kayhan.ir

رمز الخبر: 130766
تأريخ النشر : 2021May09 - 20:57

الاحتلال يجني اول ثمار التطبيع: حي الشيخ جراح مثالا

ما يحدث في القدس المحتلة وفي حي الشيخ جراح خصوصا، من محاولات للاستيلاء على مساكن الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين وطردهم منها ليحل محلهم المستوطنون اليهود المجلوبون من كل بقاع الأرض، يبدو انه احد ابرز الثمار التي بدأ الاحتلال الاسرائيلي يجنيها من التطبيع المجاني الذي قدمته مؤخرا بعض الانظمة العربية على صحن من ذهب الى هذ الكيان.

المواجهات في حي الشيخ جراح وفي القدس وبقية الأراضي المحتلة ليست بسبب خلاف قانوني على ملكية بعض البيوت والأراضي كما يروج الكيان الصهيوني بل تندرج في سياق النضال الفلسطيني المتواصل والممتد طوال مائة عام في مواجهة مشروع احتلال استيطاني إجلإئي متدرج، يبدأ بالاحتلال ثم الاستيطان فإجلاء السكان الأصليين فالضم، والفلسطينيون الذين يواجهون جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين لا يدافعون فقط عن بيوتهم وأراضيهم بل إن نضالهم جزء من النضال الوطني الشامل في مواجهة مشروع صهيوني عدواني.

في 13 آب/ أغسطس عام 2020، أعلن أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، عن موافقة الإمارات على تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، زاعما إنَّ بلاده تريد التعامل مع التهديدات التي تواجه حل الدولتين، وتحديدًا ضم الأراضي الفلسطينية، وان التطبيع مشروط بوقف الاستيطان، وهو ما لم يحدث اطلاقا.

بعد ذلك بفترة وجيزة اعلنت البحرين موافقتها على تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، وتم توقيع الاتفاق رسميًا في احتفالٍ بتاريخ 15 سبتمبر 2020 في البيت الأبيض.

وتلت هذين الاتفاقين مجموعة من الزيارات الرسمية والسياحية بين الطرفين، وتوقيع صفقات تجارية وامنية وغيرها، وتسيير رحلات بين مطارات الامارات والبحرين والكيان الاسرائيلي، ليأتي بعد ذلك القرار السعودي بالسماح للطيران الاسرائيلي بالتحليق فوق اجواء المملكة، ليعلن نوعا من التطبيع اولا وليوفر على الكيان الاسرائيلي تكاليف وزمن الرحلات الجوية ثانيا.

ولاقت هذه الخطوات التطبيعية موجة من الرفض والاستنكار الفلسطيني والشعبي العربي والمسلم، داعين الى التراجع عنها، دون فائدة.. ليكون هذا التطبيع ضوءا اخضرا للاحتلال ومباركة له لاكمال باقي مخططاته الاستيطانية والتهويدية والقسرية الظالمة للفلسطينيين اصحاب الارض، وطعنا في خاصرة القضية الفلسطينية واستهانة بكل الدماء الفلسطينية التي سفكها الاحتلال.

الاحتلال لم يتوقف بعد إعلان التطبيع ولو لوهلة عن تنفيذ مخططاته وانتهاكاته وجرائمه بحق الفلسطينيين ولم يقلل او يبطئ من وتيرة الاستيطان فحسب، بل زاد منها كما ونوعا، وليس اخرها ما تشهده مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان المبارك من اعتداءات تقوم بها قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنون، خاصة في منطقة باب العامود وحي الشيخ جراح.

هذه المواجهات المستمرة منذ بداية شهر رمضان المبارك في كل ليلة وبعد الإفطار تؤكد مرة أخرى على عزم الفلسطينيين في البقاء على أرضهم والالتجاء إلى الاحتجاجات والمظاهرات كسبيل وحيد لاسترداد حقهم الذي تثبته الوثائق والمستندات، كما ان وقائع حي الشيخ جراح اظهرت ان الكيان الإسرائيلي ليس أكثر من قوة غاصبة، وليس "دولة مؤسسات" كما يروج له، وانه يمارس مخططه الاستيطاني ضد الفلسطينيين بكل الوسائل المتاحة؛ ومنها القضاء الذي أصبح الأداة المنفذة للسياسة الإسرائيلية على رغم الدعاية المزيفة التي كسبه هذا القضاء من خلال محاكماته للقادة الإسرائيليين.

الشباب الفلسطيني يأس من الدول العربية وجامعتها التي تقف متفرجةً، ووجد الفلسطينيون انفسهم لوحدهم في مواجهة هذه القوة الغاصبة فخرج وأعلن عن عزمه في استرداد حقه بعد أن خذله الصديق وباعه من كان يهتف باسمه من قوى التطبيع ودعاة السلام المزيف.

واذا كان للدول المطبعة حياء فأنها يجب ان تكون محرجة الآن مع أحداث القدس وما يجري للفلسطينيين، ولعل ما يجري اليوم هو اول الثمار التي يجنيها الاحتلال من هذا التطبيع.

العالم