kayhan.ir

رمز الخبر: 127110
تأريخ النشر : 2021February16 - 19:51

صمود سوريا يدفع اميركا للتخبط


ما اعلنه البنتاغون بتخلي اميركا عن آبار النفط السورية وفي المقابل انشاء قاعدة عسكرية في محافظة الحسكة عند المثلث الحدودي السوري ـ العراقي ـ التركي، لفت انظار المراقبين الى التناقض الحاصل في ظل الادارة الجديدة للرئيس بايدن الذي بدأ مشواره وهو يتخبط في قراراته تجاه الملف السوري الذي اصبح يثقل كاهل اميركا جراء هزيمة مشروعها في سوريا والمنطقة وهو اليوم يحاول لملمة ذيوله والفرار بقواتها من المنطقة لان قوى المقاومة اقسمت ان تطهر اراضيها من لوث ارجاس هذه القوات.

والسؤال المشروع الذي يطرحه نفسه هل ان هذا التخلي عن آبار النفط وانشاء قاعدة عسكرية جديدة هو تخلي عن قوات "قسد" التي هي مجرد ورقة لا اكثر، تبيعها اميركا في سوق النخاسة عندما تقضي مصالحها. ويرى البعض أن قرار الانسحاب الاميركي من آبار النفط السورية يأتي لتحسين صورتها بعد فضيحة ترامب الذي اثبت للعالم وعبر سرقته للنفط السوري بأن اميركا مجرد لص حكومي رسمي وبامتياز.

فهل تفسر هاتين الخطوتين اعادة للتموضع؟! أو مراجعة جديدة لسياستها؟ كل الامور والشواهد تذهب على ان اميركا لا تستطيع البقاء في أي من دول المنطقة لذلك قد تلعب بهذا الاوراق للحصول على مكاسب قبل ان تترك المنطقة خاصة وان انتخابها لموقع القاعدة العسكرية الجديدة في المثلث الحدودي هو للضغط على روسيا وتركيا ايضا واضعاف وجودهما في المنطقة.

وبالطبع ليس هناك فارق استراتيجي بين الرؤساء الاميركيين سواء كانوا ديمقراطيين ام جمهوريين، لان من يتخذ القرار النهائي هم اصحاب القرار في الدولة العميقة التي تضع نصب اعينها المصالح الاميركية اولا.

ومما لاشك فيه ان الرسائل الاميركية المتناقضة لدمشق والتي تأتي عقب فشلها الذريع في اسقاط الدولة السورية رغم استخدامها للضغوط القصوى ضد هذا البلد، يؤكد تخبط السياسة الاميركية واخطاها القاتلة تجاه سوريا. وهذا ما حذر منه جفري فيلمتان السفير الاميركي الاسبق في لبنان والذي وجه نقدا خطيرا للادارة الاميركية وطالبها بمراجعة حساباتها تجاه الرئيس الاسد، وهذا هو اعتراف صريح بفشل السياسة الاميركية واخطاءها تجاه سوريا وقائدها الاسد.

واذا كان قرار ادارة بايدن الجديدة هو ترتيب الاولويات في سوريا والخروج بمكاسب تخدم المصالح الاميركية على حساب سوريا فهو قرار واهم وخاطئ ولا يجلب لها سوى المزيد من المتاعب والاخطاء وليس امام هذه الادارة سوى الاعتراف بالحقيقة لان تواجد القوات الاميركية غير الشرعية على الاراضي السورية تحت يافطة قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش، مجرد شماعة مزيفة للتضليل الرأي العام العالمي والداخلي، في وقت يعلم الجميع وهذا ما اعترف به قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري بان داعش صناعة اميركية تستثمر بها متى وكيف ما تشاء وفقا لمصالحها وغير مكترثة لا بدماء الشعوب ولا بمصالحهم وهذا هو قمة الطغيان والاجرام الاميركي بحق الشعوب لكن ما هو مؤكد ان التناقض والتخبط الاخير في رؤية بايدن تجاه سوريا ناجم عن صمود سوريا وشعبها ومعها محور المقاومة في افشال المشروع الاميركي وهزيمته نهائيا.