الشعب البحريني ينتفض على آل خليفة ويطالب باطلاق سراح الشيخ علي سلمان فوراً
طهران - كيهان العربي:- نزلت حشود الشعب البحريني الى شوارع مناطق البلاد شرقا وغربا في تظاهرات غاضبة اثر اعتقال سلطات التمييز الطائفي القمعي الخليفية الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان.
واعتبرت الحشود الغاضبة أن الاعتقال يعبر عن جنون النظام الخليفي، مشددين على ان الاستمرار في اعتقاله ليس تجاوز للخطوط الحمر وحسب وانما هو دفع بالبلاد نحو شفير الهاوية.
وأكدت الجماهير في التظاهرات التي ضجت بها أرجاء ومناطق البحرين وبلداتها منذ مساء الأحد وحتى لحظة إعداد الخبر، أن الافراج عن الأمين العام للوفاق ليس مطلبا، وانما ضرورة وواجب أخلاقي ووطني وديني، والاستمرار في الاعتقال يعني استمرار في الجنون الذي يتحمل النظام كافة التبعات وما سينتج عنه.
وكانت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية أعلنت اعتقال وزارة الداخلية الخليفية لأمينها العام بأمر من دون أن يرحل للنيابة العامة. مضيفة، إن أمينها العام احتجز في مبنى المباحث الجنائية، ولازال معتقلا في عهدة وزارة الداخلية بحجة التحقيق، بعد توجيه اتهامات كيدية بحقه ولم يرحل للنيابة العامة ولازال معتقلا في عهدة وزارة الداخلية.
وأكدت الوفاق على أن استهداف الشيخ علي سلمان هو مغامرة خطيرة وغير محسوبة وتعقد المشهد السياسي والامني في البحرين. مشددة على ضرورة الإفراج الفوري عن الأمين العام للوفاق الشيخ علي سلمان واحترام العمل السياسي ووقف استهدافه.
وقد لاقى خبر اعتقال الشيخ علي سلمان ردود فعل غاضبة من داخل البحرين وخارجها.
وعلى الصعيد ذاته احتج العلماء السيد جواد الوداعي والشيخ عيسى قاسم والسيد عبد الله الغريفي والشيخ عبد الحسين الستري في بيان على اعتقال الشيخ علي سلمان امين عام جمعية الوفاق البحرينية.
ونفذ علماء بحرينيون اعتصاماً، صباح الاثنين، احتجاجاً على اعتقال الشيخ علي سلمان. وحذروا في كلمات ألقيت أثناء الاعتصام الذي أقيم في جامع الإمام الصادق بالقفول، وسط العاصمة المنامة " من استمرار الحماقات غير المحسوبة من قبل النظام في استهداف الرموز العلمائية والدينية والسياسية".
وطالبوا بالإفراج السريع عن سلمان وعن جميع الرموز المعتقلين وجميع معتقلي الرأي في البحرين. ورأوا بأن اعتقاله "يعكس عقلية الاستبداد"، محذرين الحكم "من العواقب الوخيمة لاعتقاله".
كما أصدرت الحوزات العلمية في البحرين بيانا بشأن اعتقال الأمين العام للوفاق الشيخ علي سلمان جاء فيه ان اعتقال سماحة الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية ، لخطوة بعيدة كل البعد عن الحكمة السياسية واللياقة الانسانية وهي اهانة كبرى لكل شعب البحرين واستخفاف بعزته وكرامته.
واضاف: ان سماحته لا يستحق إلا كل احترام وتبجيل لمواقفه الوطنية الصادقة والطامحة لعزة وكرامة الشعب بكافة مكوناته، وتقدم هذا الوطن وخيره.
في هذا الاطار اعتبرت قوى المعارضة الوطنية أن اعتقال أمين عام الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان يشكل خطوة تصعيدية تستهدف السلم الأهلي ولاستقرار الاجتماعي في البحرين.
