بغداد والاستحقاقات القادمة
امير حسين
بعد هدوء نسبي شهدته العاصمة العراقية لما يقارب العامين وبعيدا عن أي انفجار يعكر صفو اجوائها فجأة استيقضت بغداد يوم الخميس على دوي انفجار مزدوج استهدف سوقا لذوي الدخل المحدود اي المواطنين العزل وهي في الواقع رسالة سياسية للمعنيين في الامر ببغداد خاصة وأنها تأتي بعد يوم واحد فقط من تولى الرئيس بايدن مقاليد الحكم في اميركا. ولا ننسى ان نشير الى ان الرئيس ترامب قد مهد الطريق لهذا الامر عبر الضغط على مجموعة قسد الارهابية في المدة الاخيرة لاطلاق سراح الدواعش ونقلهم الى العراق تميهدا للقيام بمثل هذه العمليات الاجرامية للتلويح بان داعش لازالت موجودة وان العراق مضطر لابقاء القوات الاميركية لحمايته في وقت يعلم الجميع ان اميركا وباعتراف مسؤوليها السابقين ومنهم ترامب نفسه ان اميركا هي من صنعت داعش وهي من تستثمر فيها لتامين مصالحها لانها جاءت الى المنطقة لتبقى فيها ولم تضع في حسبانها المغادرة مطلقا.
وان اعلنت داعش مسؤوليتها عن تفجيرات بغداد لكن جميع التساؤلات تشير الى ان من يقف خلف داعش ومن يمولها ويحركها معروف للجميع. فالمثلث الجهنمي الاميركي ـ السعودي ـ الصهيوني المتضرر الاول من استقلال القرار العراق وقرار برلمانه باخراج القوات الاميركية لذلك تحاول هذا المثلث وعبر مختلف الاساليب ومنها العودة الى موجة الانفجارات واغراق العراق بحمامات الدم أن تسلب هذا البلد استقلاله وقراره السيادي وان يبقى تحت الهيمنة الاميركية ليكون الكيان الصهيوني هو سيد الموقف ويضبط الايقاع في المنطقة. لكن هيهات ان تدور عقارب الساعة الى الوراء فان شعوب المنطقة ومنها الشعب العراقي اصبح واعيا لكل المؤامرات والدسائس التي تدور حوله وهو اليوم ومن خلال فصائله المقاومة والاحزاب السياسية الاسلامية منها الوطنية قد اعلن موقفه الصريح من هذه الانفجارات ومن يقف خلفها عبر مطالبة الحكومة في بغداد اعلان موقفها الصريح من الجهات والمجموعات المشبوهة والضرب بيد من حديد لهؤلاء الارهابيين المجرمين حتى تكون بمستوى المرحلة لتلبية الاستحقاقات الوطنية العراقية القادمة التي تؤمن وحدة العراق واستقلاله وسيادته بعيدا عن أي تاثير خارجي.