kayhan.ir

رمز الخبر: 130924
تأريخ النشر : 2021May11 - 19:41

سحب العصا من تحت اميركا

* حسين شريعتمداري

تزامنا مع مفاوضات فيينا [والتي لا يعلم الى الان ما الذي نبحث عنه]، تأينت حركة جديدة في الجانب الاخر للقضية وهي ماضية في تشكلها. انها حركة مريبة ومشبوهة، ان لم نتعامل معها بحزم وحنكة ستترك آثارها المخربة، لنقرأ!

1 ـ ان اميركا وبعض الدول الاوروبية ساقوا على مدار عمر المفاوضات النووية موضوعا يعرف بـ "Possible military dimensions_PMD” أي الابعاد العسكرية المحتملة، بذريعة ان ايران كانت تمارس في السابق نشاطات نووية غير سلمية!

فيما تدعي اميركا انها حصلت على هذه المعلومات من حاسوب لاحد موظفي الطاقة الذرية الايرانية كان قد فر من ايران! فنقلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الادعاء في نوفمبر 2011 لايران بشكل تقرير يطالب من ايران توضيحا، فيما اعتبرته ايران بانها معلومات ملفقة لا صلة لها على ارض الواقع، فبينت الامر للوكالة الدولية التي بدورها رضخت له عام 2015، معلنة غلق هذا الملف بعد ان اكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية حينها "يوكيا امانو" لمجلس الحكام عدم وجود اي آثار لنشاطات مشبوهة في برنامج ايران النووي من بعد عام 2009.

2 ـ وجاء خلفا لـ "أمانو" الذي توفي في الثامن عشر من تموز 2019 بشكل مريب، جاء "رافائيل ماريانو غروسي" المعروف بميوله لاسرائيل. فكان معاونا لـ "امانو" في الوكالة وزار ايران مرارا بهذه الصفة، وخلال تفقده لمنشآت ايران النووية كان يصرح بوقاحة لمسؤولينا؛ نحن مدعون عامون وانتم بمثابة المتهم! وقد طلبت اميركا من امانو، بعد تقديمه التقرير بتبرئة ايران بخصوص PMD، ان يتراجع عن تقرير المذكور فيما كان "غروسي" يتابع الطلب الاميركي باهتمام الا نه كان يواجه برفض من "أمانو".

وشاع في الاوساط النووية الغربية وفي الوسط الاعلامي الاميركي والاوروبي بان امانو يحتمل ان تمت تصفيته من قبل الموساد كي يحل غروسي محله!

3 ـ واليوم يحاول غروسي فتح ملف PMD المغلق، واعطائه عناوين لمراكز عسكرية ايرانية مدعيا وجود نشاط نووي فيها لم يتم الاعلان عنه!

واعتمد غروسي في ادعائه على تصريحات نتنياهو الذي كان قال، ان الوثائق المسربة من منطقة "شور آباد" تدلل على وجود نشاطات نووية في المركز المذكور! وهنا نقول بخصوص هذا الادعاء؛

*أي حكومة او نظام تحترم نفسها وتمتلك ادنى احساس ومشاعر تقوم بحفظ وثائق سرية للغاية في منطقة صحراوية غير مسورة لتتعرض لسطو الصهاينة الذين هم سرّاق بالفطرة؟!

*ولنرفض ان هكذا وثائق كانت موجودة، فمن يضمن ان هذه الوثائق والتي هي سرية للغاية لم تكن قد حرقت من قبل الصهاينة؟!

*وبالنظر لممارسات الصهاينة التخريبية في المنشآت النووية لبلدنا وآخرها في منشآت نطنز النووية، فما الضامن ان لا يكون هؤلاء المفتشون هم من لوث المراكز النووية اثناء تفتيشهم؟!

*كما ان اغتيال علمائنا النوويين تم بتسريب معلومات قام بها عملاء الموساد الذين حضورهم كان بلبوس مفتشي الوكالة، واوصلوها لوكالات التجسس.

*ان الوكالة الدولية للطاقة قد اعلنت اكثر من عشر مرات بان ايران ملتزمة بشكل كامل بتعهداتها حيال خطة العمل المشتركة. فهل ان ادعاء نتنياهو المعروف بعدائه لايران، وله ماض مشهود في العبث بمنشآتنا النووية، اكثر مقبولية من نتائج تحقيق مفتشي الوكالة وبياناتها الرسمية؟!

*وعلى الوكالة الدولية ان تقدم توضيحا هل ان خصم ايران في الجدال النووي، هو نظام اسرائيل قاتل الاطفال ام ان اطرف المقابل هي الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟!

*ان الجمهورية الاسلامية الايرانية قد اعلنت مرارا انه حسب الاعتقالات والمبادئ الاسلامية التي نؤمن بها، فان صنع السلاح النووي حرام ولو لم يكن الامر كذلك لكان من السهل على ايران صناعة السلاح النووي لما تمتلكه من تقنية وتطور في المجال النووي، من غير ان تقدم الوكالة واميركا واوروبا على اية حماقة، كما لم يستطيعوا من ارتكاب اي حماقة حيال انتاجنا للصواريخ البالستية والدقيقة التهديف، فاضحت جميع المراكز الحساسة للكيان الاسرائيلي الغاصب والقواعد الاميركية في المنطقة ومنها الاسطول الخامس للبحرية الاميركية في البحرين، تحت مرمى صواريخنا المتطورة الدقيقة في اصابتها و...

4 ـ ان قرار مجلس الشورى المعنون "المبادرة الستراتيجية لالغاء العقوبات وحفظ حقوق الشعب الايراني" والمستلة من الرؤية الحكيمة لسماحة قائد الثورة، قد جعلت اميركا على مفترق طريقين كلتا اتجاهيه فيه الخسران الفظيع للخصم. فان عملت اميركا بمفاد القرار الذي تحول الى تشريع يعمل به، بان تلغي جميع العقوبات، فانها ستخسر حربتها الاساس وآلية الضغط الخطرة في مواجهة ايران الاسلامية، واذا تملصت عن الغاء جميع العقوبات، فستصرف ايران نظرها عن التزامها حيال تعهداتها لخطة العمل المشتركة، وفي هذه الحالة، وكما اعلن مرارا ـ او كما هددت ـ ستلجأ الى الخيار الاخر وهو الصد العسكري SECOND PLAN! وهو ما لا تطيقه بالمرة اذ ستواجه برد ايران تندم عليه.

فادعاء رافائيل غروسي لتغيير المعادلة وانقاذ اميركا من الطريق المسدود جاء بعد التوجيه الحاذق لسماحة قائد الثورة وفوجئوا به.

وينبغي ان لا نسمح للوكالة الدولية بوضع العصا تحت اُبط اميركا، ولابد من الرفض بشكل حتمي ودون اي مواربة لرأي الوكالة ونقوم بسحب العصاب من تحت اُبط اميركا!