الاحتلال يستبيح حرمة المسجد الأقصى ويرتكب مجزرة بحق المصلين ويحوله لساحة حرب
كيهان العربي - خاص:- في اجراء ينم عن مدى وحشية الكيان الصهيوني العنصري الغاصب، اقتحمت قوات الشرطة الصهيونية أمس الأثنين وبشكل وحشي باحة المسجد الأقصى وحولته الى ساحة حرب غير متكافئة مع المصلين المقدسيين مستخدمة بذلك الرصاص المعدني والمئات من قنابل الغاز السامة والصوتية ضد المواطنين الفلسيطينيين العزل المتواجدين في داخل المسجد.
وتمكن المرابطون الصامدون من التصدي بقوة الإرادة والحجارة والمفرقعات التي بحوزتهم، وقد أقدمت طائرات مروحية صهيونية من التحليق في أجواء المسجد الأقصى، بالتزامن مع الاقتحام الواسع للمسجد.
من جهتها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال تمنع طواقمها في القدس المحتل من الوصول الى المسجد الأقصى لتغطية الأحداث وتقديم الاسعافات للمصابين.
وشدد بالقول: إن أكثر من 300 مرابطا بينهم العديد بحالات خطيرة، أصيبوا في أروقة المسجد الأقصى المبارك جراء اعتداء قوات الاحتلال الصهيوني على المرابطين والمقدسيين المنتفضين.
وأشار الهلال الأحمر الى أن طواقمه نقلت أكثر من 200 فلسطيني الى مستشفيات القدس والمستشفى الميداني عشرات الإصابات، بينها إصابات مباشرة في الرأس، خمسة منها خطرة، وكثير من الإصابات مباشرة بالعين والرأس، ولم تتمكن الطواقم الطبية من نقل عشرات المصابين الآخرين جراء منع قوات الاحتلال.
وقالت الجمعية: إن قوات الاحتلال الصهيوني أصابت عددا من طواقم الهلال الأحمر العاملة في محيط المسجد الأقصى، دون ذكر تفاصيل عن أعدادهم أو إصاباتهم.
من جهتهها، تحدثت وسائل إعلام اسرائيلية عن إصابة 21 شرطياً اسرائيلياً، إصابة اثنين منهما متوسطة.
وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان، اعتداءات تقوم بها قوات شرطة الاحتلال الغاصب والمستوطنون، في منطقة "باب العامود” وحي "الشيخ جراح” ومحيط المسجد الأقصى.
وأوضح مأمون عباسي الناطق باسم الهلال الأحمر في تصريح سابق أن”عشرات الإصابات بينها خطيرة بالوجه والأعين وأعداد كبيرة من المصابين بحالات اختناق”.
وتم استهداف الصحافيين بشكل مباشر وإصابة عدد منهم في المسجد الأقصى عرف منهم محمد سمارين وأسيد عمارنة ولواء أبو رميلة ورامي الخطيب.
وقال شهود عيان، إن:”قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات كبيرة الى المنطقة الغربية من المسجد الأقصى، ونشرت القناصة في أماكن متفرقة من المسجد الأقصى وباحاته، وأطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المصلين”.
واندفع عشرات الجنود الغاصبين بالاعتداء على المواطنين بوحشية ودفعهم نحو بابي حطة والأسباط من أجل إفراغ المسجد الأقصى وسط احتمالات لاقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى.
بالتوازي، حذّر ناشطون فلسطينيون من أن يكون فتح أبواب الأقصى تمويها قبل وصول حافلات المستوطنين لاقتحامه.
وقد تم نشر 10 آلاف من شرطة الاحتلال الصهيوني في القدس المحتلة، وهو رقم غير مسبوق، كما تحدثت الأنباء عن أضرار كبيرة في مسجد قبة الصخرة جرّاء الاعتداءات الصهيونية.
وشددت التقارير الواردة إن الاحتلال أطلق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وقنابل الصوت بالمسجد الاقصى.
