هل تنطلي مناورة التصريحات الامريكية على ايران؟
جاك سوليفان مستشار الامن القومي في البيت الابيض اعلن في كثير من الغموض ان هناك امتثالاً متبادلاً بين واشنطن وطهران وبدأتا اتصالات غير مباشرة من خلال اوروبيين واخرين ينقلون رسائل عن الكيفية التي يمكن بها استئناف الالتزام بالاتفاق النووي.
يرى مراقبون سياسيون، ان تصريح سوليفان عن وجود اتصالات غير مباشرة مع ايران، بالامر الطبيعي في هذه المرحلة، واكدوا ان الجانب الامريكي بات متيقناً ان الحل لأزمة العودة الى البرنامج النووي لا يمكن ان تتم الا من خلال التواصل مع المسؤولين الايرانيين.
كما اعتبروا الهدف من وراء تصريح سوليفان حول بدء نوع من المفاوضات غير المباشرة مع ايران، انما هو محاولة اثارة الجانب الايراني او اظهار عدم صدقية المسؤولين الايرانيين الذين اعلنوا من انهم لن يدخلوا في مفاوضات للعودة الى الاتفاق النووي ما لم يتم رفع جميع الحظر المفروض على ايران، مشيرين الى ان سوليفان يريد من خلال هذا الاعلان ان المفاوضات تتم بأطر سرية.
واوضحوا، ان الجانب الايراني في الاساس لم يرفض فكرة المفاوضات ولكن اوكل الجانب الاوروبي بالتدخل كوسيط، ووضع سقفاً لهذه المفاوضات وهي كيفية عودة الامريكيين الى الاتفاق النووي ورفع الحظر، اما غير ذلك من الامور الاخرى فانها ستكون خارج النقاش.
في المقابل، اعتبر مسؤولون بريطانيون، ان هناك اتصالات في غاية من الدقة لا يُعرف عنها شيئاً، ووصفوها بانها اتصالات دبلوماسية على مستوى عال وهي في مرحلة المناقشة.
وقالو: ان بايدن منذ ان اصبح رئيساً توجه اولاً الى الملف الايراني، واعلن رغبته في عمل اتصال وعلاقة مع ايران خاصة وان دول الشرق الاوسط العربية مشتعلة طوال الوقت.
واضافوا، ان بايدن ووزير خارجيته بلينكن وكذلك رئيس المخابرات المركزية السي آي ايه، قد كرهوا مشاكل الدول العربية وحروبها والبليات التي تجلبها للعالم، فيما يرون انه هناك قوة وحيدة توجد في المحور الجديد بين ايران والولايات المتحدة.
في السياق ذاته، خبراء ايرانيون، اكدوا ان ايران تعكس الواقع بكل شفافية على وسائل الاعلام وهو بما ان امريكا تخلت وانسحبت من الاتفاق النووي، عليها ان تعود الى النقطة الاولى ان ارادت احياء هذا الاتفاق، مشيرين الى ان هناك تطورات اخرى تحدث خلف الستار تحدد طبيعة هذه المفاوضات والتي عليها ان تجتاز ثلاث مراحل.
وبينوا ان المرحلة الاولى هي المفاوضات التمهيدية والثانية المفاوضات الرئيسية، والثالثة ان تكون ما بعد المفاوضات، وقالوا: ان المرحلة الاولى يجب ان تكون المفاوضات للتفاوض، بمعنى تحديد اطار التفاوض، ووصفها بالمرحلة المهمة وان لم يتمكن المسؤولون الايرانيون من اجتيازها والتحاور من اجلها فانه لا يمكن الانتقال الى المرحلة الاخرى.
ورأوا ان الامريكيين يريدون اكثر مما يعلنونه في مواقفهم في وسائل الاعلام فيما يؤكد المسؤولون الايرانيون ان لم يتم اجتياز المرحلة التمهيدية فلن يكون هناك تفاوض.
كيف يقرأ كلام البيت الأبيض عن اتصالات دبلوماسية غير مباشرة مع ايران؟
ماذا يعني اصرار طهران على ثوابتها بضرورة رفع الحظر الامريكي أولا؟
هل تنجح مهمة الوسطاء الاوروبيين بنقل رسائل كيفية استئناف الاتفاق؟