نصر الله: التدويل و«الفصل السابع» مرفوضان وهما دعوة إلى احتلال لبنان سننتصر مجدّداً على داعش… وإن فرضت «إسرائيل» حرباً سنخوضها
أوضح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن لا أحد في لبنان لا يريد تأليف حكومة جديدة، بينما هي مصلحة الجميع. ورفض الكلام عن انتظار النووي الايراني واعتبره ممجوجا ولا مكان له، لافتاً إلى أن انتظار الخارج لن يؤدي إلى أي نتيجة، وأن الضغوط قد تدفع البعض إلى التمسك بمواقفه.
كما شدد السيد نصر الله على أنه من غير المنصف تحميل مسؤولية عدم تأليف حكومة لرئيس الجمهورية.
بيّن تفهم حزب الله لإصرار الرئيس المكلّف على وزارة الداخلية، فالثنائي الشيعي عندما تمسّك بالمالية تفهّمه الجميع، لذا هو يتفهّم الآخرين، كما ابدى تفهّما لوجود قلق من حصول حزب واحد على ثلث معطل، بينما لا يتفهّم الإصرار على حكومة من 18 وزيراً، فيما تعتقد بعض الشرائح أن الهدف من ذلك هو إلغاءها، وتمنّى إعادة النظر بهذه النقطة والذهاب إلى حكومة أوسع لطمأنة الجميع، لأنها قد تسهّل الأمر».
وأكد أنّ الكلام عن قرار دولي تحت الفصل السابع مرفوض ومستغرب وهو دعوة إلى الحرب وإحتلال لبنان من قوات أجنبية. وأعلن السيد نصر الله في كلمته بذكرى القادة الشهداء أن حزب الله لا يقبل من أحد الحديث عن قرار فصل سابع مهما كان السبب كما لا يمكنه المجاملة في ذلك، مشدداً على أن الحديث عن التدويل أيضاً من خلال أخذ الملف اللبناني إلى الأمم المتحدة يضر بلبنان وسيادته ويعقد الأمور فيه.
وأضاف أن التدويل قد يكون غطاءً لاحتلال جديد والدول التي يدعونها، والتي لن تقدم مصحلة لبنان أولاً لأن لديهم مصلحة «إسرائيل» أولاً.
وأوضح في هذا السياق، أن ما يجري ضد حزب الله من اتهامات هو خارج كل الأعراف والشرائع والقواعد القانونية. وكذلك التعامل مع حزب الله على أنه متهم وقاتل ومسؤول حتى تثبت براءته.
السيد نصر الله وإذ أكد وجود استهداف ممنهج ومدبر ومدفوع الثمن ضد حزب الله، شدد على أن الحملة فشلت في تشويه صورة المقاومة لدى بيئتها وجمهورها.
ولفت إلى أن الجوقة هدفها السباب والشتائم لحزب الله من دون أيّ حجة، وهو أمر يعبّر عن أصحابه، كما أنّ الذي يشتم يعبّر عن ضعف وعجز.
ودعا جمهور المقاومة ومحبّيها إلى عدم المقابلة بالمثل في ما يتعلق بالسباب، مشدّداً على أننا أقوياء ولسنا محبطين لكي نقابل هذه الحملات التي لا تؤثر علينا بالمثل.
وأشار إلى أنّ الكيان «الإسرائيلي» تقتل اليهود أنفسهم من أجل خدمة مشروعها وقد قامت بعمليات قتل كثيرة في دول مختلفة بحق اليهود الذين رفضوا الذهاب إلى فلسطين.
وفيّما يعنى بأدوات الحرب الناعمة، رأى السيد نصر الله أنّ هناك من يريد أن يأخذ البلد إلى الانفجار من خلال ما يجري على وسائل التواصل الاجتماعي. ولفت في هذا السياق، إلى أنّ تل أبيب وواشنطن وحلفاءهما يعلنون أنهم يشكلون جيوشاً الكترونية لإثارة الفتن والخلافات، داعياً إلى الحضور القوي على وسائل التواصل الاجتماعي مع الالتزام بالوعي والأدب وعدم الاساءة.
وأشار السيد نصر الله إلى العلاقة مع التيار الوطني الحر، قائلاً «إنّ 15 عاماً مرت وهذا التفاهم صمد ومستمرّ على عكس التفاهمات والتحالفات في لبنان، وهو حقق مجموعة من المصالح للبنان والطرفين».
وأضاف أنّ حزب الله لا يوافق على خروج بعض الملاحظات السلبية حول التفاهم في بيان للتيار الوطني، والتي تعطي مادة للمتربصين، مؤكداً متانة العلاقة مع الحلفاء والحرص على تطويرها».
