ترامب يتقمص حقارة سلمان رشدي
اليوم سيغادر ترامب الرئيس الـ45 لاميركا البيت الابيض ليس غير مأسوف عليه بل ستلعنه الامم لما اثار من دمار وقتل وافساد في الارض في المقدمة الشعب الايراني الذي شن عليه اشرس الحروب الاقتصادية والارهابية لدرجة كشر عن انيابه وحقده الدفين وخرج عن طوره الانساني ان كان يمتلك شيئا منه ليستهدف في الربع الساعة الاخيرة قبل تركه البيت الابيض وربما المعترك السياسي نهائيا ان تواصلت اجراءات الكونغرس ضده، الشركات الطبية والعلمية التابعة للعتبة الرضوية في مشهد المقدسة او مؤسسات الكهرباء في ابادان او غيرها من المؤسسات الخدمية لينفس هذا الحيوان المفترس عن احقاده الدفينة ضد كل ما هو انساني، لكن هذا لا يعني اننا مهتمون بالقادم. فالاثنان من مدرسة واحدة وهي مدرسة الامبريالية التي آلت على نفسها معادات الشعوب والهيمنة عليها ونهب ثرواتها، لكن كل على طريقته الخاصة.
فما فرض من حظر للدواء والمعرفة على شعب محاصر وهو في امس الحاجة اليهما تعتبر اجراءات غير مسبوقة في تاريخ عقوبات الدول لانها تؤشر الى درجة من الخسة واللؤم المتدني جداً وكذلك تنطوي على كثير من العدائية والحقد والضغينة المدفونة التي من الصعب جدا ان تشهد لها مثيلا في مكان من هذه المعمورة.
لكن السؤال الابرز واللافت الذي يطرح نفسه الى اين وصلت الدناءة والحقارة والاجرام بالادارة الاميركية الحالية بحق الانسان والانسانية وبحقه في الحياة ان تفرض على طهران اشد العقوبات واشرسها فتكا لتطال حتى الشركات الطبية والمعرفية والعلمية المهتمة بانتاج لقاح كورونا أو مؤسسات دينية أو ثقافية او خدمية؟!
أليس هذا تعمد مع سبق الاصرار على الامعان والاشهار بأشد العداء لقتل ابناء الشعب الايراني والانتقام منهم لا لذنب لهم سواء انهم يريدون ان يعيشوا أحرارا مستقلين سيد قرارهم.
وما هو اكثر من ذلك يتساؤل الرأي العام العربي والاسلامي والعالمي ما علاقة الشركات الطبية والعلمية والمؤسسات الخدمية بالقضايا بالامنية والعسكرية والعلاقات السياسية بين الدول حتى تستثمر "اميركا ألشيطان الاكبر" في ذلك لاغراضها اللانسانية.
لا احد في العالم يشك بان اميركا منفلتة ومتحلله من كل التزام اخلاقي وقانوني لفرض حكم الغاب على العالم من خلال نظام القطب الواحد الذي اكل عليه الدهر وشرب وها هو العالم متعدد الاقطاب يشهد صعود قوى متعددة لكن تبقى اميركا تواصل ماهيتها الشرسة عسى ان تظفر بشيء لكنها ستصطدم في النهاية بصمود الشعوب وعزمها لترتد على اعقابها.
وهذا ما جربته في ايران فقد استهدفت واستباحت كل شىء فيها من اجل ان تعيد ايران الى دائرة الهيمنة والمعادلات الدولية الباطلة التي تفرض سيطرتها عليها لكن هيهات وهيهات ان تحلم حتى بذلك. واذا ارادت شعوب الارض ان تطلع على حجم العقوبات ومدى شراستها وقساوتها وقد تجاوزت مرحلة الشلل على حد توصيف بعض المسؤولين الاميركيين فعليها مراجعة 1500 لائحة وقانون للعقوبات فرضت على ايران بعيد انتصار ثورتها الاسلامية وليومنا هذا.
وبقدر ما كانت العقوبات شاملة وقاسية وشرسة جداً لحد الشلل لكن في المقابل كان حجم الصمود والتحدي الايراني والتفاف الشعب حول قيادته الحكيمة وادارته للبلاد هو الاخر كان عاليا مما استطاع ان يقوض العقوبات ويتكيف معها.
ترامب الذي يغادر يوم الاربعاء 20 يناير البيت الابيض ليس كرئيس سابق بل يغادرها كمجرم وارهابي ثبتت عليه الجريمة من خلال اعترافه بتبني عملية اغتيال القادة الشهداء الفريق قاسم سليماني وابي مهدي المهندس في مطار بغداد الدولي ولذلك سيكون ملاحقا قانونيا من قبل الشعبين الايراني والعراقي ومعهما كل احرار العالم الذين سيقتصون منه لا محاله ولم يهمئ بعد اليوم بحياته بل سيقضي ما تبقى من حياته مشرداً بشكل رسمي وخائفا يترقب ينتظر اللحظات القاتلة الى ان تضيق به السبل ليعيش حالة الذل والهوان والحقارة التي يعيشها اليوم المرتد سلمان رشدي.