طهران: تحركات اميركا الشريرة في المنطقة والعراق ليست خافية عن انظارنا
*لا نسعى وراء التوتر و لن نتردد في الدفاع عن مصالحنا الوطنية
*ايران والعراق يعملان بصورة مشتركة في ملف اغتيال القائد سليماني
*الامكانية متاحة لاعادة العلاقات لو عاد حكام آل سعود عن مسارهم الخاطئ
طهران-فارس:- اكد المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زادة بان اجراءات وتحركات واعمال اميركا الشريرة ليست خافية عن انظار ايران، لافتا الى ان الاجهزة الامنية والاستخبارية والعسكرية الايرانية مطلعة تماما على تحركات اميركا الخفية ظاهريا في المنطقة والعراق وانه تم توجيه الرسائل بشفافية لواشنطن ودول المنطقة.
وقال خطيب زادة في مؤتمره الصحفي الاسبوعي امس الاثنين حول تقرير البنتاغون بشان عودة حاملة الطائرات الاميركية الى الخليج الفارسي والاخبار التي اشارت الى توجيه رسالة من الامارات لطهران بانها لا دور لها في التطورات الاخيرة بالمنطقة: ان اجراءات وتحركات وبعض الاعمال الشريرة التي تقوم بها اميركا ليست خافية عن انظارنا.
وتابع المتحدث: اننا نشهد الان دور عناصر وحلفاء الكيان الصهيوني في اثارة بعض التوترات خاصة في العراق، وبطبيعة الحال فان جوابنا هو اننا لا نسعى وراء التوتر لكننا لن نتردد لحظة في الدفاع عن مصالحنا الوطنية وبلدنا وسنرد بكل حزم.
واشار الى ان القائد سليماني دحر داعش في العراق بكل قوة وسيبقى ذلك في ذاكرة الشعب العراقي وشعوب المنطقة وقال حول الملف المشترك بين ايران والعراق حول استشهاد سليماني: ان القائد سليماني اغتيل بامر من رئيس دولة اخرى (ترامب) حينما كان في زيارة رسمية العراق لذا فان الحكومة العراقية لها مسؤولية في هذا الجانب وقد عملنا بعض الامور بصورة مشتركة وسنستمر في ذلك.
وحول تصريحات مستشار بايدن بشان التفاوض حول القدرات الصاروخية الايرانية بعد عودة اميركا للاتفاق النووي: لم يتم في اي وقت من الاوقات ولن يتم ابدا التفاوض مستقبلا ايضا حول قدرات ايران الدفاعية، اذ ان هذه القدرات تم تعريفها على اساس حاجات البلاد ونتابعها بصورة مستقلة.
واكد خطيب زادة: اننا سوف لن نتفاوض من جديد حول اي جزء من الاتفاق النووي وان تصريحاتهم (الاميركيين) هي للاستهلاك الداخلي ولا قيمة لها بالنسبة لايران وان ردنا هو انه يجب تنفيذ الاتفاق النووي بصورة كاملة بلا شروط والتعويض عما سبق.
وفي الرد على سؤال ان كانت ايران قد وجهت او استلمت رسائل من اميركا خلال المحادثات الهاتفية التي اجراها وزير الخارجية محمد جواد ظريف مع نظيريه الكويتي والقطري قال: اننا لا نحتاج الى احد لتوجيه وتسلم الرسائل. لقد قلنا بوضوح عبر قنواتنا. وجهنا رسالة الى واشنطن عبر سويسرا ووجهنا رسائل لدول المنطقة بصورة مباشرة الى عواصمها. تداعيات اي مغامرة محتملة هي على عاتق واشنطن وفيما لو حصل اجراء ما فاننا سنرد بوضوح بلا اي تردد.
وحول امتناع العراق عن التصويت وغياب افغانستان في اجتماع الامم المتحدة الاخير قال: ان اميركا هزمت للمرة الثالثة في اجراءاتها ضد الشعب الايراني في منظمة الامم المتحدة وقد اظهر الاجتماع عزلة واشنطن اكثر فاكثر، حيث لقي الاجراء الاميركي هزيمة منكرة في سعيها لاحياء لجنة الحظر ضد ايران.
واضاف: لقد اعلنا استياءنا للجيران وقال رئيس وزراء العراق بانه يتابع القضية.
وقال خطيب زادة: ان الدول الجارة تعلم افضل من غيرها مدى الاضرار التي الحقتها الاحادية والممارسات الاميركية العنجهية بشعوب المنطقة.
وفي الرد على سؤال حول التوترات مع السعودية وان كانت ستنخفض مع مجيء بايدن الى الحكم في اميركا: ان الحقيقة المرة هي ان بعض الحكام في المنطقة ومع مجيء ترامب تحركوا خلافا لمصالح المنطقة ومصالحهم هم انفسهم والمصالح الوطنية الايرانية، وكانت رسالتنا في كل هذه الفترة انه متى ما عملوا على اصلاح سياستاهم فان احضان ايران مفتوحة لهم.
واضاف: ان ما حدث في اليمن ومازال مستمرا امر مرير في الواقع. ذا ان محاصرة شعب وفرض المجاعة عليه كارثة تاريخية، وعلى السعودية ان تعلم بانه لا ينبغي عليها التصرف بهذه الصورة مع جارها كما ان ما حدث مع قطر بفرض الحصار عليها منذ اعوام هو حدث غير جيد.
واكد بانه من الافضل للمنطقة ان تحل هذه القضايا بصورة اسرع وان رسالة ايران مازالت ثابتة وقال: انه حينما تصل السعودية الى قناعة بانها يمكنها التحدث في طريق مستقيم معنا ومع المنطقة وان تعود الى احضان المنطقة وتكف عن شراء الامن من دول من خارج المنطقة فمن المؤكد ان المنطقة ستشهد اياما افضل.
وتابع المتحدث: ان السعودية دولة مهمة وشعبها محترم جدا وكانت تربطنا علاقات جيدة جدا معهم وان الامكانية متاحة لاعادة بناء العلاقات لو عاد حكام آل سعود عن مسارهم الخاطئ هذا بصورة اسرع.
كما اكد خطيب زادة بان لا احد قادر على تخريب العلاقات بين الجمهورية الاسلامية والعراق.
و في الرد على سؤال ان كانت ايران تجعل العراق ساحة لتصفية الحساب مع اميركا حسب مزاعم البعض: ان سياسة الجمهورية الاسلامية هي حسن الجوار على الصعيد الاقليمي وقد سعينا دوما للمساعدة بارساء الامن المستديم فيها في ضوء مغامرات اميركا واثارتها للحروب واحتلالاتها.
واضاف: انه وعلى العكس من المؤامرات التي تسعى اميركا وراءها فاننا لم نسع ابدا لان يحدث شيء ما في الدول الجارة لنا الا ان اسلوب اميركا اساسا هو استخدام قواعدها لتوجيه الضربات ولا تعير اي اهمية لسيادة هذه الدول.
واضاف: ان العلاقات الايرانية العراقية متعددة الاوجه والطبقات وهي علاقات طبيعية وتاريخية وشعبية وذات عمق وافق وسعة ملحوظة جدا. لا احد قادر على تخريب هذه العلاقات باجراءات مفبركة وممنهجة.