اسخروا من انفسكم يا ارجاس
امير حسين
من استمع الى كلام جو بايدن الاخير الذي يتزعم الادارة الديمقراطية الحالية في اميركا حول ضرورة انهاء الحرب على اليمن لانها "سببت كارثة انسانية واستراتيجية" يشعر وكأن الرجل وحزبه يتحليان بمعاني الانسانية ودفاعه عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها متناسيا ان هذه الحرب الظالمة التي يتكلم عنها شنت في عهد الديمقراطيين وكان هو نائب الرئيس في وقتها والاكثر من ذلك انها اعلنت من واشنطن وعلى لسان السفير السعودي يومها "عادل جبير". ولاننسى ان اكثر الحروب التي شنتها اميركا ضد دول العالم كانت في عهد الديمقراطيين.
فمن استمع الى حيث بايدن عن رفض الحرب على اليمن من خلال وقف صفقات التسليح الاميركية للسعودية والامارات وتحميل التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات مسؤولية شن الحرب، قد يلتبس الامر عليه وكأن هذان البلدان يمتلكان قراري الحرب والسلم لكن ترحيبهما السريع باعلان بايدن لوقف الحرب على اليمن، كشف حقيقتهما للقاصي والداني انهما مجرد تابعين للادارة الاميركية وسياستها العدوانية في المنطقة.
فما حرص عليه بايدن في هذا الاعلان هو تخوف بلاده من انهيار الوضع في هذين البلدين ولابد من انتشالهما من السقوط وليس هناك اي بعد انساني واخلاقي لدعوته في انهاء الحرب على اليمن خاصة وانهما لم يحققا أي مكسب على الارض سوى الهزائم المتوالية وهذه فضيحة كبرى تتحمل وزرها اميركا مباشرة عبر دعمها التسليحي واللوجستيكي والمخابراتي. وما يؤكد حرصه على السعودية والامارات هو تاكيده على العلاقات الاستراتيجية لحفظ هذين البلدين.
ومع كل ما تفوه به بايدن حول انهاء الحرب على اليمن التي اصبحت تشكل نكسة وفضيحة كبرى لاميركا وما يسمى لحلفائها. يبقى التساؤل المشروع مطروحا ماذا يريد بايدن من هذه المناورة، هل هو فعلا لانهاء الحرب على اليمن أم استخدامها ورقة للتفاوض مع داعمي اليمن على ملفات اخرى اكثر حساسية وخطورة على الوضع الاميركي هذا ما ستكشفه لنا الايام القادمة!
لكن في نهاية الحديث نشير الى تغريدة عادل جبير السخيفة عقب تصريحات بايدن والتي تضحك حتى الثكالى حيث يقول فيها: "بذلنا مع اميركا الدماء في محاربة القاعدة وداعش ونتطلع لاستمرار التعاون"، فيما الحقيقة العكس تماما انهما بذلا الكثير لابقائهما وليس لمحاربتهما كما يزعم. من الذي لا يعلم في هذه المعمورة من الذي يقف وارء هذين التشكلين الارهابيين؟ اليست اميركا والسعودية وباعتراف القادة الاميركان؟ ولنعطي مثالين على هذا الواقع الذي يدحض الاباطيل والتخرصات التي نطق بها عادل جبير. فكل الشواهد الحسية والافلام المصورة تؤكد دعم الاميركان والسعوديين للقاعدة وداعش ومنها دخول الآليات وأربعة آلاف انتحاري سعودي في صفوف داعش للعراق حسب تصريح حيدر العبادي.
اما المثال الثاني الحي فهو اليمن فقد اعلن مؤخرا "يحيى سريع" الناطق باسم القوات اليمنية بأن بلاده تحتفظ بـ 70 اسير من عناصر القاعدة الذين كانوا يقاتلون في صفوف التحالف العربي في الجبهات اليمنية ومنهم زعيم القاعدة في اليمن "خالد باطرفي" وكذلك مقتل مساعده "سعد عاطف العولقي" في معارك محافظة المهرة في اكتبر الماضي.
هذه الحقيقتين وغيرهما من الحقائق الدامغة تؤكد تورط الطرفين في خلق الازمات والحروب التي شهدتها المنطقة وغيرها، ولا يمكن طمسهما بالتصريحات والتخرصات بل ستبقى وصمة عار وخزي تعلو جبين هذين البلدين الاول اميركا صانعة الارهاب والثاني السعودية مفرخة الارهاب.