أما عن قضية انفجار مرفأ بيروت جدد السيد نصر الله موقفه بأن من واجب الجهة المعنية في القضاء اللبناني الإعلان عن نتائج التحقيق.
وأكد أن البعض قال أن قيمة التأمينات المستحقة لعوائل الشهداء والمتضررين قد تصل إلى 1.2 مليار دولار. بينما تقول بعض عوائل الشهداء أن شركات التأمين ترفض دفع بدلات التأمين قبل معرفة حقيقة ما حصل، كما أن بعض الشركات تعرض 30% فقط من قيمة التأمين.
دولَيا، أكد انّ «كلّ ما يجري في المنطقة يتأثر فيه لبنان شئنا أم أبينا، ونحن نسجل اليوم القلق الاسرائيلي الواضح والقلق السعودي الواضح، والملف النووي الإيراني يجب مواكبته ونحن أمام مشهد الثبات والصمود والشموخ للجمهورية الإيرانية، وبأصعب الظروف إيران تحملت أقصى العقوبات ولم يتبدل موقفها المدافع عن مصالحها وقيمها».
وعن الملف السوري، لفت إلى انّ «التطورات في سورية مهمة مع مجيء ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن ننتظر أجوبة على عدة اسئلة»، مشدّداً على انّ «من ألحق الهزيمة بداعش بما مضى سيلحق الهزيمة بها مرة جديدة، ولا يجوز ان يكون اي تحرك باتجاه داعش دفاعياً بل يجب ان يكون هجومياً، ويجب ان لا يعطى فرصة جديدة لإعادة إحياء داعش في المنطقة من جديد»، معتبراً انّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تريد البقاء في سورية والعراق من خلال إعادة إحياء «داعش» في البلدين والمنطقة.
وقال:» يبدو أنّ الأولوية للولايات المتحدة اليوم هي الصين ومن ثم روسيا وهذه التحديات الاقتصادية للإدارة الأميركية الجديدة وسط جائحة كورونا جعلتها تقارب الملفات بواقعية في ظل الصمود الفلسطيني والصمود الإيراني «.
كما أكد انّ «الملف الفلسطيني سيكون حاضرا بقوة هذه السنة كما كان في الماضي، ونلاحظ ان لا أحد يتكلم اليوم عن صفقة القرن، ويبدو انه عند رحيل الرئيس السابق دونالد ترامب وجاريد كوشنر إما انتهت هذه الصفقة أو في حالة سقوط أو تراجع وهذا مقلق جداً للإسرائيلي والسعودي».
وتابع السيد نصر الله قائلا لـ «الإسرائيليين»: لا نبحث عن حرب لكن إن حصلت وفرضتم حرباً سنخوض هذه الحرب وإذا ضربتم مدننا سنردّ بالمثل وإذا استهدفتم قرانا سنقصف مستعمراتكم مضيفا لا أحد يضمن ألا تتدحرج «الأيام القتالية» الى حرب واسعة.
واستذكر السيد نصر الله الذكرى الـ 42 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، لافتاً إلى انّ الجمهورية الإسلامية صمدت وتطورت على كلّ صعيد حتى باتت قوة إقليمية عظمى يحسب لها كل حساب.
واعتبر أن الثورة الإسلامية تشكل حجة على كلّ شعوب العالم بحضورها في الساحات للحفاظ على سيادتها وحريتها لتحجز لها مكاناً في الاقليم أو المنطقة.
وأشار إلى أنّ البحرين حولها حكامها إلى قاعدة للتطبيع مع العدو والتآمر على القضية الفلسطينية، وإلى شعب البحرين كل التحية والدعم والمساندة والتأييد ومع ذكرى قادتنا الشهداء وذكرى تحرير مدينة صيدا وجوارها بفعل المقاومة، كل المقاومة».
عن محطات الشهداء القادة رأى السيد نصر الله أنّ من جملة الصفات المشتركة بين القادة هي الذوبان في مشروع المقاومة حيث لم يكن لديهم أي هدف أو مشروع آخر. مشيراً إلى قدرات المقاومة الكبيرة والمتطورة اليوم بينما كانت في المرحلة السابقة مع الشهداء القادة في ظروف مختلفة، والذين تحملوها من أجل تطوير هذا المشروع.
وأوضح السيد نصر الله أنه عندما كان جنوب لبنان يمتلىء بعشرات الاف الجنود «الإسرائيليين» كان الشيخ راغب حرب يرفض المصافحة، وكرس هذا الموقف سلاحاً شكل التحول إلى المقاومة المسلحة. كذلك كان هم الشهيد الحاج عماد مغينة تطوير هذه المقاومة كماً ونوعاً، والسيد عباس الموسوي التي كانت وصيته الأساس حفظ المقاومة.
البنا