وأكد الشباب المرابطون في القدس أن لدى المسعفين معدات بسيطة ونقصٌ حاد بالأدوات الطبية، وأن هناك مناشدات من الفرق الطبية المتطوعة لمن يستطيع بالذهاب إلى الأقصى.
وتحدّث ناشطون عن إصابة الشاب الفلسطيني عمر زلوم بالرأس في المسجد الاقصى، وهو شقيق الأسير المحرر معتصم زلوم من أهالي رام الله.
من جانبه قال مفتي القدس الشيخ محمد حسين: إن ما يجري عدوان عن سبق وإصرار من الاحتلال على الأقصى والفلسطينيين.
هذا واقتحم الفلسطينيون مساء الأحد مقرّ المحكمة الصهيونية في القدس المحتلة ورفعوا علم فلسطين.
وكات قوات الإحتلال الإسرائيلي واصلت هجومها وقمعها بحق المتظاهرين في حي الشيخ جراح، حيث قامت بقمع تظاهرة خرجت احتجاجاً على سياسات التهجير التي يمارسها الاحتلال بحقهم.
كما حصلت مواجهات، بعد الاعتداء عليهم من قبل القوات الإسرائيلية في باب العامود، كما أنها دفعت بتعزيزات مكثفة في شوارع القدس المحتلة وحولها.
وقد هاجمت مجموعة كبيرة من المستوطنين "الإسرائيليين”، فجر أمس الثلاثاء منازل المقدسيين في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، في محاولة منهم لطرد سكانها والسيطرة عليها، قسرًا، تحت ذرائع واهية.
وأفاد شهود عيان، بأن مئات المستوطنين هاجموا منازل المواطنين في الشيخ جراح، وألقوا عليهم الحجارة، فيما تصدى أهالي الحي للاقتحام، دفاعًا عن أنفسهم.
وناشد أهالي الشيخ جراح، جميع الفلسطينيين في مدينة القدس وبلداتها، مؤازرتهم في صد اقتحامات المستوطنين العنيفة والشرسة، بحماية قوات الاحتلال.
ونظم شبان في باحات الأقصى مسيرة كبيرة، وسط هتافات غاضبة انتصارًا للأقصى في وجه تهديدات المستوطنين.
وتشهد المناطق الحدودية لقطاع غزة توتراً كبيراً بعد عودة الارباك الليلي والبالونات الحارقة التي تسبب بمايقارب من 93 حريقاً.
واندلعت عشرات الحرائق في أحراش منطقة "غلاف غزة”، بفعل إطلاق البالونات الحارقة من غزة، حسبما جاء في الاعلام الصهيوني.
من جانبها اكدت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين ، ان الاعتداء الإرهابي الصهيوني الحاقد على أهلنا المقدسيين لن يمر دون رد رادع، وعلى العدو انتظار رد الشعب الفلسطيني المقاوم والصامد في كل مكان وفي كل وقت.
وقالت الجهاد الاسلامي في بيانها أمس الأثنين، ان الاعتداء الإرهابي الصهيوني يهدف لبسط السيطرة الكاملة على المدينة المقدسة وطرد أهلها الأصليين.
ودعت الحركة أهلنا في القدس المحتلة والمرابطين في المسجد الأقصى إلى مزيد من الصمود أمام العدوان الصهيوني، ومواصلة الرباط والتواجد في المسجد المبارك، لإفشال مخططات العدو، وعدم ترك الأقصى لقمة سائغة للمستوطنين الإرهابيين.
واستنكرت حركة الجهاد الاسلامي بأشد العبارات استمرار التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وبين قوات الاحتلال، والذي ترك جرحا غائرا في خاصرة المسجد الأقصى والمدافعين عنه.
واعتبرت ان العدو الصهيوني لم يكن ليتمادى في إرهابه وعدوانه لولا صمت أنظمة التطبيع، أولئك الصهاينة الجدد، الذين لا يمتون للعروبة ولا للنخوة بأي صلة.
