اميركا ولعبة خلط الاوراق في العراق
مهدي منصوري
منذ الغزو الاميركي الغاشم للارض العراقية بذريعة ازاحة صدام المقبور لم يذق العراقيون طعم الراحة والاستقرار وعلى مدار 16 عاما ونيف ومن تدخلها السلبي في الشأن العراقي وبجميع مفاصله وقيامها ببعض التصرفات الممنهجة والمعد لها سلفا في سبيل ان يبقى العراقيون في حالة من القلق والارباك، وواضح ان كل ما قامت به وتقوم به اميركا في العراق هو من اجل استمرار بقائها على الاراضي العراقية والهيمنة على كل المفاصل السياسية والاقتصادية وغيرها في هذا البلد.
وقد قالها قائد القوات الاميركية آنذاك بترايوس من ان اميركا غزت العراق لتبقى مائة عام مما يعني ان الموضوع متفق عليه والملاحظ ان الادارات التي تعاقبت على الحكم في اميركا تحمل نفس التفكير والتوجه الذي صرح به بترايوس وذاكرة العراقيين ان تنسى ما فعلته اميركا في اعوام 2005 الى 2007 عندما الهبت الشوارع العراقية وفي كل المحافظات بالتفجيرات من خلال العبوات الناسفة والسيارات المفخخة وغيرها من اجل خلق من حالة الاحتراب المذهبي الداخلي لتصديع الجبهة الداخلية واستمرت على هذا المنوال ولازالت ولحد هذه اللحظة والشواهد لم تكن بعيدة بدعمها اعمال العنف والتدمير التي مورست في التظاهرات العام الماضي.
وبطبيعة الحال فان مثل هذه التصرفات لابد ان تنعكس لدى العراقيين وبالاتجاه المعاكس الا وهو تاجيج روح الرفض للتواجد الاميركي على الارض العراقية ومن اجل ان تزول حالة القلق والرعب المستديم لابد من العمل على اخراج هذه القوات وبأي طريقة او اسلوب متاح لها وهذا حق طبيعي كفلته كل المواثيق الدولية في الحق للشعوب واذا واجهت احتلالا اجنبا ان تسلك طريق المقاومة ان عجزت الدبلوماسية عن ذلك.
واما ما شاهدناه من استهداف للقواعد الاميركية اخيرا والطريقة التي ينفذ بها يهدف تحقيق هدفين لاميركا الاول وهو اصدار الاتهام مباشرة للمقاومة من دون اي تروي او تحقيق لتشويه سمعتها ومحاولة وضعها في مواجهة مع الحكومة. والثاني ايجاد ذريعة لاعداء الشعب العراقي من التمسك ببقاء هذه القوات حفاظا من الوقوع في حالة من الفوضى فيما اذا خرج الاميركان.
وما حدث بالامس من استهداف قاعدة الحرير الاميركية ومطار اربيل والتي تبنته جهة غير معروفة لدى الاوساط العراقية والتي اطلقت على نفسها " سرايا اولياء الدم" ´والذي دمرت فيه طائرة حربية وقتل فيها عدد من الاميركان ورد الفعل الذي رافقتها وضع المراقبين في حالة من الضبابية وعدم الوضوح والمعلومات التي ترسبت عن الاجهزة الامنية ان القاعدة المتحركة التي انطلقت منها الصواريخ والتي كانت عددها24 صاروخا تم العثور عليها داخل مدينة اربيل اثار فضول المراقبين والمحللين لان محافظة اربيل محصنة امنيا وبصورة يصعب القيام بمثل هذا العمل وبهذه السهولة. والجهة التي تبنت العملية لم تكن ضمن فصائل المقاومة الاسلامية المعروفة وكما اشارت بعض المصادر الاعلامية ان حالة الرفض للوجود الاميركي لدى العراقيين جعلتهم يتفنون في طريقة مواجهة تواجد الاميركان في قواعدهم. واخيرا وكما يعتقد جميع العراقيين ان التواجد الاميركي في العراق الى ما لا نهاية وكما اجمعت عليه اغلب الاوساط السياسية والعسكرية العراقية قد يعتبر المزيد من المشاكل مما يفرض على الحكومة العراقية تطبيق قرار مجلس النواب القاضي باخراج القوات الاميركية فورا لكي يعيش الشعب حالة الارتياح والاطمئنان والخروج من حالة القلق المستديم الذي يعيش فيه اليوم.