kayhan.ir

رمز الخبر: 12546
تأريخ النشر : 2014December30 - 21:31

ايران المقتدرة في غنى عن شهادة الاخرين

الحديث الاذاعي الاخير للرئيس الاميركي اوباما والذي تناول فيه قضايا داخلية و خارجية ومنها اقتدار ايران وربط ذلك بالاتفاق النووي معها كان ساخرا ليس في الوسط الايراني بل حتى في الاوساط الاقليمية والدولية لانه عرج على حقيقة بائنة للجميع وليست بحاجة إلى شهادته او اندفاعه لتحجيم ايران كقوة اقليمية فيما اذا اتفقنا معها وهذه هي نقطة الخلاف وخارج ارادته. فايران وعبر دعمها للشعوب الحرة والمتعطشة للاستقلال والسيادة بما فيها الدول التي تواجه اليوم الارهاب اثبتت بما لايقبل الشك ان اقتدارها ومواقفها العملية لمساندة شعوب المنطقة قد تجاوزت على كونها قوة اقليمية لكن الفارق بينها وبين القوى العالمية انها تتحرك من منطلق اسلامي وانساني لحفظ كرامة وسيادة الشعوب واستقلالها في وقت ان القوى العالمية تتحرك في اطار المشروع الاستعماري للهيمنة على الشعوب ومقدراتها.

الادبيات التي استخدمها الرئيس الاميركي حول ايران كقوة اقليمية ناجحة فيما اذا تعاملت بكذا وكذا قد اصبحت اليوم وراء ظهورنا ولو لم تكن ايران الاسلام مقتدرة وقوية بما فيها الكفاية وصاحبة نفوذ كبيرة ليست بين شعوب المنطقة فحسب بل تجاوز ذلك إلى شعوب اميركا اللاتينية وغيرها لتعاملت معها باسلوب آخر ولما رضخت ومعها الدول الكبرى الآخرى للتفاوض على ملفها النووي وهذه علامة فارقة تؤكد موقعها ومكانتها القوية والمتميزة في العالم لأن مثل هذه القوى المتغطرسة لاتفاوض الضعيف بل اعتادت ان تملي عليها الشروط فقط.

ورغم محاولة الرئيس الاميركي اليائسة والساخرة بوضع ايران في المكانة الاقليمية التي تستحقها شرط حصول الاتفاق النووي معها، لكن زلة لسانه عندما يقارن بين كوبا وايران والعلاقات معهما تجرة للاعتراف بحقيقة مرة وهي ان كوبا لا تشكل لنا تهديدا يعتد به في وقت ان ايران تشكل لنا تهديدا كبيراً.

ومن حسن حظ طهران ان سبقت الرئيس الاميركي قبل ايام وعلى لسان الجنرال شمخاني امين عام مجلس الامن القومي بقوله بان ايران سواء اتفقت على ملفها النووي ام لم تتفق فليس هناك علاقات مع اميركا. وطبعا هذا الموقف ليس بجديد فقد سبق لايران وعلى لسان قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي أكدت بان كرارا ومرارا بان ملف العلاقات امر آخر حيث رفضت مناقشة أي موضوع خارج الملف النووي.

يبدو ان حديث الرئيس الاميركي جاء للاستهلاك المحلي لتعزيز موقع الحزب الديمقراطي الذي فقد مقاعده في مجلس الشيوخ والنواب، اما ايران فقد فرضت نفسها على الساحتين الاقليمية والدولية وانها باتت اليوم رقما صعبا لا يستهان به حيث لم يبق امام اميركا وغيرها سوى الاذعان لهذه القوة الصاعدة التي ليست بحاجة لشهادة اوباما او غيره.