رياح الاعداء العاتية تصاغرت امام صمود الثورة
مهدي منصوري
الملاحظ اليوم ان كل الثورات التي حدثت في عالمنا المعاصر قد لفها النسيان وخبا بريقها ولم تعد تذكر او يشار اليها بالبنان. الا ان الثورة الاسلامية المباركة لازالت حية في النفوس والمشاعر على رغم مرور اربعةعقود ونيف ولازالت نورا يتلألأ في الافاق وبنشر ضباءه على العالم اجمع.
ولا نغالي اذا ما قلنا لو ان اي ثورة في العالم تعرضت لما تعرضت له الثورة الاسلامية المباركة عن رياح عاتية وسهام قاتلة لما كتب لها البقاء لهذه اللحظة. ولم تمر هذه الثورة كما مرت به الثورات الاخرى التي لم تصمد بل تناثرت واصبحت هشيما تذروه الرياح.
الثورة الاسلامية المباركة التي غرست شجرتها السامقة تلك الدماء الزكية الطاهرة التي استهدفت من قبل اعدائها خاصة اميركا المجرمة من اجل وادها في مهدها وهي بداية ولادتها والتي تمثلت باستشهاد الشيخ المطهري ومن ثم الحرب الظالمة التي ارادت ان تكون معولا في هدمها وباي طريقة كانت كما رافقتها بعض الاحداث المؤلمة منها استشهاد كوكبة من القيادات العسكرية العليا وتلتها تفجيرات مقر الحزب الجمهوري الذي استهدفت القيادات السياسية العليا وغيرها من سهام الغدر والخيانة الا ان هذه الاحداث وبدلا من ان تضعف الثورة المباركة اعطتها حياة جديدة مفعمة بالامل الكبير بحيث تمكنت ان تقف على قدميها بثبات وعزم كبيرين لم يتوقعها المراقبون فضلا عن اعدائها الذين كانوا يتحينون بها الفرص.
ان صخرة الثورة الاسلامية المباركة التي صمدت امام الرياح العاتية والسهام الغادرة من المؤامرات الواحدة تلو الاخرى بحيث تكسرت امام صلابتها وبقيت شامخة رافعة راية العزة والاباء استطاعت ان تصل الى مراتب عليا بحيث وضعت البلاد في موقع يتطلع اليه العالم اجمع. ولايمكن ان تصل الى هذا المستوى ان لم يكن هناك التلاحم الكبير بين الشعب وقيادته الحكيمة المتمثلة بالامام الراحل الخميني الكبير " قدس سره" وربان سفينتها اليوم الامام الخامنئي "حفظه الله ورعاه" اللذين استطاعا ان يصلا بالثورة الى بر الامان، واليوم والشعب الايراني يستعد لاحياء هذه الثورة المباركة وفي ظروف جائحة كورونا والتي اصبحت حائلا دون ان يسمع صوته للعالم اجمع يؤكد وفاءه لها.
وان الجميع ادركوا جيدا ان اعداء هذه الثورة وعلى راسهم الشيطان الاكبر ومن يقف معه والعملاء في الداخل انهم وصلوا الى طريق مسدود للنيل منها وهم يعيشون حالة اليأس القاتل لانه فشلوا في تحقيق اهدافهم الاجرامية من خلال كل ما سنحت لهم الفرصة، سيبقى هذا الامر حسرة في نفوسهم كما بقيت الحسرة في نفس ترامب المجرم وهو يتمنى ان يرن هاتفه ليجد ان المتحدث معه من طهران. وهذا ما يمثل قوة واقتدار الثورة الاسلامية وانها لم ولن تكن في يوم من الايام لقمة سائغة ليستمرءها الاعداء.