kayhan.ir

رمز الخبر: 130242
تأريخ النشر : 2021April28 - 19:42

القدس المقاومة


بسام ابو شريف

القدس مرآة فلسطين ، وأهمية ما يحدث في القدس تنبع من أهمية فلسطين ، هذه هي الحقيقة التي يحاول الاحتلال الاسرائيلي طمسها ، اذ لا تحظى جرائم العدو في أنحاء الضفة الغربية بتغطية اعلامية ، لابل تتعرض باستمرار لطمس وابعاد أنظار العالم عما يجري ، رغم أن ما ترتكبه اسرائيل في الضفة الغربية يشكل بأبسط المعايير خرقا للقانون الدولي ، ولمعاهدة جنيف ، وأثبتت التجارب أن دول الغرب قاطبة ، والشرق أحيانا يغضون النظر عن هذه الجرائم التي ترتكب بوحشية همجية لايمكن أن تجد لها مثيلا في تاريخ الاستعماريين .

وللتدليل ، نستطيع مقارنة وحشية وهمجية القوات البريطانية ( التي كلفت وانتدبت لتحضير فلسطين للاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية ) ، لكنها بدلا من ذلك استخدمت أداة قمع وتعذيب ، واضطهاد للشعب العربي الفلسطيني ، ولفتح أبواب هجرة اليهود غير الشرعية وتسليح عصابات الصهاينة لقتل العرب ، اذا ما قارنا هذا بما تقوم به الآن قوات الاحتلال الاسرائيلي نجد أن عنصرية ودموية جيش الاحتلال ، هي تلك التي مارستها عصابات الصهاينة ضد العرب ، وبدعم من بريطانيا منذ العشرينيات .

ان القدس ، وما يجري فيها يختلف عن الضفة الغربية ، ومايجري فيها ، فالقدس أصبحت مقر السفارة الاميركية ، وكافة الدول الغربية لديها قنصليات ، ومراكز استخبارية في القدس ، وهي لذلك تعرف كل ما يجري في شوارع القدس ، وهذا هو مفتاح تحطيم الصمت عما ترتكبه اسرائيل في كل أنحاء الضفة … جرائم ضد الانسان ، والانسانية وعنصرية دموية تصل الى حرق الأطفال في أحضان أمهاتهم ، نحن نعلم أن الغرب لا يكترث للجرائم طالما أنها ضد العرب ، ولاشك أن الجميع يعرف أن الأمر سيكون عكسيا فيما لو كان القتيل يهوديا ، وليس عربيا رغم ذلك علينا أن نمسك بهذا المفتاح ، ونحوله الى مفتاح لكسر أقفال الحصار الاعلامي ، والسكوت على الجريمة ، فكلما طالت واشتدت مواجهات القدس كلما اضطر الغرب للتعليق على الأقل ، وهنا يكمن واجب شباب القدس ، وضواحي القدس والقرى ، والمخيمات المحيطة بالقدس اذ علينا تحويل كل زاوية ، وزقاق ، وشارع الى ميدان معركة بالحجارة ….. بالعصي ، وبكل ما تيسر .

والقدس الشرقية مفتوحة على القدس الغربية ، فلماذا تبقى الصدامات في ناحية واحدة يستطيع شباب القدس ، والضواحي أن يهجروا الشرطة ، والمستوطنين ، فكل سرقة ، ونهب ، وهدم بيت جريمة يعاقب عليها القانون الانساني ، ومكشوفة كل ألاعيب الصهاينة ، وتشكيل فرق قتل ، وارهاب من ضباط ، وجنود المسعربين ، ومن المنخرطين في صفوف جيش الاحتلال وهذا الأمر يجب أن

ان تصعيد التصدي في القدس سوف يجبر العالم ، وحتى حلفاء اسرائيل على الحديث عما يدورفي القدس كما فعل البيت الأبيض أمس ، وسنرى العجب كما رأينا بالأمس في الوقت الذي يسقط فيه مئات من المصلين جرحى في القدس يخرج علينا البيت الأبيض بادانة لاطلاق صاروخ من غزة !!

لاتوجد لغة للتفاهم ، ولايوجد مجال للتخاطب سوى اظهار ميزان قوى جديد في الميدان …. السن بسنين ، والعين بعينين ، والكسر بكسرين ….. لنر حجارة أطفالنا تطير نحو وجوه المعتدين ، وأنوفهم وسيستل شباب القدس من الجعبة أفكارا للمقاومة جديدة ، ووسائل جديدة .

هزت القدس ، وماشهدته من مقاومة بطولية ، هزت البيت الأبيض قلقا على اسرائيل ، وطلبت حكومة الصهاينة ، والبيت الأبيض من الرئاسة الفلسطينية وقف ما يجري ، ومنع التصعيد وحملت الرسالة الاسرائيلية رفضا لاجراء الانتخابات في القدس .

وبرأيي هذا غير مهم الا من زاوية ماتريده الرئاسة الفلسطينية من وراء اثارة الموضوع لربط كل الانتخابات بمشاركة القدس ( وهنا لابد من الاشارة الواضحة ان السلطة تريد موافقة اسرائيلية ، فشرعية الانتخابات مرهونة بموافقة اسرائيل ) ، أصبح هم البيت الأبيض واسرائيل وقف توسع الرفض الشعبي لجرائم اسرائيل ، والنهوض للتصدي بالأجساد لما يحاك وينفذ في القدس ، وجوهر الموضوع ليس منع الفلسطينيين من أداء فريضة الصلاة ، بل كانت تلك الممارسات القمعية القشة التي قصمت ظهر البعير ، فقد جاءت اجراءات التعسف والبطش بعد عاصفة من نهب الأرض في القدس ، وهدم البيوت ، واحتلال أحياء بكاملها مثل حي الشيخ جراح ، وسلوان ، وارتكب المستوطنون ( وهم جنود بلباس مدني ) ، مدعومين بالجيش المحتل جرائم لاتوصف ضد الفلسطينيين العزل على مدى الشهور الأخيرة ، وقتلوا بدم بارد أطفالا ، واعتقلوا المئات .

يسعى الاميركيون ، والاسرائيليون للتعاون مع السلطة لمنع انتشار الهبة الشعبية ، وتحولها الى انتفاضة ضد الاحتلال ، وبدا واضحا تلبك الادارة الميركية ، والحكومة الاسرائيلية وللأسف سارت السلطة في طريق لاحق لها أن تسلكه ، وهو المساومة على دم شباب القدس لكن نرى أنه بقدر ماكانت هبة القدس مفاجئة لاسرائيل ، وواشنطن ، ورام الله ” المقاطعة ” سوف يكون عدم قدرة السلطة على التحكم بحركة الشعب المفاجئة لهم ، لكن سنرى أن رأس السلطة سيستغل هذا لالغاء الانتخابات ، والسير ضمن مخطط بايدن الذي لايختلف عن الذين سبقوه .

آن الأوان أن نتعلم : –

– اوسلو كمين خرجنا منه ، ويجب ألا نسمح بالعودة له .

– كافة اتفاقات اوسلو فرضت من قبل اسرائيل ، وهي ممزقة لدى كل فلسطيني .

– سيادة فلسطين حدودا ، وجوا ، وأرضا ، وبحرا يجب أن تصان ، واستقلال فلسطين يجب أن يعني دولة كاملة السيادة ، وعاصمتها القدس الشريف (الشرقية ) .