ورأت، في بيان أصدرته عقب اجتماعها أمس الاثنين، أن الخطوة "تقوض العمل السياسي في البحرين تمهيداً للانقضاض عليه وإعادة عجلة التاريخ إلى ما قبل التصويت على ميثاق العمل الوطني عام 2001، وإعادة العمل بقانون تدابير أمن الدولة السيئ الصيت".
وطالبت قوى المعارضة بـ"الإفراج الفوري وغير المشروط عن الأمين العام للوفاق الشيخ علي سلمان"، معلنة بأن "اجتماعاتها في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع".
من جهتها وصفت رابطة عوائل الشهداء اعتقال الشيخ سلمان بأنه "تطور لافت للتصعيد من قبل النظام". وقالت في بيان "إن هذه التصرفات تنم عن فقدان النظام للسيطرة على ما يطلبه الأحرار في هذا البلد". كما دعت "كافة أبناء الشعب للخروج في مسيرات للتنديد باعتقال سلمان".
ميدانياً، وبالتزامن مع اعتقاله أمين عام الوفاق البحرينية الشيخ علي سلمان، عمد نظام القمع البحريني الى عسكرة البلاد ونشر قواته وآلياته العسكرية على مداخل القرى والمناطق، وإقامة نقاط وحواجز عسكرية.
وانتشرت القوات النخليفية في مداخل كل المناطق على امتداد شارع البديع غرب العاصمة المنامة، وفي المنطقة الغربية بدء من الهملة وصولاً إلى داركليب، وفي مناطق سترة وضواحي العاصمة المنامة، إلى جانب تطويق منطقة البلاد القديم وخصوصاً الطرق المؤدية إلى مقر الوفاق.
وتظاهرت جماهير غاضبة بمناطق عديدة بالبلاد تنديداً واستنكاراً وغضباً لاستهداف الأمين العام للوفاق الشيخ علي سلمان.
ورفع المتظاهرون في قرية الدراز وسترة وأبو صيبع صوراً لسماحة الشيخ علي سلمان وأعلام البحرين، مرددين شعارات تؤكد أن المساس بسماحته ذهاب بالبحرين إلى المجهول وهو ما يتحمل النظام ورأس النظام مسؤوليته.
وعمت حالة الغضب مناطق مختلفة من البلاد بدعوات عفوية وتم تسجيل عدد من الاصابات بسلاح الشوزن واعتقالات عديدة مع مشاركة المروحيات في القمع في جزيرة النبيه صالح وسترة والدراز وابوصيبع.
الى ذلك أدان الشيخ ميثم السلمان مسؤول قسم الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان اعتقال أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان؛ واصفا الاعتقال بالتعسفي والتهمَ الموجهة إليه بالكيدية.
وحمّل السلمان السلطات المسؤولية الكاملة للتداعيات الأمنية والسياسية للتصعيد غير المحسوب والذي سيؤدي إلى المزيد من التعقيد في المشهد السياسي والأمني. كما عبّر السلمان عن خشيته من أن يكون اعتقال أمين عام أكبر حزبٍ سياسي في البحرين إيذانًا بتدشين مرحلة أمنية جديدة تتردى فيها أوضاع حقوق الإنسان إلى أسوء مستوياتها.
وقال السلمان: إن مسيرة النضال الوطني للشيخ علي سلمان ما بين عام 1992 وديسمبر 2014 شهدت عطاءات وطنية كبيرة وتضحيات مكلفة من أجل تحقيق الانتقال السلمي في البحرين من الديكتاتورية إلى الديمقراطية .
وقد تضمّنت مسيرته النضالية تعرضه للاعتقال الأول عام 1994 ومن ثم تهجيره القسري الى بريطانيا وعودته من المنفى عام 2001 وانخراطه في العمل السياسي عبر جمعية الوفاق الوطني الإسلامية بعد عودته للوطن، والتي شغل فيها منصب الأمين العام منذ يوم تأسيسها حتى يومنا هذا.
