تظاهرات حاشدة للشعب البحريني في الذكرى العاشرة لثورة الرابع عشر من فبراير
كيهان العربي – خاص:- أحيى البحرانيون الذكرى العاشرة لثورة الرابع عشر من فبراير بالرغم من الانتشار الواسع لقوات المرتزقة الخليفية في شوارع وبلدات البحرين في محاولة لمنع التظاهرات التي تحيي الذكرى العاشرة للثورة.
فنيران الغضب ارتفعت في شوارع غالبية مناطق البحرين متحدية القوات العسكرية والأمنية الخليفية المدعومة بقوات الاحتلال الوهابي التكفيري السعودي والاماراتي.
وطافت أرجاء سماهيج مسيرة ثورية عشية الذكرى العاشرة لأنطلاق ثورة 14 فبراير، أكد المشاركون فيها على ثباتهم حتى النصر وعلى وفاءهم لشهداء البحرين.
وداس البحرانيون بأقدامهم صور الحاكم الخليفي حمد التي وضعوها بالطريق في بلدتي أبوصيبع والشاخورة، كما أغلقوا الشوارع الرئيسية في البلدة.
وتزينت جدران بلدتي أبوصيبع والشاخورة بالشعارات المناهضة للعائلة الخليفية.
كما أطفأت الأنوار الخارجية في البلدتين ضمن خطوات العصيان المدني لإحياء الذكرى العاشرة للثورة.
وفي هذا السياق أغلقت السلطات الخليفية تقاطع "القفول” باتجاه ضاحية السنابس تحسبا لأي احتجاجات بذكرى الثورة.
وشهدت غالبية القرى والبلدات البحرانية استنفارا واسعا لعصابات المرتزقة و المليشيات المدنية في محاولة لاستفزاز وترهيب المواطنين مع قرب حلول الذكرى العاشرة لثورة 14 فبراير .
إلا أن وبرغم الإرهاب الخليفي فقد خرجت مسيرة في البحرين إحياءا للذكرى العاشرة للثورة.
ورفع المحتجون اللافتات وأطلقوا الشعارات المنددة بالعائلة الخليفية الظالمة معلنين بدء خطوات العصيان.
وفي بلدة عالي تزينت الجدران بالشعارات المؤكدة على استمرار الحراك والثبات حتى النصر وعدم التراجع.
يذكر ان القرى والبلدات البحرانية تشهد احتجاجات اشتدت وتيرتها مع قرب حلول الذكرى العاشرة للثورة.
من جانبه اكد رمز البحرين الوطني والديني آية الله الشيخ عيسى قاسم بأن شعب البحرين سيواصل حراكه التغييري على طريق الإصلاح لا الإفساد حتى يوم النصر، واحقاق الحقّ، واخراج الوطن من محنته.
وقال الشيخ عيسى قاسم في كلمته، خلال مراسم أقيمت في مدينة قم المقدسة لمناسبة الذكرى الـ10 لانطلاق ثورة 14 شباط/فبراير البحرينية، إنه "انطلق الحَراك الشعبي في صورة اعتصام شعبي حاشد هائل احتجاجي في دوّار اللؤلؤة على سوء الأوضاع مطالبٍ بالتغيير الجدّي الذي ينهي المعاناة الشعبية، ويضع حدّاً لحالة التهميش للشعب واستئثار النظام بالسلطة مع التعامل التعسّفي معه".
واضاف أنه انطلاقاً "من التعامل الطاغوتي مع الشعب، ومن كون الشعب عزيزاً لا صبر له على الضيم، ولا يقبل العبودية لغير الله سبحانه. وفي ظل هبوب رياح الربيع العربي؛ انطلق الحراك الشعبي التغييري بأسلوبه السلمي في البحرين، مستهدفاً التغيير الإصلاحي الجدّي الذي لا يقف عند حدّ الحلول الشكلية ولا السطحية ولا المجزوءة فضلاً عن الوعود المعسولة والتمنيات الكبيرة الساخرة".
لكن "ما حدث من جانب النظام أنْ فَقَدَ أعصابه ولم تبقَ له ضابطة من دين ولا ضمير ولا قانون عالمي في ردّة فعله الجنونية ضد الشعب، فأسالَ الدماء البريئة، وملأ السجون، وحطّم حاجز كل الحرمات، ولم يسلم مقدّس من المقدّسات من جوْره".
ولفت الى أن النظام البحريني "استجلب القوات الخليجية لوأد الحركة الشعبية والقضاء عليها قضاءً نهائياً، يُتيح له أن يتصرف كيفما شاء في مصير الشعب من غير صوت منكِرٍ أو كلمة معارضة".
وتابع: "ها قد قضى شعبنا الصامد الصبور عقداً من الزمن مرَّ على انتفاضته مستمراً في حراكه مُصِرَّاً على تحقيق مطالبه، واسترداد حقوقه، مشحوناً بروح العزيمة على مواصلة حراكه السلمي مهما طال الزمن. وسيواصل هذا الشعب حراكه التغييري على طريق الاصلاح لا الافساد حتى يوم النصر".
