اطلاق سراح السلمان او الطوفان
من يواكب التطورات السريعة والخطيرة في الساحة البحرينية وانتفاضة شعبها منذ 14 فبراير عام 2011 وحتى اليوم يلمس بوضوح مدى الدعم الاميركي والبريطاني المفتوح للعائلة الخليفية التي تمادت في غيها وارهابها واستخدامها المفرط للعنف والغازات السامة وهي تسجل الرقم القياسي في العالم في هذا المجال على مرأى ومسمع من العالم ومنظمات ما يسمى بحقوق الانسان دون ان يرف لها جفن. فالقوى الغربية المتغطرسة والظالمة والنفاقية التي تتباكى على حقوق الحيوان!! تمر مرور الكرام على مأساة الشعب البحريني المضطهد الذي يعاني منذ عقود ابشع انواع الظلم والقمع ومصادرة الحرية والقرار وكأن هذا البلد في كوكب آخر لا تسمع به لكن على هذه القوى ان تهيئ نفسها يوما لدفع فاتورة غالية لمواقفها المخزية والمشينة.
وللحقيقة والتاريخ وهذا ما يعلمه القاصي والداني ان مملكة بحجم البحرين وحكومتها وملكها لم تكن لتتجرأ في الاستمرار بقمع شعبها وحرمانه من كل حقوقه المشروعة بهذا الاسلوب الوحشي لولا الضوء الاخضر الاميركي والبريطاني اللذان دفعا بالنظام القبلي السعودي لاحتلال هذا البلد والمشاركة في قمع شعبه.
فثمن الدعم الاميركي والبريطاني لهذه العائلة للبقاء على الكرسي هو استباحتهما لارض البحرين عبر وجود القاعدة الاميركية الخامسة وكذلك القاعدة البحرية البريطانية وهذا ما يؤكد بان العائلة الخليفية لم تعد تملك أي قرار بل هي مجرد اداة لقمع الشعب البحريني لا اكثر، لان هذين البلدين المستكبرين يعيان جيدا فيها اذا استلم الشعب البحريني زمام اموره واستعاد قراره الوطني المسلوب فلا بقاء لهما ولمصالحهما اللامشروعة في هذا البلد.
واستمرارالسياسة الهيمنة الاميركية على مقدارت البحرين فان قرار اعتقال الشيخ علي سلمان امين عام جمعية الوفاق الاسلامية صدر في واشنطن وليس في المنامة لان حكامها هم اصغر من ان يتجرأوا على التطاول على هذا العملاق الشامخ والرمز الاسلامي والوطني الذي هو تطاول على الشعب البحريني وارادته حيث لم يقدم أي عمل مناف او غير قانوني يستوجب الاعتقال بل متمسكا بنهجه السلمي في التحرك لذلك جاءت الادانات من كل حدب وصوب لهذا الاجراء التعسفي الظالم الذي سيدفع نظام آل خليفة ثمنه الباهظ قبل واشنطن ولندن.
فبعد النكسة المفضوحة لعائلة آل خليفة في اخراج انتخابات صورية والتي تنعكس ايضا على حماتهم الغربيين ارادوا توجيه ضربة لجمعية الوفاق الاسلامية وتسجيل موقف ما يغطي على هزيمتهم اوغزت الادارة الاميركية للوفاق بعدم انتخاب الشيخ علي سلمان مجددا للامانة العامة فما كان من الجمعية الا ان تنتخبه لمؤهلاته السياسية والقيادية ضاربة بعرض الحائط الاملاءات الاميركية الوقحة وهذا ما دفع بواشنطن الايعاز باعتقال الشيخ انتقاما منه، عسى ان تستطيع مفاوضته في السجن لتركيعه ومساومته لصالح عائلة آل خليفة المستبدة التي تصر بدعم من حماتها الاستعماريين على مصادرة حقوق الشعب البحريني الذي يطالب باستعادة سيادته واستقلاله المسلوبين.
ان الاصوات الحرة والشريفة المنادية باطلاق سراح الشيخ علي سلمان فورا قد تجاوزت الشعب البحريني وشعوب المنطقة ورموزها وحتى المنظمات الانسانية والمجتمعات المدنية في العالم وفي مقدمتها اعلى المرجعيات الدينية في النجف الاشرف وقم وسائر الحوزات العلمية في مختلف البلدان الاسلامية . واذا ما تمادى النظام الخليفي المغلوب على امره في اطلاق سراح الشيخ علي سلمان فورا والاعتذار للشعب البحريني، فانه سيتحمل عواقب ذلك ويدفع ثمن تعسفه بشكل لا يتصوره ولايدور في ذهنه.