kayhan.ir

رمز الخبر: 12416
تأريخ النشر : 2014December28 - 21:56

ماكين واهانة القوات العراقية!!

مهدي منصور

ذكرت وكالات الانباء ان السناتور الجمهوري جون ماكين أصيب بصدمة كبرى عندما طرق سمعه خروج القوات الاميركية من العراق، بحيث اعتبر ذلك هزيمة منكرة لاميركا في تأريخها المعاصر، لانه كان يؤكد ان الهدف من احتلال اميركا للعراق هو البقاء لاكثر من مائة عام كما خطط له، ولكن الخروج المبكر ومن دون تحقيق أي من الاهداف الاميركية في هذا البلد امر لم يكن يتوقعه بعض صناع القرار في واشنطن ومن بينهم ماكين.

وهذا المهوس الذي لازال يصر على احتلال الجيش الاميركي الى العراق وبأي وسيلة كانت يحط رحاله اليوم في العراق وقد اصابته انتصار القوات العراقية مدعومة بغياري العراق من ابناء الحشد الشعبي على التنظيم الارهابي "داعش " المدعوم من قبل استخبارات بلده والذي اخذ يترنح ويتقهقر امام هذه الضربات حالة من عدم التوازن والوضوح في الرؤيا بحيث اخذ يطلق التصريحات التي تعكس انه قد اصيب بحالة من العمى والصمم، بحيث اصم اذنيه واغمض عينيه عما يجري على ارض المعركة بين ابناء العراق وتنظيم "داعش" الارهابي والتي وضعت هذا التنظيم في حالة من التمزق لم يسبق لها مثيل، ولذلك جاء تصريحه الغريب وغير المتوقع والذي ينم عن حالة من القلق والارباك والذي وجه فيه اهانة مباشرة للجيش العراقي عندما اطلق عليه وصفا بأنه غير كفوء.

ولا ندري هل ان ضرب "داعش" والحاق الهزيمة بها امر لا يعكس قدرة هذا الجيش وقوته التي اثارت اعجاب كل المتابعين لما يجري في ساحات المعارك، وكذلك فانه تلقى صفعة قوية من رئيس الوزراء العراقي عندما قال له وبالحرف الواحد ان قواتنا الباسلة تحقق الانتصارات وتهزم الارهابيين من "داعش" أي انه ارسل رسالة قوية الى كل الذين يريدون التدخل الاميركي في الشأن العراقي بان ابناء العراق هم الوحيدون القادرون على انقاذ بلدهم من خطر داعش وغير "داعش " ولايحتاج الى أي قوات خارجية او غيرها فيما اذا حصل على المعدات المتطورة واللازمة لهزيمة هذا التنظيم كليا.

بطبيعة الحال فان تصريح الصهيوني ماكين قد واجه الاستهجان والاستهزاء من قبل العراقيين واعتبروه بانه كان يتوقع من خلال هجمة "داعش" المنظمة والمخطط لها في دوائر استخباراتية في واشنطن ان تضع العراق في عنق الزجاجة بحيث يضطر وحسب الاتفاقية الامنية الطلب من واشنطن ان ترسل قواتها لتدخل من الشباك بعد ان خرجت من الباب ليتحقق الحلم الاميركي باحتلال البلد من جديد، الا ان القوات العراقية مدعومة بقوات الحشد الشعبي قد افشلت هذا المخطط مما شكل في الواقع هزيمة منكرة للادارة الاميركية، ومن هنا فانه لا يطيق ان يعترف بقدرات القوات العراقية ولذلك فانه يحاول ان يقلل من اهمية انتصاراتها بهذا التصريح الذي يخالف الحقيقة والواقع جملة وتفصيلا.

واللافت ان ماكين هذا قد جاء الى العراق وحسب ما اعلن عن ذلك وقبل مغادرته واشنطن انه جاء ليلتقي رئيس مجلس النواب الجبوري وبعض عشائر المناطق السنية والذي يشكل حالة خطيرة لا ينبغي للحكومة العراقية السكوت عنها او تجاوزها لانه وبهذا السلوك يعكس انه يريد تمزيق العراقيين وتشتيت وحدتهم وقد عبر في هذا المجال بقوله"امل بمشاهدة العشائر السنية من خلال مفهوم الحرس الوطني ادراج 4000 سني داخله ليتم تدريبهم وتسليحهم". وبوقاحة قد خرجت عن الحد وبنفس المنوال يعبر عن قلقه لوجود ميليشيات شيعية تقاتل داعش ويستهدف بذلك ابناء الحشد الشعبي.

ومن هنا فان مثل هذه التصرفات التي يقوم بها بعض صناع القرار الاميركي أمثال المتصهين ماكين وغيرهم ينبغي ان تواجه بالرفض وعدم القبول خاصة من الحكومة العراقية التي تريد أن يبقى العراق موحدا أرضا وشعبا وأن لايفسحوا المجال لامثال هؤلاء المرتزقة بل والقتلة ان يتدخلوا في الشأن العراقي الداخلي وان يقطعوا أرجهلم من أن تدنس أرض العراق بعد اليوم.