kayhan.ir

رمز الخبر: 130135
تأريخ النشر : 2021April26 - 19:58

طهران ـ بغداد.. بوابة استقرار المنطقة


زيارة الوزير ظريف لبغداد في هذه الظروف الحساسة والدقيقة التي تمر بها المنطقة، تكتسب اهمية كبيرة سواء على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية المتنامية والمبنية على شراكة استراتيجية لما يناسب حجم البلدين وطاقاتهما لخدمة الشعبين العراقي والايراني اللذين يرتبطان بعلاقات تاريخية ودينية وثقافية وثيقة قد لا تجدها بهذا المستوى المميز في علاقات أي شعبين متجاورين على هذه المعمورة، أو على صعيد تخفيف التوترات في المنطقة.

فالزيارة بحد ذاتها تأتي في المسار الطبيعي لعلاقات البلدين الحميمة الا انها في نفس الوقت تعكس ارادة الجانبين لازالة التوترات في المنطقة والتي يعود نفعها على جميع شعوبها والأهم من كل ذلك يحد من التدخلات الاجنبية خاصة الاميركية للاستثمار في بؤر التوتر خدمة لمصالحها اللامشروعة.

ولم يعد سراً فايران الاسلامية ومنذ سقوط الطاغية صدام وقفت مع العراق شعبا وحكومة وقدمت كل وسائل الدعم له حتى الدماء في مسئلة القضاء على داعش والحفاظ على وحدة العراق وأراضيه وهي بالتالي تحترم سيادته كاملة ولا تتدخل في شؤونه وهذه هي من الثوابت الايرانية في اطار الاحترام المتبادل والنظر الى الاطراف المتحالفة معها.

ونظرا للعلاقات القوية والمتطورة مع العراق ودوره الاقليمي والمحوري الذي تنظر اليه طهران باهتمام كبير خاصة بعد ان برز دوره كلاعب مهم في المنطقة عقب هزيمة داعش التي ارادت الولايات المتحدة الاميركية ان تستثمر فيها لثلاثين سنة خدمة لاهدافها الاستعمارية، اصبح هذا التقارب اكثر التحاما وتنسيقا للقيام بمسؤوليتهما التاريخية في الحفاظ على المنطقة وازالة التوترات فيها.

وما اكد عليه الوزير ظريف في بغداد بان العراق يلعب دورا محوريا وهاما في المنطقة ليس اعتباطا بل هو قناعة راسخة لدى طهران بان موقع العراق الاستراتيجي ومكانته الخاصة في العالمين العربي والاسلامي احتضانه المراقد المقدسة لائمتنا الاطهار عليهم السلام ووجود الحوزة الدينية في النجف الاشرف وضعه في موقع متقدم يستطيع ان يلعب هذا الدور لتخفيف التوترات الاقليمية وهذا ما رحبت به طهران لانه يصب اساسا في مصلحة شعوب المنطقة واستغنائها عن أي تدخل خارجي واعبائه المكلفة، ناهيك عن انه وجوده هو اساس للتوتر واثارة الازمات.

ايران الاسلامية التي تؤكد باستمرار على شراكتها الاستراتيجية مع العراق والتي تعتبرها عمقا لها، تضعها في سلم اولوياتها في العلاقات مع دول الجوار وفقا لمبدأ حسن الجوار الذي لا تحيد عنه وهذا ما ذهب اليه خطيب زاده الناطق الرسمي باسم الخارجية الاسلامية حيث جزم وبالحرف الواحد: ان استقرار العراق وأمنه وتنميته هو أستقرار وأمن وتنمية لنا ايضا، وهذا ما يقطع الطريق على الدخلاء الاقليميين والقادمين من وراء البحار لدس انفهم في علاقات البلدين الرصينة التي تلفظ مثل هذه الحالات الشاذة... انها علاقات متجذرة في التاريخ وهي اليوم تنمو وتزدهر باضطراد رغم كيد الحاسدين والحاقدين وستكون بالتاكيد بوابة لاستقرار المنطقة وأمنها.