kayhan.ir

رمز الخبر: 130409
تأريخ النشر : 2021May01 - 20:02

بايدن وتجرعه لكأس المهانة


رغم الاعتراف المسبق للادارة الاميركية الديمقراطية برئاسة "جو بايدن" بفشل سياسة الضغوط القصوى التي مارسها سلفه الجمهوري ترامب واعلانه بانه سيتبع النهج الدبلوماسي لاحياء لاتفاقية النووية، الا انه لم نلحظ لحد الان ان يقدم على أية خطوة عملية لرفع العقوبات ما عدا التهريج باننا مستعدون لذلك اما عند الحديث عنها فهم يقسموها الى عقوبات نووية ممكن رفعها وغير نووية لايمكن المس بها.

لكن ما يثير السخرية والتشكيك بالنوايا الاميركية ان يقدم الرئيس بايدن في نفس الوقت على اتخاذ العديد من الاجراءات ضد ايران تزامنا مع المفاوضات الجارية في فيينا والتي تهدف اساسا الى رفع جميع العقوبات وعودة اميركا الى الاتفاق النووي لكننا نرى انه يذهب في الاتجاه المعاكس لفرض المزيد من الضغوط في الوقت الذي يعلن انه يريد انتهاج الاسلوب الدبلوماسي للعودة الى الاتفاق لكن تعامله المعادي لايران عبر استخدام الضغوط الذكية كما يسميها يثبت عكس ما يدعيه وهو اعادة خلية العمل الاسرائيلية الاميركية ضد ايران والتي تشكلت في عهد اوباما وتعيين معمار العقوبات على ايران "ريتشارد نفيو" مساعدا لـ "روبرت مالي" ممثل اميركا في الشأن الايراني اضافة الى منع تحويل الاموال الايرانية المجمدة لدى الدول الاخرى وهكذا اعطاء الضوء الاخضر للكيان الصهيوني للقيام بعمليات تخريبية في ايران وغيرها من الاجراءات الاخرى.

ولا شك ان التخبط الاميركي المفضوح مدروس ومخطط له من قبل ادارة بايدن في استمرار الضغوط على ايران واتخاذ ما يلزم من اجراءات معادية في ظل اجواء مفاوضات فيينا بذريعة انه ينتهج الدبلوماسية مع طهران وهذا الامر لم يعد خافيا على احد. فقد اعلن أبان حملته الانتخابية بأنه يريد انتهاج سينتهج اسلوب ذكي لمواجهة طهران بعد ان فشلت سياسة الضغوط القصوى الذي انتهجها سلفه لاحتواء ايران.

ومن الغباء ان نفرق بين الديمقراطيين والجمهوريين في نظرتهم للثوابت الاميركية وسياستها الخارجية فالاثنان ينهلان من منبع الشيطان الاكبر وروحه الاستكبارية في الحفاظ على المصالح اللامشروعة لبلادهم وهم أبعد ما يكونوا من الالتزامات الاخلاقية والانسانية.

ولا شك ان احد اساليب الرئيس بايدن الماكرة هو فك العزلة عن اميركا جراء سياسة ترامب العنجهية عبر اعلانه المتكرر في العودة الى الى الاتفاق النووي وجعل ذلك منصة للتعاون والتنسيق مع الاوروبيين في اطالة امد المفاوضات النووية ثانية للحصول على مكاسب من ايران في قضيتي الصواريخ ودورها في الاقليم وهذا هو مجرد حلم لم يشهد النور ابداً وهذا ما اعلنته ايران وعلى لسان قيادتها العليا والتي هي غير قابلة للتاويل والتفسير: ـ بانه لا عودة لاميركا الى الاتفاق النووي قبل الغاء جميع العقوبات والتثبت من ذلك عمليا وهذا خط احمر لا يمكن لا جهة في العالم مهما كانت ان تخرقه.

فايران التي كيّفت نفسها مع اقصى العقوبات ها هي تتعافى في ظل انتهاجها للاقتصاد المقاوم وتعاملها الاستراتيجي مع دول العالم ومنها الكبرى غير مستعجلة في امرها وهي راسخة الاقدام لاقترابها من موعد الانتخابات الرئاسية التي ستكون مفصلية بانتخابها لرئيس شجاع وثوري يتقن لغة التعامل مع اميركا، لكن على الاخيرة التي تعيش حالة الارتباك وضياع الفرصة ان تلملم نفسها للعودة الى الاتفاق النووي وهذا اشبه بالمستحيل قبل ان تلغي جميع العقوبات للقبول بها كعضو ايجابي والا ستبقى خلف الابواب الموصدة تلعق جراحها وان لم ينتهز بايدن الفرصة سيخرج هو الاخر من البيت الابيض يائسا مذعورا كسلفه ترامب الذي خسر جميع أوراقه أمام ايران.