تخويل أممي ل "اسرائيل" بالعدوان على سوريا
مهدي منصوري
يلف الاستغراب والتساؤل كل المراقبين للشأن السوري للصمت الدولي القاتل تجاه الاعتداءات الصهيونية المتكررة التي تنتهك السيادة السورية من دون مراعاة لاي من الاعتبارات والمواثيق الدولية. مما اشار هؤلاء المراقبون الى ان الكيان الصهيوني الغاصب قد اخذ تخويلا من الامم المتحدة ومجلس الامن ليقوم بهذه الاعتداءات الجبانة.
والسؤال الذي يطرح نفس لو ان اي دولة كانت في العالم اقدمت على ما يقوم به الكيان الصهيوني، هل يلتزم مجلس الامن الصمت ام انه يقيم الدنيا ولا يقعدها وتصدر منه بيانات الاستنكار والتنديد وترمل الموفدين لتطويق الامر وغيرها من الاجراءات. بينما ما نراه هو العكس مما يحدث لسوريا. وعلقت اوساط اعلامية وسياسية على هذا الامر بالقول ان سوريا التي تكالبت عليها الدول المعادية كاميركا والكيان الصهيوني وبعض الدول الخليجية بارسال الارهابيين لاسقاطها ومجيء بحكومة تنسجم مع توجههم الاستسلامي ولكن محاولاتهم رغم قسوتها على الشعب السوري الا ان الجيش السوري وبمساندة الشعب تمكنا ان يصمدا امام هذا المخطط الاجرامي واستطاعت دمشق ان تقف على قدميها وتكون حجر عثرة امام كل المشاريع خاصة هزيمة "داعش" والمجاميع الارهابية وبصورة لم يكن يتوقعونها مما عكس مدى فشلهم الذريع في هذا المجال.
ومن الواضح وكما كانت تؤكد المؤشرات ان اميركا والسعودية وغيرها من الدول ارادت ان تكون سوريا منطلقا او مركزا لتحقيق دولة الخلافة الارهابية وبذلك اخراج سوريا من محور المقاومة والممانعة الى محور الذل والاهانة وهو محور التطبيع مع الكيان الغاصب.
ولانغفل ان الامر لم يقتصر على الكيان الصهيوني بل ساندتها في هذا الامر تركيا التي كانت تدرب وتهيئ الارهابيين وتقدم الدعم اللامحدود لهم وارسالهم الى سوريا لمحاربة الجيش والشعب السوري.
الا ان الصمود والصلابة السورية في موقفها والتي تمثل بافشال كل المخططات الخبيثة والحاقدة قد افقد اعداءها صوابهم بحيث لم يبق لهم سوى التحركات الايذانية والتي يتبناها الكيان الغاصب من خلال قصف بعض المواقع في الداخل السوري لفتح معارك جانبية تخدم داعش ومن يقف وراءها.
واخيرا والذي لابد من التاكيد عليه ان سوريا البطولة والفداء لايمكن في يوم من الايام ان ترفع الراية البيضاء او تتراجع عن موقفها الثابت الا وهو مواجهة كل المحاولات اليائسة ضد محور المقاومة، وبطبيعة الحال فان النصر حليفها لانها تدافع عن حق شعبها من اجل العيش بحياة كريمة مع الحفاظ على وحدة اراضيها بالدرجة الاولى وان تدير شؤونها بايدي ابنائها والحفاظ على سيادتها واستقلالها وسيكون ذلك لها رغم الاحقاد الدفينة لاعدائها وعملياتهم الايذائية التي لن تنفعهم ابدا بل ستدفع الشعب السوري الى المزيد من الصمود والتلاحم والتصدي لمواجهة الاعداء سواء كانت المجاميع الارهابية وغيرها وهذا ما سيتثبته المستقبل عندما تتفرغ لهم بعد دحر الاحتلال الاميركي والناتو والتركي وتحرير كل اراضيها من دنس الارهابيين الذي يجثمون على صدر بعض مدنها وقراها.