kayhan.ir

رمز الخبر: 124972
تأريخ النشر : 2021January10 - 20:13

المعايير الاميركية المشوشة والمربكة

مهدي منصوري

من الواضح وعندما تقوم سياسة اي بلد على مفاهيم مغلوطة وغير واقعية او منحرفة وتاخذ اتجاهها فان الوقوع في الاخطاء سواء كانت عمدية او غيرها امر طبيعي جدا وواضح ان السياسة الاميركية تقوم على مفاهيم ميكافيلية او نظريات عفى عليها الزمن وتكون اساسا في تعاملهامع الشعوب كمفهوم "الغاية تبرر الوسيلة" و"من لم يكن معنا فهو ضدنا " بحيث تختلط المعايير والمفاهيم في تحديد مجريات الاحداث التي تدور في العالم.

ولذلك نجد ان اميركا ومن اجل ان تعزز موقعها في المنطقة في العالم خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بحيث اصبحت القطب الاوحد فان تطبيق هذه المفاهيم الانفة الذكر في مسارها وتعاملها وعلى مختلف المستويات اوقعها في مطبات كبيرة وقد برزت بوضوح في عهد المختل عقليا ترامب الذي طبق هذه المفاهيم تطبيق شوهها بحيث وضع اميركا وبدلا من ان تحقق شعاره "اولا" الى الحضيض لانه يتعامل بحالة من الغرور والعنجهية وكان العالم كله بدوله وشعوبه وما فيه هو ملك مطلق له ومما يمكن التاكيد عليه ان ازدواج المعايير الاميركية قد اصبحت واضحة للجميع ومصاديقها ولو اردنا الخوض فيها لاصبحنا الى المزيد من ساحات هذه الصحيفة. الا ان الواقع المعاش والذي اوصل ترامب الى هله الحالة المزرية هو خير دليل على ذلك.

والملاحظ والذي اشار ويشير اليه المحللون والمراقبون لسياسة ترامب الهوجاء انها قامت على فرض العقوبات وهي السيف الذي شهره ترامب بوجه من وقف ضد مشاريعه او توجهاته ولذلك فان ومن خلال هذا المبدأ خلق له دائرة كبيرة من العداء الداخلي في الاساس والذي امتد الى الدول والشعوب الاخرى.

ومن الطبيعي جدا وكما يقول المثل ان "من يزرع الشوك لا يحصد به عنبا" وهو ما نراه من موقف مخز لترامب لم يمر به اي رئيس دولة في اميركا على مدى قرون.

ولا ننسى ان اعتماد سياسة الفوضى الخلاقة التي ابتدعتها رايس في التعامل مع الدول والشعوب وكذلك سياسة ازدواج المعايير والكيل بمكيالين لم تكن من وصول واشنطن الى هدفها في السيطرة على العالم بل افقدتها الكثير من مصداقيتها.

وما نشاهده اليوم من التناقض الكبير الذي تعيشه الادارة الاميركية في توجيه الاحداث وبالطريقة المشوهة لدليل قاطع على ذلك ففي الوقت الذي ترى فيه ان ما يحدث في الشعوب من تحرك سياسي او اجتماعي او غيره سواء كانت الاحتجاجات او التظاهرات خاصة والتي تنسجم مع اهدافها الاجرامية بانها ثورية وتقدم المساندة والدعم لها وشاهد العالم ما يسمى بالربيع العربي والتظاهرات التي خرجت في العراق وغيرها ولكنه ينعكس هذا المفهوم وبصورة مقلوبة عندما تم احتلال الكونغرس وبامر من ترامب من قبل غوغائية من انه مطالبة فوضى وارهاب ومشاكل ذلك. وكذلك منطوق فرض العقوبات التي تشمل من وقف وواجه الاستعمار والاستبداد الاميركي وبصورة وقحة والذي كان آخره القرار ضد رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض والذي يعتبر من القيادات العسكرية العراقية والجريمة النكراء ضد قادة الانتصار وغيرها والتي وضعها في دائرة التهديد لمصالحها قد كشفت الصور البشعة والمخزية للسياسة الاميركية وقد يكون وكما قيل "رب ضارة نافعة" ان اميركا ادركت ان بقاءها في العراق لم يعد يتحمله الشعب العراقي ولابد ان يطردهم ويطهر ارض من دنسهم فلم يتبق لترامب المهزوم والفاشل سوى ان يتعلق بقشه قد تنقذه من الغرق ولكن هيهات لان قفص الاتهام قد تم تجهيزه وسيكون اول من يدخل به هو لينال جزاءه العادل ومن ثم اتباعه وعملاؤه ومرتزقته سواء كان داخل اميركا او في العراق او اي مكان آخر وبذلك ينسي فصول المسرحية الهزيلة التي لم يحصد منها الاميركيون وعملاؤهم سوى الخيبة والخسران.