وقال: لقد استطاع الشيخ علي سلمان خلال مسيرته السياسية والاجتماعية في آخر عشرين عامًا ضبط إيقاع المعارضة السلمية وتحويل السلمية واللاعنف لسلوك شعبي عام في الشارع المطالب بالتحول الديمقراطي.
دولياً، اعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية السيدة مرضية افخم عن القلق ازاء تصعيد حكومة البحرين وحلفائها الاقليميين والغربيين لممارساتهم المبنية على النهج الامني .
واكدت افخم ان مثل هذه الممارسات ، انما تؤدي الى المزيد من تعقيد الظروف ، داعية المسؤوليين في البحرين الى اتخاذ اجراءات لبناء الثقة بغية توفير الارضية للحوار الجاد بين الحكومة والشعب بدلا عن اتخاذ توجهات مكررة .
وفي هذا الاطار اكد المتحدث بإسم لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي النائب السيد حسين نقوي حسيني، أن عدم الافراج عن العالم الديني المجاهد الشيخ علي سلمان زعيم "جمعية الوفاق الوطني الاسلامية" كبرى حركات المعارضة البحرينية ، سيكلف نظام ال خليفة الحاكم في البحرين ، ثمنا باهظا للغاية لافتا الى أن المحتجين سيضطرون الى أي خيار لتحقيق هذا الهدف ، ومحذرا نظام آل خليفة من مغبة "التنمر" في مواجهة الشعب البحريني المسلم .
وقال: "ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقف الى جانب الشعب البحريني المظلوم ، وسوف تتابع موضوع اعتقال المنتقدين للنظام الخليفي في الاوساط الدولية" .
وفي العراق، اعتبر السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري في العراق ، إن نبأ اعتقال سماحة الشيخ علي سلمان زعيم جمعية الوفاق الوطني الاسلامية كبرى حركات المعارضة البحرينية ، كان "ذا وقع وصدمة كبيرة" مؤكدا ان اعتقاله "تكميم للأصوات المعارضة وتجسيد للظلم والدكتاتورية" ، وناصحا النظام الخليفي بالإفراج عنه فورا ، و"إلا كان اعتقاله بداية لنهاية النظام الظالم وإنهاءً لمبدأ الحوار" .
و طالب السيد مقتدى الصدر ، الشعب البحريني وبإشراف من علمائه ومرجعياته ، بـ "الوقوف صفاً واحداً للتظاهر والمطالبة بالإفراج" عن الشيخ علي سلمان وكل المعارضين والمعارضات المعتقلين في السجون الخليفية ، مؤكداً تعاطف العراق مع الشعب البحريني ومعتقليه المظلومين.
وفي المانيا، اكدت "رابطة العلماء والمبلغين " ان قيام السلطات الخليفية باحتجاز "الشيخ علي سلمان" الامين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية يدل على فشل الإنتخابات الصورية الخليفية الأخيرة والنجاح الباهر لهذه المؤسسة السياسية البارزة في مؤتمرها السنوي الأخير الذي فندت به الحجج القانونية على السلطة؛ مشيرة إلى أنّ "البحرين بحاجة لحوار حقيقي وتفاوض جدي يفضي الى تحول جذري نحو الديمقراطية".
اما في لندن، فقد طالبت رابطة أهل البيت الإسلامية العالمية, والمنظمة العالمية لحوار الأديان, والمجلس الإسلامي الشيعي في بريطانيا في بيان مشترك ملك البحرين بالتدخل فورا لإطلاق سراح الشيخ علي سلمان رئيس جمعية الوفاق الاسلامي في البحرين لتفادي المزيد من التردي في الأوضاع في تلك المملكة الخليجية التي تشهد مطالبات جماهيرية بالعدالة والديمقراطية.
كما طالبت هذه المنظمات الساسة الغربيين باتخاذ موقف جاد لحماية المطالب الديمقراطية لغالبية الشعب في البحرين والضغط على الحكومة البحرينية لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإعطاء الشعب مزيدا من الحقوق التي تقرها المواثيق الدولية.