kayhan.ir

رمز الخبر: 126008
تأريخ النشر : 2021January29 - 20:15

انتهى عهد الاملاءات على اليمنيين

مهدي منصوري

لا يمكن للولايات المتحدة الاميركية ان تنفك عن سياستها واستراتيجيتها السلطوية على العالم وهذا الامر لا يتعلق بالجمهوريين او الديمقراطيين وانما هي ركيزة اساسية اعتمدت وتعتمد عليها اميركا بالامس واليوم.

تصريحات وزير الخارجية الجديد بلينكن بالامس والتي تتعلق بالازمة اليمنية تشير ان الهدف الاساس لاميركا والسعودية وحلفائهم هو واحد لا يختلفون عليه بل ان التحرك نحو تحقيق هذا الهدف اخذ طريقا آخر يختلف عما كانت تفعله ادارة ترامب. لان وكما عايش العالم اجمع هذا الامر نجد ان سياسة ترامب الاهوج كانت تعتمد على الصراخ والضجيج واشغال وسائل الاعلام وغيرها من الطرق التي يستخدمها من اجل ان يؤكد قدرة اميركا وهيمنتها. مما عكست تصريحات بلينكن الناعمة اسلوبا هادئا قائما على ترطيب الاجواء والخروج من حالة الصراخ والا فان حل الازمة اليمنية لا يحتاج الى المزيد من التفكير والاحتجاجات والنقاشات لانه وخلال فترة تزيد على الخمس سنوات اي منذ بداية العدوان السعودي وبامر من اميركا قد اوضح الكثير من الملابسات وان اجتماعات مسقط وجنيف قد وضعت النقاط على الحروف بحيث يمكن العودة اليها والانفاق على مفرداتها في حل هذه الازمة.

اما قرار تجميد ارسال السلاح الى السعودية والامارات فهذا الامر لا يغير من الامر شيئا لان السعودية قد ملأت مخازنها بالسلاح الاميركي والالماني والفرنسي المتطور بما قيمته 8 مليارات دولار بالاضافة الى الامارات التي تعاقدت مع اميركا لشراء اسراب من طائرات 35F والتي بلغت قيمتها 23 مليار دولار. مما يعكس ان المخازن في هذين البلدين قد امتلأت بالسلاح الذي يجعلها ان تستمر بعدوانها على ابناء اليمن لفترة طويلة مما لم يغير من المعادلة شيئا.

ولذا على اميركا ان تدرك ان حل الازمة اليمنية لم يكن معقدا ولا شائكا بل يعتمد على اتخاذ قرارات جريئة وفاعلة ولاثبات حسن نوايا اطراف المعادين للشعب اليمني والذي اذاقوه الامرين خلال الفترة السابقة والتي كانت بعيدة عن كل الاعراف والمواثيق الاسلامية والانسانية والاخلاقية من خلال القصف العشوائي للمنشآت والمراكز الحيوية والتي وصلت في ضحالتها حتى الاسواق والمساجد والمدارس والانكى من ذلك والذي لم يشهده العالم هي عملية الحصار المعيشي القاتل وغلق كل المنافذ الجوية والبرية والارضية من وصول المساعدات التي تريد بعض الدول تقديمها للشعب اليمني للخروج من الحالة المأساوية المزرية التي فرضته عليه بالاساس اميركا وحلفائها كلالسعودية والامارات.

اذن وفي نهاية المطاف نقول ان اميركا وادارتها الجديدة واذا كانت جادة في حل الازمة اليمنية عليها ن توقف العدوان السعودي ـ الاماراتي ورفع الحصار القاتل من خلال السماح لدخول المواد الغذائية والصحية وكذلك سحب كل المليشيات الاجرامية من القاعدة الارهابية ومرتزقة السعودية من هذا البلد من اجل ان تعود الامور الى طبيعتها عندها يمكن لابناء اليمن الاحرار ان يجلسوا على طاولة حوار مفتوحة بشرط عدم تدخل اي من الاطراف المعادية او فرض الاملاءات والارادات. وبغير ذلك فان ابناء اليمن الابطال الذين اذاقوا الاعداء ذل المرارة والهوان من خلال معادلة الردع الجديدة لا يمكن ان يكونوا بعد اليوم كفش فداء لرغبات الاخرين وانهم وكما قال قادة انصار الله من انهم قادرون على تغير المعادلة لصالحهم وبالطريقة التي فهمها ويفهما اعداؤهم الحاقدين.