ودعت الحركة الى تصعيد الانتفاضة، وتوسيع الغضب الشعبي في كل أنحاء فلسطين، تلبية لصيحات ونداءات أهلنا المستضعفين في المسجد الأقصى، ونحث كل أبناء شعبنا في كافة أنحاء فلسطين المحتلة وفي الشتات، على مؤازرة إخوانهم المقدسيين، والاشتباك مع العدو في كل نقاط التماس والمواجهة.
واستنكرت الصمت المريب للمنظمات الدولية التي أصابها العجز والضعف، وباتت وظيفتها فقط ملاحقة الضعفاء وتبرير جرائم الاٍرهاب المنظم الذي تمارسه قوى الطغيان والاستكبار وعلى رأسها الكيان الصهيوني.
من جهة اخرى دوت صافرات الانذار في غلاف قطاع غزة، وأعداد كبيرة من المصلين تحتشد في باحات المسجد الاقصى للتصدي لاقتحام المستوطنين فجراً.
واستهدفت مدفعية قوات الاحتلال نقطتين للرصد شرق رفح وقرب بيت لاهيا في شمال قطاع غزة.
من جانب آخر تتواصل التظاهرات الشعبية في العديد من الدول الأوروبية تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينين في القدس المحتلة.
ففي برلين نظمّت هيئة المؤسسات والجمعيات الفلسطينية والعربية تجمّعاً حاشداً تحت شعار "أنقذوا أهالي الشيخ جراح".
كذلك شهدت كوبنهاغن وهولندا تظاهرات رفع خلالها المشاركون شعارات لنصرة الأقصى ونددت بممارسات الاحتلال القمعية.
وانتشرت الحملة الالكترونية الداعمة للقدس المحتلة بين المستخدمين من مختلف دول العالم.
وتظاهر مئات العرب والفلسطينيين، بشوارع مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأميركية، تضامناً مع صمود المرابطين في المسجد الأقصى والمقدسيين المهددين بالتهجير القسري من منازلهم في حي الشيخ جراح شرق مدينة القدس المحتلة.
السيناتور الأميركي بيرني ساندرز كان أعرب عن قلقه إزاء ما يحدث في القدس المحتلة، وطالب بموقف رسمي أميركي من الانتهاكات الإسرائيلية.
عربياً، شهدت العديد من الدول العربية، تظاهرات تضامنية مع القدس المحتلة وتنديداً بالاعتداءات الصهيونية.
وانطلقت عشرات المسيرات في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، في مخيم الرشيدية والبص والبرج الشمالي، ومخيم عين الحلوة، ووادي الزينة، وساحات مدينة صيدا، وصولاً لمخيم صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة في بيروت، ومخيم الجليل في بعلبك ومخيمي نهر البارد والبداوي في طرابلس شمال لبنان.
المشاركون في المسيرات أكدوا مواقفهم الداعمة للقدس وأهلها، مع التأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
واعرب أعضاء في الكونغرس الأميركي عن رفضهم لممارسات الاحتلال حيال تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، ووصفوها بـالـ"غير قانونية".
وقالت عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس إليزابيث وارين إن "التهجير القسري للسكان الفلسطينيين منذ فترة طويلة في حي الشيخ جراح أمر بغيض وغير مقبول".
وأضافت: "على الإدارة أن توضح للحكومة الإسرائيلية أن عمليات الإخلاء هذه غير قانونية ويجب أن تتوقف على الفور".
من جهتها، قالت ممثلة نيويورك ألكساندريا أوكاسيو كورتيز: "نحن نتضامن مع السكان الفلسطينيين في الشيخ جراح في القدس الشرقية، القوات الإسرائيلية تجبر العائلات على ترك منازلها خلال شهر رمضان وتنشر العنف".
بيرني ساندرز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت، قال إنه "يجب على الولايات المتحدة أن تتحدث بقوة ضد العنف الذي يمارسه المتطرفون الإسرائيليون المتحالفون مع الحكومة في القدس الشرقية والضفة الغربية، وأن توضح أن عمليات إجلاء العائلات الفلسطينية يجب ألا تستمر".