وأكد شيخ عيسى قاسم أن الحراك في البحرين من أجل وطنٍ للجميع خالٍ من الإخلال بالعدل والتلاعب بالثروة العامة والتحكم بظلم، وخال من تقديم أو تأخير بلا وجه يقبله العقل والشرع. من أجل وطنٍ حرّ نظيف لا يكون مزرعة للفساد والمفسدين.
وشدد على أنه وبعد مرور عقد من الزمن مضى على الانتفاضة، فإن "المعارضةُ ثابتةٌ على مطلبها التغييري بهدف الاصلاح الجذري الجدّي، الذي لم يحصل منه شيء، وعزمُها الصلب المضيّ على الطريق وإنْ طال وصَعُب حتّى تحقيقِ الهدف. الثبات عند المعارضة ليس لعقدٍ من الزمن أو عقدين أو ثلاثة وحسب".
وشدد الشيخ عيسى قاسم بالقول "إنّ الموقف عند كلّ المعارضة هو الثبات حتى النصر، وهذا ما أعلنه شعار العام المشترك"، مشيراً "عقدٌ من الزمن مرَّ على الانتفاضة والأسلوبَ القمعي الذي يتعامل به النظام مع المعارضة والشعب كلّه لم يتراجع، والأساليب القمعية على يده مستمرة في التفنن، وأحكامُ السجن، والسجنِ المؤبد، والاعدامِ والتهجير وسحبِ الجنسية والمداهماتِ وكلّ أنواع التضييق والتهميش وخنق الحرية الدينية، وحرية التعبير، متدفقة، والشعب في السجون وخارجها كلُّه تحت طائلة الاضطهاد المبالغ فيه".
ولفت إلى أن "النظام تخطَّى في هذه السنة من عمر الحراك كلّ الحدود، ليس بالنسبة لحقوق الشعب وكرامته فقط، بل مع تحديه للشعب، تحدي كلّ الأمة وأمنَها واستقلالها ووحدتها ومصلحة حاضرها ومستقبلها بما أقدم عليه من خطوته الآثمة الجريئة في الباطل المتمثلة في اتفاق التطبيع مع العدوّ الصهيوني وتفعيلها، والتي حقيقتها الدخول في حلف مع هذا العدو ضد الأمة والارتماءُ في أحضانه".
وأكد أن "في هذا اتساعٌ كبير في الشُقّة بين النظام من جهة، والشعب والأمة من الجهة الأخرى. وهذه الاضافة من طبيعتها أن تبعّد مسألة الحل الذي من شأنه أن يعطي انفراجة في الوضع الداخلي المرهِق للوطن كلّه".
واعتبر أن "الاصلاح المطلوب هو إصلاحٌ لا يبقي سبباً في الوضع السياسي لبثِّ العداوة بين مذهب وآخر، ولا يسمح للسياسة الرسمية أن تضطهد أي مذهب من مذاهب الدين، ولا أيّ فئة من فئات المجتمع. إصلاحٌ يبتدئ من دستور عادل ينال موافقة الشعب الحقيقية بعيداً عن أي ضغط وأي تلاعب وتحايل، ومن غير أفضلية صوت على صوت، ولا منطقة على منطقة، ولا فئة على أخرى".
وفي طهران، اكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الاسلامي الدكتور حسين امير عبداللهيان، أن الانتهاك المنظم لحقوق الانسان وقمع الشعب واعدام الشباب واليافعين، جزء من الحقائق المرة للبحرين اليوم.
وكتب امير عبداللهيان في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ان استمرار الانتهاك المنظم لحقوق الانسان وقمع الشعب البحريني الذي يتابع الحد الادنى من مطالبه واستمرار اعتقال الشيخ علي سلمان زعيم جمعية الوفاق واعدام الشباب واليافعين البحرينيين، فضلا عن تحالف آل خليفة مع الصهاينة، تعد فقط جزءا من الحقائق المرة للبحرين اليوم.
في هذا الاطار اعرب الأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي عن إيمانه بأن الشعب البحريني سوف لن يخضع لطغاة العصر، وذلك في معرض اشارته الى صمود هذا الشعب على مر التاريخ في وجه الكيانات الظالمة كـبني أمية.
وصف الشيخ الكعبي البحرين بالجزيرة الصامدة التي شهدت بطولات إبراهيم بن مالك الاشتر وزيد وصعصعة ابنا صوحان (أصحاب أهل البيت عليهم السلام).
واشار الى صمود الشعب البحريني على طول التاريخ في مواجهة طغاة بني أمية، مؤكدا أن هذا الشعب لن يخضع أبدا امام طغاة العصر.
کما بین، أن البحرين مازالت أبية وصامدة امام طغاة العصر وقطّاع الطريق المصدَّرين من نظام الوهابية، وستحرر يوماً ما ببركات دماء الشهداء الطاهرة.