"داعش" الفرنسي بدلا من الاميركي
مهدي منصوري
اثارت تحذيرات وزير الدفاع الفرنسية فلورنس باري بالامس مما اسمته تنظيم "الدولة الاسلامية" قد يعود مجددا للظهور في سوريا والعراق الكثير من التساؤلات والاستغراب بين المراقبين والمتابعين لنشاطات هذا التنظيم الارهابي ، خاصة وكما تشير التقارير ان تنظيم داعش الارهابي منتج اميركي بامتياز قد تضاءل وجوده وبصورة واضحة من خلال الضربات المتلاحقة والقوية التي تلقاها من قبل القوات العراقية والسورية والقوات المتحالفة معها على الاخص ابطال الحشد الشعبي . وكما تظهر المعلومات انه لم يتبق من هذا التنظيم الارهابي سوى بعض الخلايا النائمة والمختفية في بعض المدن والمحافظات والتي لا تقوى على القيام بعمل يمكن ان يحسب له حسابا.
لذا فان تحذير وزيرة الدفاع الفرنسية ينبغي ان تأخذ بنظر الاعتبار والتمعن فيه ولذلك فقد تساءلت اوساط اعلامية وامنية هل ان فرنسا ستكون البديل عن اميركا وبعد سقوط ترامب المخزي للقيام بما قامت به اميركا بدعم "داعش" الارهابي لكي تحقق اهدافا لم تحققها واشنطن من قبل؟ والا ما هي المناسبة التي تطرح فيه مسؤولة عسكرية على مستوى وزيرة الدفاع هذا التحذير وفي هذا الوقت بالذات؟
بطبيعة الحال فان الجميع يدرك ان فرنسا كاميركا لها اطماع في المنطقة وتحاول تحقيقها وما تدخلها السلبي السافر في لبنان والوصول به الى طريق مسدود في تشكيل الحكومة وغيرها من القضايا الاخرى الا دليل قاطع من ان تريد ان تضع لها قدما في المنطقة. الا ان هذا الامر لا يمكن ان يتحقق لها ولا غيرها من الدول الطامعة في ثروات ومقدرات شعوب المنطقة لان الاوضاع تسير باتجاه آخر معاكس جدا ضمن الظروف والتجارب التي عايشتها الدول مع المختل عقليا ترامب وجوقته وعملائه من دول وسياسيي المنطقة.
واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه ان تنظيم داعش الارهابي اليوم يعيش حالة من الانهيار والضعف لايمكن ترميمه او اعادته من جديد وان التعويل من قبل فرنسا عليه يقع ضمن الرهانات الخاسرة لكونه وفي قدرته وامكانياته الكبيرة والدعم اللامحدود الاميركي والخليجي والصهيوني الذي كان عليه لم يستطع ان يفعل شيئا واندحر وبصورة قاتلة بحيث اعادت الحياة اليه من جديد اصبحت من المستحيلات ولذا على فرنسا ان تعيد النظر من جديد وان لا تنشر غسيل فشلها في المنطقة على حبال داعش الارهابي.