني و للنصرة ولفرق الاغتيال .

صواريخ غزّة ؛ قوتها التدميرية ليس ببارودها و بما تتركه من اضرار مادية ، و انما برسائلها وبما تحققهُ من اضرار معنوية تمسُّ هيبة و مكانة وغطرسة وصلافة الكيان الصهيوني الغاصب ، وعملاءه و مؤيديه .

معركة رمضان جعلت من غزّة ألمحاصرة ندّاً لاسرائيل ، بجرأتها و بمقاومتها و بأرادتها . أرستْ هذه المعركة قواعد اشتباك جديدة مفادها : تقصفون غزة بالطائرات نرّدُ عليكم بالصواريخ ، تقصفون الابراج نقصف تل ابيب والمطارات ومحطات الوقود .

بعد هذه المعركة ،امريكا و اسرائيل و حلفائهم في المنطقة سيعيدون حساباتهم و مخططاتهم تجاه قدرات فصائل المقاومة ليس فقط في غزة وفلسطين ، وانما في المنطقة ( في سوريا وفي العراق وفي لبنان وفي اليمن ) .

اليوم ،ادركوا هولاء ( امريكا ،اسرائيل ،و حلفائهم ) ، و اكثر من ايّ وقت مضى ، بأن مصالحهم غير المشروعة ( الاحتلال ، انتهاك سيادة الدول ، توظيف الارهاب ، سرقة موارد الشعوب في سوريا وفي اليمن ، فرض الحصار و العقوبات غير المشروعة ) مُهددّة بسلاح و بارادة فصائل المقاومة في المنطقة . لذلك همْ سعوا و يسعون الى استئصال المقاومة فكراً و سلاحاً ، و تشويه صورتها و مكانتها و وصفها بالارهاب ،لأنَّ من وقفَ ويقفْ بوجههم ليس جيوش الدول او قادتها ، وانما مقاومة الشعوب . وهذا ما يجيب على السؤال ،لماذا وصفوا حزب الله ، وحماس والجهاد الاسلامي ، بالارهاب !

وهذا ما يفسّرُ ايضاً محاربتهم للحشد الشعبي وسعيهم لحلهِ والغاءهِ !

الامبريالية والصهيونية و الرجعية يحصدون الآن ما زرعوه في المنطقة : أحتلال و حروب و حصار و ارهاب وقتل في فلسطين وفي العراق وفي لبنان وفي سوريا وفي اليمن ، وفي عموم المنطقة والعالم الاسلامي ، و نشروا العنف و السلاح و تمادوا في العنف ، و أضعفوا الدول و دّمروا مقوماتها ، وقلبوا الحقائق و اسرفوا في استباحة القوانين الدولية وسيادة الدول وحقوق الشعوب .

تكلّموا ويتكلمون كثيراً عن حقوق الانسان ، ولكن لا يتكلمون عن حقوق الشعوب ، بل يمارسون قمع الشعوب . الآن اصبح السلاح وتصنيعه مُتاحاً ، وفي متناول الشعوب وحركات المقاومة و يُوظفْ بالاتجاه الصحيح ضّدَ الارهاب و ضّدَ الاحتلال وكقوة ردع .

الامبريالية والصهيونية والرجعية ؛ هذا الثالوث، لا يخشى دولنا و انظمتها ،لأنَّ بعضها لم تستطعْ التحرر من قبضته و املاءاته ، و مُكّبلة سياسياً و اقتصادياً و نقدياً بقيوده . هذا الثالوث لا يخشى سلاح دولنا ،يعلمُ جيداً وجهة السلاح؛ إمّا للتخزين و إمّا لقمع الشعوب و إمّا للاقتتال فيما بينهم او لشّن حرب على مَنْ هو ضعيفهم .

اتفاقيات السلام و اتفاقيات التطبيع مع اسرائيل و تفوقها العسكري لن يكفلوا لها السلام ، ومعركة رمضان و صواريخ غزّة اليوم دلائل على ذلك .

تواجه اسرائيل اليوم تداعيات سياسية استراتيجية ، يُظِهرَها بانها فعلاً ” أوهنْ من بيت العنكبوت ” ، كما وصفها ،سيد المقاومة حسن نصر الله ؛ فهي ( اسرائيل ) لم تواجه فقط صواريخ غزّة ، وانما تواجه انتفاضة الشعب الفلسطيني باجمعه ، وفي كل المدن الفلسطينية . الجرائم التي تقترفها بحق الغزاويين ، و الاستخدام المفرط لقوتها ضّدْ المدنيين يُعريها ، مرّة اخرى ، امام الرأي العام ، عربياً واقليمياً و دولياً ، و يُفسد عليها مزايا التطبيع الجديد . ستبقى اسرائيل في واقعنا ليس الاّ كيان غاصب و مُحتلْ و غريب و مآله الزوال.