سوريا الصمود والانتصار لن تقهر
مهدي منصوري
لا يختلف اثنان ان الظروف الاستثنائية التي عاشتها سوريا خلال عقد من الزمان قد فرضت عليها من قبل اميركا والصهاينة بالدرجة الاولى وحلفائها من الدول الخليجية والاوروبية من جهة اخرى لاجل ان تخرج من محور المقاومة والممانعة لتذهب مكرهة الى محور الشر والعدوان والتطبيع. ومن خلال نظرة سريعة لمجريات الاحداث نجد ان محور الشر هذا قد استخدم ما يمكنه من الاساليب والطرق اللاانسانية واللااخلاقية للوصول الى الهدف الذي رسموه في مخيلتهم.
وبطبيعة الحال فان تلاحم الشعب السوري ووقوفه خلف جيشه الباسل وبمساهمة ودعم القوى الاخرى التي تحالفت معهم استطاعوا ان يغيروا من مسيرة الاحداث وبالطريقة التي أفشلت فيه كل المحاولات المحمومة والاجرامية على صخرة هذا الصمود. واستطاعت سوريا ان تحافظ على وحدة شعبها واراضيها بما قدمته من تضحيات جسام.
ومن الطبيعي جدا ان الموقف السوري الصلب والصامد و الذي تمثل بتحقيق الانتصارات قد شكل حالة من الحنق والغضب لدى محور الشر لانه لم يستطع من خلال حرب عسكرية ان يصل الى هدفه المشؤوم. مما وصلت قناعة المجتمع الدولي ان الازمة السورية لايمكن حلها عن طريق الحرب بل لابد من الذهاب الى الحل السلمي. وقد رحبت دمشق بذلك و شاركت في كل المؤتمرات التي انعقدت في جنيف وغيرها من اجل انهاء هذه الازمة الا ان فذلكة الحل السلمي قد انكشفت للجميع وبصورة مخزية من خلال فرض بعض الارادات والحلول التي لا تخدم الشعب السوري ومستقبله.السياسي والاقتصادي بل العودة به الى اخضاعها من جديد ومن خلال هذا الاسلوب الملتوي وغير السوي فهمت دمشق ان لعبة الحل السلمي لم تكن سوى مؤامرة خادعة لتقسيمها وتشتيت شعبها والتي عجزت عن تحقيقها اميركا وحلفاؤها عن طريق الضغط العسكري.
واخيرا نجد ان اميركا والغربيين الذين كانوا الحماة الحقيقيين للمجاميع الارهابية والجماعات المعارضة المعادية للحكم السوري بالعمل على نشر التقارير الكاذبة والخادعة واتهام دمشق بانها خلال فترة العدوان الاميركي الصهيوني السعودي انتهكت فيه حقوق الانسان وغيرها من الاكاذيب بحيث افضى الامر الى تكثيف الحصار على الشعب السوري خاصة منع وصول اللقاح ضد كوفيد 19 لسوريا.
وقد اعتبرت الخارجية السورية ان ما شهده مجلس الامن في جلسة حول ما يسمى بالوضع الانساني في سوريا هي فورة من فورات النفاق الاميركي والغربي غير المسبوق بحق سوريا.بحيث وجهت دمشق خطابها لوزير الخارجية الاميركي بالقول "ان مكنونات الحقد وعمى الالوان الذي تعاني منه الادارة الاميركية الحالية وما سبقها من ادارات يؤكد سقف النفاق والتضليل والكذب في الخطاب الاميركي والذي لا يليق بسياسة دولة تطلق على نفسها "الدولة العظمى".
واخيرا نخلص بالقول ان سوريا الصمود والمقاومة لايمكن ان تفت في عضدها تلك التصرفات العدوانية الاميركية الهوجاء وستبقى شوكة في عيونهم وللابد.