kayhan.ir

رمز الخبر: 130263
تأريخ النشر : 2021April28 - 19:55

السعودية ومراجعة الحسابات الخاطئة


اطلق ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان تصريحات تدعو الى علاقات طيبة مع الجمهورية الاسلامية قائلا: (ان ايران دولة جارة والمملكة تطمح ان تكون لديها علاقات جيدة ومميزة معها بما يخدم مصالح البلدين(.

بشكل عام فان ايران كذلك يحدوها امل ان تكون علاقاتها مع السعودية وجميع الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي علاقات ايجابية وبناءة وحيوية بعيدا عن اية مشاكل وخلافات ومنغصات.

وفي العلاقات الاقليمية يتعين تغليب روابط الجيرة والتفاهم والتضامن على اية اعتبارات اخرى يمكن ان تعرقل مسيرة حماية الامن والسلام طالما ان الغاية هي تعزيز الاخوة الاسلامية وتقوية الاواصر المشتركة في جميع الابعاد.

من الظاهر ان تصريحات ابن سلمان وان جاءت متاخرة بعض الشيء الا انها مشجعة على مستوى مراجعة الذات وتجاوز السلبيات التي تمسكت بها الرياض طيلة الاعوام الماضية والتي اشعلت المنطقة بالحرب على اليمن وفسح المجال للقوات الاميركية والاطلسية لكي تسرح وتمرح في مياه الخليج الفارسي واستخدام قواعدها العسكرية في بعض البلدان الصغيرة لتهديد الامن والاستقرار وتنفيذ الاغتيالات في المنطقة وضد الجمهورية الاسلامية تحديدا.

المؤكد ان تأزم العلاقات الاقليمية عموما والعلاقات الايرانية ـ السعودية خصوصا يعود بالضرر الكبير على شعوب العالم الاسلامي ولا يستفيد منه سوى الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين والقدس الشريف وان المطلوب اليوم تفويت الفرصة لمنعه من توسيع نطاق عدوانيته وبلطجته في الشرق الاوسط.

ولا شك في انّ ايران كانت وما تزال مع لغة الحوار والمنطق للوصول الى علاقات متميزة مع السعودية الا ان الاخيرة استخدمت اساليب التنافر والعناد والتعنت حتى غرقت في مستنقع عقدتها السياسية المكابرة التي ورطتها في حرب طاحنة باتت اليوم تضيق الخناق على الرياض وبما جعلتها تستنجد بالقاصي والداني لانقاذها من هذه الورطة.

واقع الامر ان ايران هي التي لا تريد ان يكون وضع السعودية صعبا نتيجة لسياساتها الخاطئة التي يبدو انها صارت تزين لها التطبيع مع الكيان الصهيوني والاعتراف بـ "اسرائيل" التي تمعن قتلا في الشعب الفلسطيني وتعيث فسادا وارهابا في المنطقة.

ان طهران حريصة على حياة جميع ابناء الامة الاسلامية وهي ستكون سعيدة في اية مساهمة تؤدي الى رأب الصدع وتعزيز المحبة والصفاء والتواصل في ما بينهم.

لكنها ترفض رفضا باتا السماح للصهاينة بان يكونوا عامل زعزعة للسلام في المنطقة وترفض ان يكون لهم موطئ قدم في الخليج الفارسي وستحاسب كل من يعاونهم على تحقيق مثل هذه المؤامرة المريبة.