توبة الذئب في موته يا سيد روحاني!
حسين شريعتمداري
خلال اجتماع للجنة الوطنية لمكافحة كورونا، قال رئيس الجمهورية الاربعاء الماضي؛ "اليس من البديهي ان نرحب بشخص كان يرتكب المظالم في الازقة ويرمي الحصى لتكسي الزجاج وفي لحظة واحدة يرتدع ويقول عزمت على التكفير عن فعلتي بكسر الزجاج؟ فنحن نرحب به حين يأتي هذا الشخص المضطرب عقليا والذي كان يكسر الزجاج، ويقول لدق ندمت على هذا الفعل واتضح لي ان كسر رجاج الناس ليس بالعمل اللائق. فلا طائل من فعلتي بكسب الزاج وانتم تصلحوانه بعد ذلك. فاحملكم الاضرار واعكر صفوكم، ولا يعود علي بشيء والان انا تبت من هذا. اذن علينا ان نرحب بهذا القرار"!
ان السيد روحاني في تصريحاته ليست الغريبة وحسب بل الباعثة على الاسف قد تجاوز عدة مسلمات ضرورية، وابقى الكثير من التساؤلات دون اجابة. لنقرأ!
1 ـ ان السيد روحاني لم يوضح في تشبيهه حول توبة شخص يرمي الحصى على زجاج المحلات والبيوت نقاط التشابه مع الجرائم المتعددة والاغتيالات والاغارة التي ترتكبها اميركا؟!
2 ـ ان الذي يكسر الزجاج عليه اولا ان يجبر الاضرار التي حمّلها على الاخرين. وثانياً، لابد ان يخضع للمحاكمة بجريرة التعدي على القانون. من هنا وحسب جميع القوانين الجزائية والحقوقية المسلمة عليها من قبل الانظمة العالمية للحقوق، فان اميركا حتى وان تابت!! عليها وضمن جبر ما سببته من اضرار جمة، ان تخضع لمحاكمة جنائية لما ارتكبته من جرائم قتل الابرياء والمؤامرات المختلفة و...
وهنا نسأل السيد روحاني، هل سيبقى بعد محاكمة المسؤولين السابقين والحاليين لاميركا الذين اشتركوا جميعا في ارتكاب الجرائم بحق الانسانية سيبقى احد كي ترحب به يا سيادة الرئيس؟!
3 ـ ان السيد روحاني يدعي اطلاعه على القانون وياليت يبين لنا في اي نظام قانوني عالمي يمكن القبول بما اتى به من تشبيه ويخرج بنتيجة من ذلك؟! وفي اي نظام قضائي ـ سواء الاسلامي او غير الاسلامي ـ يمكن العثور على ادنى تعامل بهذا الشكل؟! وان لم تتطابق آراء سماحتك مع اي من الاسس القانونية، فكيبف نقبل بهذا الرأي القانوني؟
4 ـ ان التشبيه الذي اتى به السيد روحاني في الاجتماع المذكور وما خرج به من مقارنة مع جرائم اميركا (وهي مقارنة لا يعتد بها) فهي مع الاعتذار على درجة من البساطة بحيث حتى اولئك الذين لا اطلاع لهم بعلم القانون يدركون مدى هشاشة هذه المقارنة! من هنا لا يمكن ن نصدق انه غير مطلع، وهو شخصية قانونية، على ضعف ما اتى به من تمثيل!
وتاسيسا على ذلك يثار التساؤل الاتي انه ما هذا الاصرار الغريب على تبرئة اميركا من جرائمها التي لا تعد ولا تحصى؟!
5 ـ ان تصريحات السيد روحاني وسعيه لتبرئة ساحة اميركا من تلكم الجرائم الهائلة التي ارتكبتها ومازالت، و رغم انها بعيدة كل البعد عن اطار الحق والحقيقة الا ان حديثه بالذات بعد شهادة قادة النصر الشهيد سليماني والشهيد ابو مهدي، وزحف عشرات الملايين من الشعب اعتراضا ضد اميركا، ما يبعث على الاسف كمن يرش الملح على جراح قلوب عشرات الملايين من المعزين الاحرار مسلمين وغير مسلمين في ارجاء العالم، اذ بعد مرور عام على شهادة الاعزة، تنهمر اعينهم بالدمع وقلوبهم بالقرح، فنسأل السيد روحاني، الم يعلن ترامب صراحة انه من اعطى امر اغتيال الشهيد سليماني؟! واليس بايدن هو من اعلن ان اغتيال الجنرال سليماني تطبيق للعدالة؟! والم يصرح بفمه النجس بان لا احد في اميركا يتأثر على قتله؟!..
6 ـ ان تصريحات جنابك الاربعاء الماضي يا سيد روحاني ليس لا تنسجم مع مئات الملايين من الاحرار وطلاب الحق من ايرانيين وغير الايرانيين وحسب بل هي بمثابة تغريد خارج السرب.
بينا الحديث النابع من اعماق قلوب الشعب سواء في ايران الاسلامية او سائر الشعوب، هو بالضبط ما صرح به بالامس القائد الشجاع والمناضل قاآني قائد قوة "القدس" امام مرقد الشهيد سليماني، حين قال: ان العدو الاميركي تلقى صفعتين لغاية الان على جريمة اغتياله القائد قاسم سليماني، وان هيمنة اميركا يجب ان تكسر ان شاء الله تعالى، وان الاستقرار قد سلب من العدو حتى في بيوتهم ولا يستبعد ان يصل الانتقام الى عقر دورهم".
ولا تنس يا سيد روحاني ان توبة الذئب في موته.
7 ـ وبالتالي لا يمكننا ان نتجاهل امرا بخصوص تصريحات روحاني، وهو؛ لماذا التزم الحضور في الاجتماع الصمت؟! وفي الاقل كان عليهم ان ينبهوا رئيس الجمهورية حفظا لحرمة دماء شهدائنا التي اريقت بغير حق؟!