'تبرئة ترامب' تدخل أمريكا في أحلك عصورها!
بعد أعمال الشغب الفضيحة في مبنى الكابيتول الأميركي الشهر الماضي، فكر الحزب الجمهوري في التخلص من الرئيس السابق دونالد ترامب الذي حطم القواعد وحرض على العنف وأراق ماء وجه أمريكا مدعية الديمقراطية، لكن في النهاية، صوت 7 فقط من أصل 50 عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ لإدانة ترامب في محاكمته التاريخية الثانية يوم السبت.
ترامب هو ثالث رئيس أميركي على الإطلاق يخضع للمساءلة بمجلس النواب، كما أنه أول رئيس يواجه المساءلة مرتين، وأول رئيس يمثل للمحاكمة بمجلس الشيوخ بعد تركه المنصب.
بايدن الرئيس الجديد اعتبر تبرئة ترامب من قبل مجلس الشيوخ "فصلا محزنا من تاريخ الولايات يذكّر بأن الديمقراطية هشة، وأنه يجب دائما الدفاع عنها"، وهو اعتراف ضمني بخروج الأمور عن السيطرة والذهاب نحو وجه امريكا الحقيقي الذي جاهر به ترامب وأُعجب به الكثير من الامريكيين.
يسجل التاريخ أن 10 أعضاء من حزب ترامب في مجلس النواب و7 آخرين في مجلس الشيوخ اعتقدوا في نهاية المطاف أن سلوك ترامب كان فظيعا بما يكفي لتبرير الإدانة - وحتى حرمانه مدى الحياة على تولي منصب في المستقبل، ولم يسبق أن صوت هذا العدد الكبير من أعضاء حزب الرئيس لصالح عزله، ومع هذا يبدو ان ترامب مازال يحكم قبضته على الحزب الجمهوري ومستقبله.
تصويت الجمهوريين في مجلس الشيوخ كان متوقعا فهؤلاء لا يهتمون بما ستفعله الحالة الترامبية في المجتمع بل يهتمون بالعمل على استعادة السيطرة على الكونغرس العام المقبل ويهدفون إلى استعادة البيت الأبيض في عام 2024.
ومن الواضح ان ترامب لاينوي الرحيل عن المشهد في الحزب الجمهوري. فمباشرة بعد تبرئته، أصدر بيانا مكتوبا يعد فيه بالعودة إلى الظهور "قريبا".
قال ترامب: "إن حركتنا التاريخية والوطنية والجميلة لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى قد بدأت للتو. في الأشهر المقبلة لدي الكثير لأشاركه معكم، وأنا أتطلع إلى مواصلة رحلتنا المذهلة معا لتحقيق العظمة الأميركية لجميع أفراد شعبنا"، وهو نفس الكلام الذي اعتدنا عليه ورأينا كيف يتم تطبيقه بسرقة بقية شعوب العالم وتدمير اقتصاداتهم.
وقد يكون حكم ترامب بالفعل كما أسماه العديد من المحللين والسياسيين، خلال السنوات الأربع الماضية، بداية عهد السقوط الامريكي سواء بقي ترامب أم رحل فالرجل فعليا مازال يحتفظ بنفوذه السياسي، ووجوده خلق حالة مدمرة داخل امريكا لن تختفي بسهولة حتى وإن رحل من البيت الابيض، وتبرئته تعني انه يمكنك كرئيس لأمريكا ان تدعو لحرب أهلية للبقاء في الحكم دون ان تحاسب حتى من قبل حزبك! .
العالم